الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 11:01

أسرار لا تعرفها الحكومة عن "خيمة الإعتصام"/ بقلم: عبدالله جبارين

كل العرب
نُشر: 06/12/15 12:43,  حُتلن: 08:09

عبدالله جبارين في مقاله:

لقد كشفت لنا الخيمة حجم ضعفكم وعجزكم في تعقّبكم للأشخاص القائمين على "الحركة" والدّليل أنهم كلهم هناك، واعتمادكم على قوانين أكلَ عليها الدّهر وشَرِب

لقد جمعتم في هذه المرحلة بين إخوة وقياديين وأحزاب متفرّقين بالغالب، صفّاً واحداً وجسداً واحدا يصرخون بالتِفافِهِم حول الحركة وقياداتها وحول المسجد الأقصى المبارك وحول قضاياناالقومية وحقوقنا المسلوبة

لأوّل مرّة تخلق أزمة بهذا الحجم مثل هذا الشعور بالقوة داخل الخيمة حين ترى كيف تمّ خلق مساحة خصبة فريدةٍ للقاء الجميع وفتح الغرف المغلقة للتقارب والتلاحم

غريبٌ أن تجهل الحكومةُ الإسرائيليةُ ما يجري في خيمةِ الإعتصام، ولم نعهَدها تسمَحُ للقنابل الموقوتة أن تنفجر تحتَ عينِها في وَضَح النّهار ولا في ظُلمةِ الليل.. لا أقول ذلك غيرةً على الحكومة الحالية ولا حِرصاً مِنّا على حياةٍ أطول لها، ولكنّها "أمانةٌ أخلاقية"ٌ ننطق بها ، حتى لا يَنقُلَ عَنّا التاريخُ أنّنا لم "نحفظ !" العِشرَة مع المحسوبين علينا كأبناء عمومتنا بِغَضّ النّظر عن تَسَلّط مجموعة من الإنتحاريٌين والقائمين على السّير بهذه المؤسّسة إلى الهَلاك.

ولذك فمن مُنطلق الأمانة أمام التّاريخ، كان يتوجّب علينا تسريب بعض الحقائق التي لا يعرفها أحدٌ عن خيمة الإعتصام وحتى لا تكون صدمةً تهزّ الكيانَ هنا وتُكشَفُ هَشاشَتُهُ كما لو أنّه بضعفهِ كَبَيتِ العنكبوت.

خيمة الإعتصام في طريقها لتُصبِح قُنبُلَة مَوقوتَة وحينها ستقولون; "ليتنا ما فعلناها، وليتنا انتصرنا لهذه الحركة الإسلامية، وليتها كانت دائماً في عيوننا أو تاجاً على رؤوسنا". الحركة الإسلامية والأحزاب العربية بالداخل الفلسطينيّ وجماهيرنا العربيّة تمُرّ في هذه المرحلة حالة تزاوج نادِرة ووِلادة تبدو أنها ناجحة بعد عمليات زراعة دقيقة ونادرة، وأكاد أجزم بكل التواضع وبِما أستطيع قراءته بوضوح، أن المولود القادم هو "المارِد" العربي، الذي ساهَمَ بإنجابه وخروجه إلى النور حكومة إسرائيل برئيسها وأصحاب
القرار فيها.

تعالَوا معنا حيث خيمة الإعتصام للتعبير عن الرفض لقرار حظر الحركة الإسلامية وشاهدوا معنا كيف أن قراركم كان إنتحاريّاً خالصاً، كيف لا.. ونحن نعيش معها مرحلة تلاحم ودعمٍ وترابُط لم نَعهَدها بهدا الحجم مِن قَبل...؟؟

لقد كشفت لنا الخيمة حجم ضعفكم وعجزكم في تعقّبكم للأشخاص القائمين على "الحركة" والدّليل أنهم كلهم هناك، واعتمادكم على قوانين أكلَ عليها الدّهر وشَرِب... لقد ساهمتم بأيديكم فتح فُسحة من الوقت لفريق العمل والقيادة بالحركة لترتيب أوراقهم ومراجعة المسيرة الوطنية والدينية والتجهّز للمرحلة القريبة القادمة... لقد جمعتم في هذه المرحلة بين إخوة وقياديين وأحزاب متفرّقين بالغالب، صفّاً واحداً وجسداً واحدا يصرخون بالتِفافِهِم حول الحركة وقياداتها وحول المسجد الأقصى المبارك وحول قضاياناالقومية وحقوقنا المسلوبة.. أصبحت خيمة الإعتصام منبراً حُرّا ولقاءا يومياً بين الإخوة وطاولةً مستديرة للحوار والمحاضرات العلمية والنقد وطرح الآراء السياسية والقانونية والأدب والشِّعر.

إن خيمة الإعتصام زرعت بصدور زائريها اليقين أن الحركة الإسلامية قوية كالصخر، لا يستطبع أحدً تغييبها أو إلغاءها، مِمّا سيجعلُ موقفكم حينها أصغر بكثير من أن يتناسب مع جَبَروتِ دولتكم وحكومتكم المُؤقّتة عند رُجوعِكُم عن قرارِكم بإلغائها وتَهميشها!! وارجِعوا معنا قليلاً إلى الوراء، حيث طُرِدَ بعضُ المناضلين والشرفاء والمخلصين وألقِي بهم بالعراء والثلج خارِج حدود
إسرائيل، ثم عادوا رغم قرار الظالمين.

لأوّل مرّة تخلق أزمة بهذا الحجم مثل هذا الشعور بالقوة داخل الخيمة حين ترى كيف تمّ خلق مساحة خصبة فريدةٍ للقاء الجميع وفتح الغرف المغلقة للتقارب والتلاحم. إنّ خيمة الإعتصام تجمع شعبناً العربيً في هذه المرحلة على قلب رجل واحد، والأيام القريبة ستكون حُبلى بالمفاجأت أكثر مما مضى، ولا تستغربوا أن يتم تعيين قيادة الحركة الإسلامية المحظورة، لقيادة لجنة المتابعة بالتزكية، وخروج اعضاء الكنيست العرب (السلعة التي يُسَوُِقون باسمها كذبة الديموقراطية) من الكنيست، والطّواف حول العالَم لتعرية سياسة القمع والظلم والتمييز... 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة