الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 11:02

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 21/12/15 20:25,  حُتلن: 09:45

في رحاب ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه الميامين، يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: "لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم".

في هذه الأيام المباركة تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى عزيزة أنها ذكرى المولد النبوي الشريف. ذكرى ميلاد الرحمة المهداة والنعمة المسداة و السراج المنير. ولد ابن عبد الله محمد ليكون رسول الله إلى الناس أجمعين. وقد اصطفاه الله تعالى لذلك بعد أن صنعه على عينه. وبعد أن أدبه فأحسن تأديبه.

قال تعالى: " الله يعلم حيث يجعل رسالته "، فقد هيأه الله تعالى بذلك لحمل أعباء الدعوة وتكاليف الرسالة التي ستغير وجه الأرض وتعدل خط التاريخ. إنها الرسالة التي سيتولى بها قيادة الأمم بعد أن جاهد في ميدان الضمير لبشري ليخلصه من ركام الجاهلية و أثقالها و ظلمها قال تعالى: " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا "، إن الفترة التي قضاها رسول الله صلوات الله عليه في مكة ثقيلة... آخذها الله فيها ومن معه الذين صدقوا رسالته بالامتحانات العسيرة والابتلاءات الشديدة التي ربتهم على تحمل الصعاب وأنضجت شخصيتهم. تلك الصعاب التي ابتدأت من أول يوم في تاريخ الدعوة!! فرسول الله الصادق الأمين الذي رأت فيه قريش الرجل الحكيم العليم ذي المكانة الرفيعة في قلوبهم و النسب الشريف في مجتمعهم تواجه بالتكذيب يوم أن جمعها استجاب لأمر ربه: " وانذر عشيرتك الأقربين" ، حيث سخر منهم سفهائهم يرمونه بالحجارة حتى دميت قدماه وآذوه بحّث التراب عليه وإلقاء الأوساخ في طريقه واتهموه بالسحر والشعر والجنون.


قال تعالى: " فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون" ولاحقوه في دعوته بالدعاية المشوهة . حاولوا إحراجه بطلب المعجزات شرطا لإيمانهم بان يفجر الينابيع و إسقاط السماء عليهم قطعا وأجزاء !! أو أن يأتيهم بالله و ملائكته أو يرقى في السماء أمام أعينهم ويأتيهم بكتاب يقرئونه وما علموا أن هذا الدين ليس دين المعجزات فقد وجهه ربه أن يجيبهم قال سبحانه: " هل كنت الا بشرا رسولا" واجتمع الملأ منهم وخطوا بينهم بوثيقة مكتوبة أن يقاطعوا رسول الله و أتباعه مقاطعة تامة . لا بيع ولا شراء ولا زواج ولا طعام و لا شراب.حاصروهم مما جعلهم يلجأون إلى أكل أوراق الشجر من شدة الجوع لكن رسول الله صبر ومن معه ثلاث سنين متواليات. لا يفكر لحظة في التوقف عن دعوته والجهر بها. لقد كان اليقين و الصبر رائده. حتى استصغر كل المكائد و العقبات التي واجهته فالصبر زاد القلب و عتاده. وجنة المؤمن وسلاحه وهو ملجأ النفس في مجاهدة ضعفها وقنوطها وهو ملاذها في مجابهة الأعداء ومواجهة تدبيرهم.

خلاصة القول أن سيرة رسول الله صلى الله عليه و على اله وأصحابه أجمعين شاملة جميع النواحي الإنسانية في المجتمع لما يجعله القدوة الصالحة لكل داعية ولكل قائد... وكل أب وكل زوج وكل مربي وكل سياسي وكل رئيس دولة وهكذا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة