كاريزما الاختراق، كاريزما يبحث عنها كل متحدث وناطق إعلامي، كاريزما نبحث عنها فلسطينياً خصوصاً في ظل ترهل وضعف المؤسسة الإعلامية

فلسطين بحاجة إلى قائد يمتلك كاريزما الثائر والإنسان في آن. فلسطين بحاجة إلى قيادة تثق بنفسها وتركز على أهداف واستراتيجيات واضحة

القيادة الفلسطينية مطلوب منها البحث الجاد عن الذات، من أجل إعادة بناء الكاريزما الفلسطينية وتنميتها وفق المتطلبات والتطورات الراهنة

يقول الكاتب المصري الشاب عمر طاهر في كتابه (جر ناعم): "هناك فراغات يتركها الراحلون فراغات لا يمكن أن تملؤها بشخص آخر فالفراغ الذي يتركه رحيل الأم لا تملؤه حبيبه والفراغ الذي تتركه الحبيبة لا يملؤه صديق والفراغ الذي يتركه صديق لا يملؤه صديق آخر,الأشخاص كالألوان إذا رحل عن حياتك اللون الأحمر قد يهون عليك اللون الأخضر بعض الألم لكنه مهما كان مخلصا لن يصبح أحمر في يوم من الأيام".

دائما ما نسمع أن شخص عنده كاريزما، فما هي الكاريزما وما معناها ؟
يعتبر ماكس فيبر أول من أعطى المصطلح صبغة سياسية عندما استخدمه للإشارة إلى القدرة التي يتمتع بها شخص معين للتأثير في الآخرين إلى الحد الذي يجعله في مركز قوة بالنسبة لهم وبحيث يمنحه الواقعون تحت تأثيره حقوقا تسلطية عليهم كنتيجة لقدرته التأثيرية. إذاً فإن الكاريزما ببساطة هي الصفة الشخصية التي يمتلكها شخص سواء كانت هذه الصفة هي في حضوره، تعابير وجهه، نبرة صوته، ثقته بنفسه أو حتى مظهره الخارجي. هي صفة شخصية يتميز بها الشخص عن غيره ويكون لها تأثير واسع المدى على جمهور معين.

في فلسطين كان الشهيد ياسر عرفات يمتلك كاريزما عجيبة وحضور طاغٍ يؤثر في الناس بقوة هستيرية، فكان يمزج في خطاباته ما بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الدولية .
كان القائد عرفات يمتلك من الكاريزما ما يجعل كل شخص في العالم يبحث في الكتب والمجلات وصفحات الانترنت بحثاً عنه وعن فكره وأيدلوجيته.
إنها كاريزما الاختراق، كاريزما يبحث عنها كل متحدث وناطق إعلامي، كاريزما نبحث عنها فلسطينياً خصوصاً في ظل ترهل وضعف المؤسسة الإعلامية.
المال مهما أنفقنا منه لشراء الكاريزما، فلن نجدها. الكاريزما شيء لا يمكن بلوغه إلا بالعمل الجاد والنشاط الدائم المستند على الواقع والحقائق.

يقول القائد الشهيد خالد الحسن"السياسة هي فن الصدق مع الشعب وفن المناورة مع العدو..". وأقول أنا أن الشخص الكاريزمي هو ذاك الذي يتعامل مع السياسة على هذا الأساس، فالكاريزما بحاجة إلى فن في الصدق والمناورة في آنٍ واحد.

البحث عن الكاريزما
فلسطين بحاجة إلى قائد يمتلك كاريزما الثائر والإنسان في آن. فلسطين بحاجة إلى قيادة تثق بنفسها وتركز على أهداف واستراتيجيات واضحة.
القيادة الفلسطينية مطلوب منها البحث الجاد عن الذات، من أجل إعادة بناء الكاريزما الفلسطينية وتنميتها وفق المتطلبات والتطورات الراهنة.نحن أصحاب حق، وهذا يجعلنا أقوياء، إلا أننا نفتقر إلى كاريزما تخدم هذا الحق.

انتفاضة القدس المباركة والمستمرة منذ أكتوبر الماضي أفرزت على السطح انقسام آخر جديد ما بين المستوى الرسمي والشعبي. وهذا يحتاج من القيادة الرسمية العمل السريع على ابتكار خطاب يُزاوج ما بين الدبلوماسية الشعبية والدولية. فلا يمكن أن نخرج للعالم بقوة وبكاريزما مؤثرة إذا لم نكن أقوياء ومؤثرين في بلادنا وعلى مواطنينا.
البحث عن كاريزما اختراقية هو ما يجب أن نقوم به الآن .. كاريزما تؤثر على الجمهور الفلسطيني، العربي، والدولي. إسرائيل تشن علينا حرباً لا مثيل لها، وتحاول تغطية إرهابها وإجرامها بحملة إعلامية مرافقة لحملتها الإرهابية على الشعب الفلسطيني. نحن نقاوم جيشاً إرهابيا بصدور عارية، فلماذا لا يُرافق ذلك إعلام قوي يقوده أشخاص ذوي كاريزما اختراقية تؤثر على الساحة الفلسطينية، العربية والدولية أيضاً.