العمل من إنتاج KM production للفنان النصراوي كارم مطر وتصوير أسامة غزالين وإخراج رلى جماليّة

المخرجة رلى جماليّة لموقع العرب:

فكرة الكليب تخاطب الأهل وتقول لهم ثقوا بنا كأطفال لأن لدينا ما نرغب القيام به لنقدّمه في العيد

ما أردته هو أن أقدم فكرة جديدة لا تعيد نفسها لأننا مللنا من التكرار وأردت أن أمنح البلد شيئًا جديدًا 

هناك الكثير من رجال الأعمال رفضوا توجهي فقلت في نفسي عليّ تولّي الأمر من الألف حتى الياء ولو كلّفني ذلك من جيبي الخاص 

منحت باسل فهد حكيم ونور سليمان سعد الثقة والحب وهما كافآني بتنفيذهما شديد الدقة والمهنية حيث وجدا مكانًا لتفريغ طاقتهما التمثيلية

نهار التصوير كان مليئا بالتوتر والأعصاب المشدودة والقلق على العمل وعلى سلامة الأطفال وفي الوقت نفسه كان فيه الكثير من الضحك والفرح

لم يستبعد كلّ من شاهد فيديو كليب "ليلتنا عيد، كريسماس نايت"، من إنتاج شركة KM production للفنان النصراوي كارم مطر، أن العمل المحترف يحمل توقيع المخرجة إبنة مدينة البشارة، متعددة المواهب، رلى جماليّة، التي تثبت يومًا بعد يوم، أن الفن المحلي ما زال بخير، وأن الطاقات الكامنة لدى شبابنا وشاباتنا لا تقل عمّن هم في العالم العربي. فبعد تألقها ومنافستها لكليبات العاصمة اللبنانية، بيروت، من خلال كليب سهرنا كلّ الليل، للنجم الحيفاوي، إلياس جوليانوس، تطل علينا بعمل جديد مع فكرة ورسالة يؤديها بصوته، الفنان إياد طنوس، وصوّرتها عدسة المبدع أسامة غزالين.

وتقول المخرجة رلى جماليّة، التي تتمتع بطاقات رهيبة وأحاسيس كبيرة تسيطر على فكرها وروحها، في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كلّ العرب، عن العمل الجديد "ليلتنا عيد" الذي رأى النور مؤخرًا، عشيّة عيد الميلاد المجيد: "الفكرة تبلورت بين فينة وأخرى، عندما تحدثت مع المصور أسامة غزالين، وتبادلنا الحديث وقلنا إن لدينا طاقات وقدرات ونؤمن بأنفسنا، ونتمتع بأفكار جهنمية غريبة وعجيبة إلا أن بعض الأمور ومنها المادية ووعي مجتمعنا على الطاقات، لربّما تعيقنا، قررنا أنه يتوجب علينا أن نقدم عملا حتى لا تبقى الطاقات داخلنا، فدعمني كثيرًا، وبعد ثوانٍ معدودة، رأيت فكرة الكليب أمامي تمامًا بالحلة التي رأت فيها النور، ثمّ اتصلت بالفنان كارم مطر صاحب شركة KM production الذي رحّب بالفكرة، وبدأنا العمل الثلاثي كجسم واحد، يفكّر فيه كلّ منّا وأحدنا يكمّل الآخر. عملنا كفريق محترف، وما أن تبلورت الفكرة حتّى شعرنا أننا كالأطفال الذين أردنا أن نرسم لهم ضحكة عريضة من خلال هذا العمل".

وتابعت رلى جماليّة التي تعشق الفن بطريقة جنونية بقولها: "أنا هيبر أكتيف، ولديّ طاقات تدهشني أحيانا، بدأت أعد للكليب ولكن كانت هناك بعض الضبابية، إذ راودني السؤال: كيف سيعمل معي كل هؤلاء مجانا؟". ولفتت قائلة بحرقة شديدة: "هناك الكثير من رجال الأعمال رفضوا توجهي بحجة أنهم قدموا الكثير من الدعم في هذه الفترة، فقلت في نفسي، عليّ تولّي الأمر من الألف حتى الياء، ولو كلّفني ذلك من جيبي الخاص، ومع هذا توفقنا ببعض المصالح الصغيرة التي دعمتنا، من خلال تقديم وجبات طعام للأطفال المشاركين في العمل وغيرها من الأمور".
ووجهت رسالة إلى كلّ من رفض تقديم الدعم بقولها عبر منبر موقع العرب وصحيفة كلّ العرب: "أقول لهؤلاء لم تحبطوا عزيمتي بل شكرًا لكم لأنكم جعلتموني أتحدّى كل شيء. ردة فعلكم السلبية دفعتني لأثابر أكثر، لأن ما أردته هو أن أقدم فكرة جديدة لا تعيد نفسها، لأننا مللنا من التكرار، وأردت أن أمنح البلد شيئًا جديدًا، فنحن لم نكن بحاجة الميزانية على صعيد شخصي، بل لخدمة العمل، وها قد نجحت بدعم أسامة غزالين وكارم مطر وأهلي وكل من عمل معي".

رلى جمالية - صورة ارشيفية 

وحول فكرة تقديم عمل في عيد الميلاد، أكّدت رلى جماليّة قائلة: "جميعنا كنّا صغارًا، وكان أهلنا يكتبون لنا سيناريو العيد من منظارهم هم، ولم يفكروا مرة ماذا نريد نحن كأطفال أن نقدم في العيد، وهكذا تبلورت فكرة الكليب، التي تخاطب الأهل وتقول لهم ثقوا بنا كأطفال، نحن الأطفال لدينا ما نرغب القيام به لنقدّمه في العيد".
وشرحت لنا الفكرة بقولها: "تدور الفكرة عن ولد يلعب دوره باسل فهد حكيم، وشقيقته في المشهد التمثيلي التي جسدت شخصيّتها نور سليمان سعد، اللذان يريدان مفاجأة والدتهما التي لعبت دورها الممثلة المبدعة لمى طاطور، فيقومان بالترتيبات اللازمة، إذ تعد البنت الكعكة، ويحاول الولد الاتصال بأصدقائه وبفنان لإجراء حفلة في المنزل. الفكرة كوميدية، واستطعنا أن نجعل الأطفال مسرورين، وأنا أؤمن بشعار ذكي وبسيط، الذي يشد الجمهور".
واسترسلت بالقول: "بحثت عن شخصيات أطفال يؤدون الدور، بشكل سلس ومتقن، دون أن يظهر للجمهور أنهم يقومون بالتمثيل، ونجح كل من باسل ونور بتأدية دورهما بشكل عفوي. سألاني أسئلة بريئة للغاية، مثل: "كيف تريدين أن نؤدي الدور؟"، فأجبتهما: "لا أريدكما أن تعملا ما أنا أريده بل ما أحسّه". تحدثت معهما بلغتهما واحتضنتهما، وبالفعل قاما بمفاجأتي ببراعتهما. منحتهما الثقة والحب وهما كافآني بتنفيذهما شديد الدقة والمهنية، حيث وجدا مكانًا لتفريغ طاقتهما التمثيلية، وهنا أشكر كافّة الأهالي على منحي ثقتهم العمياء، وهذا مشجع للغاية".
وعن اختيار الفنان إياد طنّوس، قالت مخرجة العمل: "إياد طنّوس فنان معروف في الوسط العربي، ومنذ أن اقترحنا عليه الفكرة، لم يفكر مرتين بل عبّر عن سعادته بالعمل معنا، وأبدى رغبته في بذل كافة جهوده. أنا لم أعرفه عن قرب ولكن بدا لي كم هو متواضع، ولا شك أنه أبدع بغناء توزيعات الفنان كارم مطر، وكان متعاونًا معنا يوم التصوير ووقف إلى جانبنا". 

وعن يوم التصوير، نوّهت إلى أنها "هي العقل المفكّر، والمصوّر أسامة غزالين المنفّذ، إذ بمقدوره قراءة أفكارها، حيث تحدّثا عن زوايا التصوير والمشاهد ونوع الكاميرا والمعدات والإضاءة، وتمّ إنجاز التصوير في يوم واحد بعد اعدادات شهر ونصف، وأن نهار التصوير كان مليئا بالتوتر والأعصاب المشدودة، والقلق على العمل وعلى سلامة الأطفال وفي الوقت نفسه كان فيه الكثير من الضحك والفرح. إلى جانب ذلك، استغرق المونتاج نحو أسبوع كامل، لأن الحديث عن الصورة وعن الموسيقى التصويرية التي ألّفها كارم مطر".
وعن أصداء العمل الجديد، قالت: "أشكر الله على الأصداء، التي كانت تصف العمل بالرائع، وأنه تمكّن من إدخال الفرحة للأطفال. الجميع انبهر بالعمل وهذا منحني اكتفاء لهذا الكليب بحد ذاته، تلقيت كمًّا هائلا من رسائل التهنئة والاتصالات، وكذلك الأمر لدى كارم وأسامة. فرحتنا كبيرة، لدرجة أن قلبي ينبض بسرعة، من شدة الفرحة التي تغمرني، لأنني تحدّيت كل شيء وعملت ما أراه صحيحا ومناسبا".
وفي ختام اللقاء الذي تميّزت فيه جماليّة بعفويّتها وصدقها وتواضعها ومحبّتها، أكّدت لنا "أنّها تعدّ الكثير من المفاجآت قريبا، وتوقعوا أعمالها الجديدة مع الطاقة والشغف والإحساس"، وقالت إن "رسالة الميلاد بعيونها، بعيدة عن الكليب، فالميلاد ليس بالشجرة والهدية وببابا نويل، بل هو ميلاد المسيح، وهذا ما يجب أن يصل لأطفالنا".