الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / مارس 03:02

لا لإغلاق بيت النعمة/ بقلم: إسكندر عمل‎ نائب رئيس بلدية حيفا سابقًا

كل العرب
نُشر: 16/12/15 10:49,  حُتلن: 17:38

إسكندر عمل‎ في مقاله:

ضاعفت المؤسّسة نشاطها وعطاءها للمجتع بكل مركّباته فكانت بيتاً للعربيّ واليهوديّ على مختلف انتماءاتهم الطّائفيّة.

لم تكن حصّة هذا البيت من الدّعم البلدي كبيرة في بداية الطّريق وقد بذلت مجهوداً كنائب لرئيس البلديّة في فترة متسناع الأخيرة وفترة ياهف الأولى لزيادة هذا الدّعم بشكل ملموس

هذه الخطوة ليست غريبة لحكومات جعلت سلّم أولويّاتها الاستيطان والعسكرة فهي تتغنّى هذه الأيّام بشراء غوّاصة حديثة بما يقارب ملياردي شيكل الّتي تكفي كميزانيّات لسنوات لمؤسّسات الرّفاه الاجتماعي في البلاد

"بيت النّعمة" كان ولا يزال نعمة أُسبغت على من ضلّ الطّريق أوتاهت به السّبل في هذه الحياة، بيت من خرجوا بعد سنوات من السّجن أوالإدمان، وأملوا أن يجدوا حضناً دافئاً ومكاناً يعيدهم إلى المجتنع كأفراد لهم دورهم ، إلى المجتمع كبشر يتطلّعون إلى مستقبل آخر، بعيد عن الماضي الّذي كان مظلماً وقاسياً ولا انسانيّاً.

لم تكن حصّة هذا البيت من الدّعم البلدي كبيرة في بداية الطّريق وقد بذلت مجهوداً كنائب لرئيس البلديّة في فترة متسناع الأخيرة وفترة ياهف الأولى لزيادة هذا الدّعم بشكل ملموس وقد خدم هذا البيت وبجهود ذاتيّة وتطوعيّة المجتمع الحيفي وغير الحيفي ، لأنّ القائمين عليه وعلى رأسهم المرحوم كميل شحادة هدفوا إلى إصلاح المجتمع والقيام بدور بنّاء والاهتمام بالطّبقة المسحوقة الّتي لا تجد ملجأ تأوي إليه.

اتّسع نشاط البيت وأصبح مؤسّسة كبيرة لها أثرها في دولة "الرّفاه شعارها"، وخُصِّصت ميزانيّات متواضعة من الوزارات المختصّة ومن بلديّة حيفا كي يستمرّ عطاء هذه المؤسّسة الخيريّة الّتي قامت تطوّعاً في مجتمع للأسف قلّ فيه التّطوّع، وضاعفت المؤسّسة نشاطها وعطاءها للمجتع بكل مركّباته فكانت بيتاً للعربيّ واليهوديّ على مختلف انتماءاتهم الطّائفيّة. ومع تضاؤل نشاط مؤسّسات الرّفاه في "دولة الرّفاه"، زاد نشاط بيت النّعمة وازداد عدد الملتجئين إليه طلباً للمساعدة والدّعم فقام بكلّ ذلك حين قصّرت المؤسّسات الرّسميّة. فهل يُكافأ هذا البيت بإيقاف الدّعم الحكومي له، وأنا أعرف من التّجارب أنّ نقل الميزانيّات لأطر أخرى تقوم بالمهمّة هوادّعاء فقد قمنا بمعركة لمنع اغلاق مركز الفطام من المخدّرات شارع هجيفن لأن ما خفنا منه حدث ولم يقم اطار بديل.

أنّ قرارات كهذه لا تكون مسيئة للمؤسّسة الّتي تقوم بهذه الخدمات الاجتماعيّة بل للمواطنين الّذين هم بأمسّ الحاجة لهذه الخدمات ويُحرمون منها مع كل ما يعنيه ذلك من العودة إلى الانحراف أو التّعاطي والعودة إلى السّجن وبظروف أسوأ من الأولى.
إنّ هذه الخطوة ليست غريبة لحكومات جعلت سلّم أولويّاتها الاستيطان والعسكرة فهي تتغنّى هذه الأيّام بشراء غوّاصة حديثة بما يقارب ملياردي شيكل الّتي تكفي كميزانيّات لسنوات لمؤسّسات الرّفاه الاجتماعي في البلاد.

اعيدوا الدّعم لمؤسّسات الرّفاه وخاصّة بيت النّعمة الّذي يهدّده خطر الإغلاق فهو الّذي قام بدور هام ولا يزال ، انظروا إلى وضع الطّبقات المسحوقة في المجتمع، كفى اهتماماً بحيتان المال الّذين يهبون بيد وتقتل مصانعهم المئات بما "تجود به عليهم بتلويثها القاتل".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة