الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 22:01

حظر الإسلامية الشمالية، إعلان حرب على المواطنين العرب /بقلم: المحامي محمد أبو ريا

كل العرب
نُشر: 17/11/15 14:59,  حُتلن: 16:09

محمد أبو ريا في مقاله:

لا يُعقل أن تدفع الإسلامية الشمالية ثمن التحريض على الإسلام عالميا ردا على أحداث باريس

نعم لمبادرة لتشكيل مجلس تأسيسي للجماهير العربية يشمل من ينتخب ومن يقاطع الكنيست لإدارة حياة جماهيرنا السياسية.

ما كان نتنياهو ليجرؤ على حظر الإسلامية، لولا أنه يعرف، أن قرار حظرها، يُرضي سلطة أوسلو والملك عبد الله والسفارة المصرية في تل أبيب، وأننا في الداخل في سبات عميق

كفى عويلا على ما فات، وأهلا بفتح صفحة جديدة من العمل السياسي، تتجاوز النظرة الضيقة للأحزاب، التي تُقدِّس القانون، وكأنه دين

يُخطئ من يظن أن قرار إخراج الإسلامية الشمالية خارج القانون، مُوجّه ضد الإسلامية وحدها، وإنما هو إعلان حرب على الجماهير العربية في البلاد، هدفه تحصين الأبرتهايد من النقد والتعرية أمام الرأي العام العالمي، وشل جماهيرنا في الداخل في عملية أخذ دورها في النضال الوطني الفلسطيني، وستتبعه قرارات لاحقة، تضيِّق الخناق أكثر على باقي الأحزاب والحركات العربية.

الأبرتهايد يرتكب الخطأ تلو الخطأ:
وأعتقد أن نتنياهو ما كان ليجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار، لولا أولا حالة البرود النسبية التي تعاملت فيه الجماهير العربية في الداخل لاحقا من الانتفاضة في المناطق المحتلة، بعد أن كانت رائدة في بداياتها، بل ومبادرة، وثانيا، لولا ما أسفرت عنه نتائج انتخابات لجنة المتابعة، التي كرّست النهج القديم، القائم على التنديد ضمن قواعد اللعبة المتعارف عليها، بدل اللعب خارج قواعد اللعبة، التي لم تعد تلبي قناعات الطفل الفلسطيني المبتدئ في العمل السياسي.
وكذلك ما كان نتنياهو ليجرؤ، لولا أنه يعرف، أن قرار إخراج الإسلامية الشمالية خارج القانون، يُرضي سلطة أوسلو والملك عبد الله والسفارة المصرية في تل أبيب الذين تدخلوا في انتخابات رئاسة المتابعة، لجعلها منزوعة الدسم، يقتصر دورها في أقصى الحدود على التنديد، لتتفرغ بعد ذلك للمجاملات وللطبيخ والنفيخ.
لقد استغل نتنياهو الأجواء الساخنة أوروبيا، لتكون الحركة الإسلامية الشمالية أوّل من يدفع الثمن، لأحداث باريس، وكأن كل إسلامي، أصبح هدفا شرعيا للقمع في أسهل الأحوال، وللقتل في أسوأها.
ويُخطئ من يظن، في دوائر طبخ القرار في كيان الأبرتهايد، أن إخراج الإسلامية الشمالية خارج القانون، سيُضعف الأقصى، ويجعله لقمة سائغة للمتطرفين اليهود، الذين يُنفّذون سياسة حكومية رسمية، لأن الأقصى في ضمير ونفسية كل عربي في هذه البلاد، سواء كان مسلما أو مسيحيا، وأن التمادي في انتهاك حرمته خط أحمر، وأن باقي الأحزاب والحركات السياسية، التي لم يخرجها نتنياهو خارج القانون، ستتولى الأمر رسميا بالنيابة عن الإسلامية الشمالية.
ما العمل:
لا أراهن على المسار القانوني لإبطال قرار إخراج الشمالية خارج القانون، مع العلم أن لا علاقة لبعض مؤسساتها، التي شملها قرار الإعلان عنها خارجة عن القانون، أي علاقة بالسياسة، كجمعية اقرأ وحراء لتحفيظ القرآن وغيرها، بيد أن التنازل عن المسار القانوني يصب في مصلحة الأبرتهايد، لأنه يكفيه شر الفضيحة الدولية إعلاميا، على ما ارتكب بحق جماهيرنا في الداخل.
وأراهن بالمقابل على وعي جماهيرنا، التي سترد على القرار بالمزيد من المبادرات التي كانت حصرا على الإسلامية الشمالية، لملأ الفراغ وضمان استمرار القيام بالواجب. وعلى لجنة المتابعة تحمّل مسؤولياتها في تطوير الخطاب والمبادرة وعدم الاكتفاء برد الفعل، لتثبت أنها جديرة بقيادة شعب، وليست مجرّد لجنة تنسيق بين أحزاب متنافرة.

كذلك فإن من واجب القائمة المشتركة طرح الموضوع في الكنيست لفضح طبيعة الكيان العنصري عالميا، والاستعداد للمبادرة لتشكيل مؤتمر عام تأسيسي للجماهير العربية في الداخل، يشمل من ينتخب للكنيست، ومن يُقاطع، يأخذ على عاتقه تنظيم انتخابات عامة لانتخاب مؤتمر عام يمارس الحياة السياسية لجماهيرنا، اسوة بكل الأقليات في كل دول العالم المتحضر.
كفى عويلا على ما فات، وأهلا بفتح صفحة جديدة من العمل السياسي، تتجاوز النظرة الضيقة للأحزاب، وتتجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها الأحزاب لكوادرها، وضيَّق عليها كيان الأبرتهايد بخطوط حمر إضافية، لأنه والله إن لم نتحرك اليوم، فإننا سنبكي دما على ما فات، لأن السكوت، يفتح شهية الأبرتهايد علينا، والخروج عن الصمت، واجب يجعل الأبرتهايد غير متفرغ للقمع على كل الجبهات.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة