استصدر المحامي محمد مصابحة المستشار القانوني للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، أمر منع هدم بيت للمسنة نزيله الخمايسة المريضة التي بنت لها بيت من الصفيح "الزينكو" وفق أوامر الأطباء الذين أوصوا بأن تعيش في بيت مخلق وليس في خيمة كما كانت تسكن، علما أن المسنة تعاني من ضيف في التنفس، وتعاني من أمراض أخرى، وتكثر من الرقود في مستشفى "سوروكا"، ويكون أمر المنع ساري المفعول حتى تاريخ 14/07/2008 والذي من المتوقع ان يصدر القاضي قراره بهذا الخصوص، أما هدم البيت، أو مراعاة شؤون المريضة وأطفالها المرضى.
وتجدر الإشارة إلى أن أمر الهدم إداري، وينص على هدم البيت خلال 24 ساعة من إلصاق أمر الهدم.

المسنة نزيله الخمايسه رأت أن تبني لها بيت من الصفيح (الزينكو) في منطقة أم بدون (ناحل يعاليم) في قعر واد يشرف على البحر الميت، بدل الخيمة الرثة التي كانت تسكنها، وتسكن ضمن مضارب سكن عائلتها، التي هجرتها الدولة من  أراضيها من منطقة كرنب إلى الموقع الحالي. ولم تلجأ هذه المسنة كما قالت إلى البناء إلا لتحمي أولادها ونفسها من أي سوء، وحفاظًا على صحتها، فهي بحاجة كما أوصى الأطباء إلى مكان بعيد عن الدخان، وبيت نقي، علمًا أنها تعاني وباستمرار من ضيق في التنفس، والضغط، وغيرها من أمراض، وهي موصولة أغلب الوقت إلى أنبوبة الأكسجين حتى في بيتها عندما تجلس مع الآخرين، فهي معتادة على الرقود في المستشفى بين الفينة والأخرى، حتى في اليوم الذي ألصقت السلطات الإسرائيلية على بيتها أمر الهدم نقلت بعد وقت قليل إلى المستشفى ورقدت يومين متتاليين، وتضاف هذه الأيام على أيام لم تعرف عددها من تلك التي رقدتها في المستشفى.

* عائلة مريضة فأين الرحمة

الأم المسنة مقعدة ومريضة مطلبها أن لا يهدم البيت، فقد وضعت كما قالت كل ما تملك في هذا البيت البسيط، وإن مس بسوء قد تكون نهايتها، والابن سلامه معاق ومقعد على كرسي متحرك ويعاني من تشنجات في العضل، وابنتها تعاني من مرض السكري وترقد في المستشفى بين الفينة والأخرى، وباختصار وضع العائلة بأمس ما يكون إلى التعاطف، والرأفة عليها.
ويطالب أمر الهدم الذي الصق مؤخرًا، بأن يهدم البيت حتى الخميس من هذا
الأسبوع، ورغم عرض التصاريح الصادرة عن مستشفى سوروكا عن وضع المسنة لمن الصقوا الأمر إلا أن ذلك لم يجد نفعًا أمامهم، وقالوا لا علاقة لنا بذلك كما قال سلامه المقعد.

ويضيف سلامه: "لماذا يفعلون بنا هكذا فماذا يؤثر هذا البيت البسيط على الدولة فهو في قعر واد لن تستعمله الدولة أبدًا، ونحن لا نؤثر على أحد، والدولة نفسها قبل 50 عامًا أتت بنا هنا، حيث هجرتنا من أراضينا في كرنب، واليوم تلاحقنا، أين الرحمة، فنحن نأتي بالماء بشق الأنفس من مسافة 20 كيلو متر، ولا كهرباء، ولا خدمات، لا تقدم لنا الدولة شيء وتريد منا تطبيق القانون في موضوع البناء علما إنها تمنعنا من البناء كما ترون، ولا تساعدنا على الحياة الكريمة، نحن عائلة مريضة فلماذا يفعلون بنا هكذا".

* نريد أن لا يهدم بيتنا

تحدثت المسنة نزيله عن معاناتها وأولادها، وتقول: "وضعنا كل ما نملك في
بيتنا المتواضع الجديد، لنقي أنفسنا، وإذا ما حدث مكروه للبيت قد يؤدي
الموضوع إلى تدهور صحتي أو إلى الموت لماذا يريدون أن يهدموا بيتنا".
ويقول موسي الخمايسة احد أقارب العائلة: "أين الرحمة والرأفة لو كان الوضع لدى يهودي لرأينا تعاطف الجميع ممن يتظاهرون الآن بأنهم يريدون
تطبيق القانون، نحن نطالب بأن لا يمس البيت، علما أن الدولة آتت بنا إلى ذا المكان في اخفض منطقة في العالم، وتصل فيه درجة الحرارة إلى 45 درجة في الصيف، وفي الشتاء برد قارس، وصعوبة في الوصول إلى المنطقة نظرا لظروف المنطقة في الشتاء، ورغم هذا وذاك تلاحقنا الدولة والأدهى والأمر بأنهم لا يرحمون".

وفي حديث مع المحامي محمد مصابحة قال: "أمر الهدم لم يراع وضع المسنة والعائلة الصحي، فهذه حالة إنسانية من الدرجة الأولى، وفي حالة تنفيذ أمر الهدم سيضر بحالة المسنة وأولادها، وبني البيت بتوصية من الأطباء".