الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

حولية العمر 2015 /بقلم: محمد حبيب الله

كل العرب
نُشر: 18/11/15 13:14,  حُتلن: 13:26

كان يوم 15/11/1989 هو اليوم الذي تم فيه إعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر. وقد أعلنت حينها على الملأ وثيقة الاستقلال التي كتبها وقرأها الشاعر محمود درويش أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة فتح في اجتماعها هناك. وبما أن تاريخ ميلادي يصادف كل سنة يوم 15/11 (الخامس عشر من تشرين الثاني) فقد وافق وصادف هذا التاريخ يوم إعلان الدولة أعلاه. وفي كل سنة عندما أحتفل مع العائلة بعيد ميلادي أتذكر ما يعنيه هذا التاريخ. وهكذا ارتبط عندي تاريخ ميلادي بتاريخ إعلان دولة فلسطين، وفي كل سنة أحلمُ ان يوافق هذا التاريخ قيام دولة فلسطين قولاً وفعلاً..

لقد مرّت هذه السنين، سنة بعد سنة دون رؤية أي بريق من الامل يبشّر بقيام الدولة, ويرافقني كل سنة شعور بالإحباط بسبب ذلك، وكأنّ هذا الحلم لن يتحقق إلى درجة بدأت اشعر فيها بأن تحقيق حُلمي هذا لن يكون وأنا حيّ وأن إسرائيل في تعنّتها وتمسّكها بالأراضي الفلسطينية واستمرارها في بناء المستوطنات تثبت للعالم فعلاً أن وجهتها ليس نحو السلام وحل قضية فلسطين. كما تقضيه الشرعية الدولية.

في هذه الأيام انتابني شعورٌ غريب يسيطر عليّ ليل نهار بأنّ موتي سيسبق قيام الدولة لا محالة. هذا الشعور دفعني إلى كتابة هذه القصيدة معبّراً فيها عن لواعج صدري وطغيان الشعور باليأس حيال هذا الواقع المرّ, ممّا يجعلني لا أحسّ بالراحة النفسية لا ليلاً ولا نهاراً.

عيد ميلادي وافى يوم اعلان الجزائر
لفلسطينَ كياناَ مستقّلا غير قاصر
دولةً في الشرق تعلو رغم انف كلِّ صاغر
دولةُ تحلو وتزهو نجمها في الكون باهر
دولةً فيها أباهي دولةَ فيها افاخر
كلّ اهل الارض جمعاَ من قريب ومغاير
وعلى الأقصى تعالى علم باللون زاهر
يا عروساَ قد تجلّت حرّةً فوقه المنابر
قد صحا الشعب ونادى حازم القوة ثائر
كل حرّ في سماها ضد جور كلِّ جائر
شعبها شعبٌ أبيٌ قاهرٌ للقيد كاسر
حقّهُ يؤخذ ويعلو وبعون الله قادر
وبعون الله يؤتَى أكلُه والخير وافر
صيتها في الارض مسك غرةً بين الحرائر
تزرع الارض وتشقى ليس في الاعمال قاصر
كرمها زيتُ ورمـانٌ وتينٌ كالدّرائر
روضها زهرُ ووردٌ عنبرٌ كالبدر ناضر
نبعها في الورد ماءٌ كل خيرٌ عنه صادر
ما لها في العلم مثلٌ ما لها في الدين آخر
كلّ فردٍ يفتديها ذكرها في الناسِ سائر
عِشتُ عمري اتمنى دولةٌ فيها أجاهر
سأغني وأغنى حين تأتيني البشائر
منصفاً شعباً عظيماً طيّب السمعة آسر
ذاكراً طفل الحجارة يا له ناهٍ وآمرٍ
*******

هل تُرى يكمل حلمي وأقوم الليل ساهر
فأرى الحلم تحقّق وأرى الواقع حاضر
وأرى الناس تُغنّي مِلء قلب و مشاعر
عاشت الدولةُ عاشت وَطناً حرًّا مكابر
يا فلسطين تعالُيْ قبل عمري ان يغادر
قبل أن أدفن في الترب وأعماق المقابر
آسفاً أني ذهبتُ محبطُا لست بظاف
*****
لكن الواقع مرّ ما به شيءً مؤكد
كلّ يوم فيه بؤسٌ كلّ ليل فيه أجرد
كلُّ يوم فيه كزْبٌ وغدٌ فيه مهدّد
فيه اطماع عدّوٌ وشعوب العُرْب رقّد
لا سلامَ لا حلولَ في سما الشرق المّعقّد
وفلسطين تُعاني كلّ ما في الافق اسود
واسارى و يتامى وصفا عيشٍ مُنَكّد
*******

هل ترى يمتدُ عمري لغدٍ حلوٍ مُمجّد
لغد يغني حياتي كلّ ما فيه ممهّد
عندها أشعرُ أني صرت كالسيف المهنّد
وامانِيّ تعدّت كلّ ما كان محدّد
تُبعثُ الروح مـــن القبرِ حياةً تتجدّد
فأعيش العمرَ عُمرين طليقاً لا مقيّد
اتمنّى طولَ عيشٍ مع سنينٍ تتعدّد
******** ********
هل لليلٍ يتلاشى وظلامٍ يتبدّد
ونهارٌ ضاءَ فينا وبِهِ اللّيلُ تَبدّد
هل ايادي الظلم تفنى وايادي الشّر تجمَّد
ونفوسُ الخير تصحو وجميع الناس تسعد
وسلامٌ وغناءٌ ونشيدٌ يتردّد
باعثًا في الجسم روحاً مرسلاُ لحنًا مخلّد
لفلسطينَ عروسًا حُرّةً في الشرق تصعد
لفلسطينَ بلادي لسنا قدسك أُنشِد
ما احيلاها حياة اذ بها عمري تجدد
قمت من قبري حيا لارى النور مؤكد
وارى ليلي نهارا وحياة تتنور
ما أٌحَيْلاهُ نشيدًا حين يعلو حين يولد
يا كيانًا يا وجودًا يا مُنى نفسٍ مجسّد
يا صدى احلاميَ الــكُبرى جميعا تتأكّد
يا شدا عُطرٍ تعالى فيهِ أحيا فيه أسعد

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة