الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 23:02

الوطن العربي محتل من جديد/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 17/11/15 08:30,  حُتلن: 08:32

د.صالح نجيدات في مقاله:

جاءوا بالربيع العربي تمويها وليته لم يأت وأقاموا التنظيمات الارهابية بأسماء اسلامية ليكرهوا البشرية بالإسلام

دفع المسلمون والعرب ثمنا غاليا بعد أحداث سبتمبر بتفجير البرجين في امريكا واليوم يدفعون الثمن غاليا نتيجة الهجوم على فرنسا

هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا، أعد خطة سنة 1907 لتقسيم الوطن العربي الى دويلات وتنصيب قيادات فاسدة ووضع جسم غريب بين الأمة العربية لتفسخيها، وطبقت هذه الخطة باتفاقية سايس -بيكو سنة 1916، ووعد بلفور سنة 1917 بعد انكسار الامبراطورية العثمانيه في الحرب العلمية الاولى سنة 1914 وانتصار الحلفاء عليها، وهي لا زالت تطبق حتى يومنا هذا بدقه متناهية.

وحسب هذه الاتفاقية فقد تم انتداب العالم العربي على يد فرنسا وبريطانيا وايطاليا، وتم تقسيمه بينهم الى دويلات وتنصيب قيادات قبليه جاهلة وفاسدة جعلوها العوبه بأيديهم، وهذه القيادات ان كانت في الماضي او الحاضر مصابه بالجهل وقصر نظر لم يتجاوز ابعد من انوفهم، وهؤلاء انتمائهم للقبيلة أو للطائفة وليس للقومية العربية، وهم نواطير لحراسة مصالح الغرب، ولم يتمتعوا باستقلالية القرار، حتى عائدات النفط اودعوها في البنوك الامريكية والدول الغربية وهي ليست لهم، وهمهم الوحيد الكرسي والحكم، فعاثوا الفساد بربوع الوطن الكبير، وجوعوا وجهلوا شعوبهم حتى وصلت الشعوب الى نقطة الصفر والغليان، وهذا كله مدروس ووفق خطط معده بدقه، فجاءوا بالربيع العربي تمويها وليته لم يأت، وأقاموا التنظيمات الارهابية بأسماء اسلامية ليكرهوا البشرية بالإسلام، وليحاربوا بالوكالة عنهم، فهم يخططون لتدمير الأمة العربية والاستيلاء على ثرواتها، والقيادات الفاسدة ترقص حسب الايقاع المرسوم لها، ويساعدونهم بتنفيذ المخطط الرهيب ضد وطنهم وشعوبهم، فاليوم قسم من الوطن العربي محتل فعليا بشكل مباشر، والقسم الآخر بشكل غير مباشر على يد الاستعمار القديم -- جديد، فهم يخلقون الارهاب ويختلقون الذرائع لمحاربته من اجل ضرب وتدمير العرب اجمعين، فعلى سبيل المثال، ها هم يدمرون سوريا جنة الله على الارض، والحبل على الجرار لباقي الدول العربية، فالعرب يدفعون اليوم ثمنا غاليا، نتيجة جهلهم وقصر نظرهم وانقسامهم الى مذاهب وأحزاب . والعرب جميعا مسؤولون عما حدث ويحدث لهم من تطرف وتخلف، وعدم اكتراثهم بالأوطان، وتوحيد صفوفهم، وانضمام أبنائهم الى تنظيمات دينية متطرفة، بعيدا عن العقل والمنطق.

لقد دفع المسلمون والعرب ثمنا غاليا بعد أحداث سبتمبر بتفجير البرجين في امريكا، واليوم يدفعون الثمن غاليا نتيجة الهجوم على فرنسا، وهذا الهجوم شكل ذريعة للهجوم على سوريا وقتل الابرياء.

وأخيرا، على المثقفين العرب في الوطن العربي الكبير اعداد خطة اشفاء للأمة العربية بعيدا عن المهاترات، وصياغة دستور يتلاءم مع الحياة العصرية، بعيدا عن التطرف والمغالاة والعصبية والطائفية، يعيد للأمة مجدها ووحدتها، والحفاظ على ترابها، ويجب الانفتاح على دول العالم وثقافاته وإلا ستبقى الأمة العربية غارقة في جهلها وتخلفها، والوطن العربي يمزق ويقسم الى دويلات مذهبية وعرقية ليسهل عليهم السيطرة عليها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة