الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

كي لا نرقص بالعتمة.. دقوا الشماسي في تل أبيب/ بقلم: وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 17/12/15 18:46,  حُتلن: 20:07

وديع عواودة في مقاله:

العالم يتجاهل من يحتج بخجل ولا يصغ لمظلوم

هم يهدمون بالجملة ونحن نرد بالمفرق

التظاهر في سخنين والصراخ "بدنا نحكي ع المكشوف صهيوني ما بدنا نشوف" فهو صبياني ورقص بالعتمة

بالأمس هدموا منزلا في طمرة وأمس الأول في كفركنا وغدا في الرملة أما في النقب فالهدم بالجملة والحبل على الجرار. لكن معالجة المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل تقتصر على ردود فعل وبالمفرق وبطريقة غير مجدية كما هو الحال في سائر احتجاجاتنا من أجل حقوق فردية وجماعية. اليوم تظاهر بمظاهرة خجولة عشرات فقط من أهالي طمرة ورؤساء أحزاب عربية في نتسيرت عليت قبالة مكاتب "المنهال".

سبق المظاهرة إضراب آلاف الطلاب في طمرة وهو وسيلة احتجاج باتت فورية يعتريها صدأ التقادم نقوم به دون السؤال عن نتيجته وجدواه مقابل كلفته تماما كما حصل قبل شهر عندما أضربنا احتجاجا ع حظر الحركة الإسلامية الشمالية ومن وقتها تتواصل احتجاجات يكاد لا يسمعها أحد غيرنا. هدم المنازل العربية ظاهرة قديمة نعالجها بأدوات متقدمة وتنحصر برد فعل دون مبادرة رغم أنها تجسد الأمن الشخصي والحق الأساسي بالمأوى والمكفول بكل الشرائع.

هدم المنازل بالأساس نتيجة سياسات إسرائيلية عنصرية مرتبطة بهوس الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة. هم يهدمون بالجملة ونحن نرد بالمفرق. بكثير حالات بهذا المضمار ينطبق علينا القول "حارة كل من إيده له" كما فعلوا بنا في 1948. وحينما نلتقي برد جماعي(لا حزبيا) فغالبا ما يكون هزيلا أو غير مجد أو إسقاط واجب. من هم في مثلنا يملكون كل الشرعية للخروج بسيف الاحتجاج المشهر في كل مكان. حتى الشاباك باح عدة مرات بالاستغراب من سلوكنا "المهذب المنضبط" مقارنة بكل الأقليات القومية التي فقدت وطنا ويعرض عليها فتات مواطنة. ألقاه في البحر مكتوفا وقال له - إياك إياك أن تبتل. قال الشاعر واصفا مثل حالتنا. يرفضون توسيع مسطحات البناء ويمنعون البناء غير المرخص والنتيجة عشرات آلاف المنازل بلا ترخيص(40 ألف بيت حسب المركز العربي للتخطيط البديل). إعلان الإضراب العام وخسارة آلاف الطلاب في طمرة بالأمس هو عقاب ذاتي. كان من الأجدى تخصيص حصة وحصتين للحديث عن الظاهرة والسياسات قبل أن إشراك آلاف الطلاب في مظاهرة قبالة مكاتب حكومية في تل أبيب ونتسيرت عليت والكنيست وغيرها. حان الوقت أيضا لإطلاق حملة دعائية مهنية بالعبرية والإنجليزية عبارة عن شريط روائي قصير جدا عن مدن الصفيح العربية وعن أحياء عربية باتت أشبه بعلب السردين أو علب عيدان الثقاب. وهذا الانتقال من رد الفعل للفعل ينطبق على فعاليات الاحتجاج على حظر الحركة الإسلامية أو حرمان السلطات المحلية من ميزانيات مستحقة وغيرها.


أما التظاهر في سخنين والصراخ "بدنا نحكي ع المكشوف صهيوني ما بدنا نشوف" فهو صبياني ورقص بالعتمة! دون أن نتظاهر بشعارات سليمة بشكل صاخب بتل أبيب مع وبدون شماسي لا أمل بأي حل لنا فالعالم لا يحترم الضعفاء وسبق قال قادة كثر في إسرائيل أنها لا تفهم سوى لغة الضغط. وما قيل لا يعني استبدال وسيلة شرعية تتمثل بالالتفاف حول البيت المهدد وحمايته بدرع بشري حينما تتوفّر معلومات مسبقة.


العالم يتجاهل من يحتج بخجل ولا يصغ لمظلوم لا يقيم الدنيا ولا يقعدها على استمرار التطهير العرقي للنازل العربية.
والبيت يستحق أكثر من نضال ضمن قواعد اللعبة وكل ذلك يتطلب الاهتمام بالخطاب المدني الحقوقي واعتماده فالعمل بالمواطنة ومتابعة مستحقاتها لا يعني أسرلة،بالعكس! كما نخطئ بالرهان على التشريع والنضال البرلماني فقط ونتجاهل الميداني الناجع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة