الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

تنفس الصُّـعَـداء/بقلم:ب. فاروق مواسي

كل العرب
نُشر: 16/11/15 13:37,  حُتلن: 07:46

يذهب الكثيرون في معناها إلى أن الذي تنفس الصعداء هو الذي استراح بعد تعب، وكأنه يخفف عنه عناء ما تحمله أو تعب به.

..
الأصل في معناها- هو أنه تنفس بمشقة، وكأنه يصّـعّـد، فيتنفس تنفسًا طويلاً من هم أو تعب، وهذا التعبير وارد كذلك (يتنفس صُـعُـدا)، فتخيل رجلاً يصعد في مكان عال، وهو يسحب نفسه ويمده فهل هو في راحة؟!
يقول ابن الرومي:
فكأني أراك في عكر الفكر توالي تنفس الصعداء
ويقول الزهاوي:
وسهيل وليس مثل سهيل
متعب من تنفس الصعداء
...
للباحثين عن الإعراب فإن (الصُّـعَـداءَ) نائب عن المفعول المطلق منصوب، ومثلها : جلس القرفصاءَ....
.....
ومع أن المعنى (استراح بعد تعب) وارد كثيرًا في كتب الأدب، إلا أنني أفضل أن أعبّر عن الاستراحة بعد التعب وأقول:
تنفس بعد الصعداء- أي بعد المشقة.
..
سأبحث عن تخريج لغوي للشائع،
وللبحث صلة!
****

وجه لي الأخ .... السؤال التالي:

.....

قال تعالى "هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباس لهن"، هل (لباس) هنا تدلّ على ملابس، أم أنها مصدر للفعل (لبِس) . 
شكرا!
******************

أجيب:
..
"هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباس لهن"- جزء من آية وردت في سورة البقرة (187)، واللباس هنا كناية، لأن اللباس ما يكون على جسم الإنسان، والرجل والمرأة إذ يشتمل كل واحد منهما على الآخر، ويعتنقان، فإنهما يشبهان اللباس المشتمل عليهما.
...
قال النابغة الجعدي:
إذا ما الضجيع ثنى عِطفها *** تثنّـت فكانت عليه لباسا

إذن، فاللباس اسم مشتق، وليس مصدرًا .
ثم أن مصدر (لبس) هو لُـبْـس، ولم ترد (لباس) مصدرًا سماعيًا.
..

ملاحظة:

(لباس) في قوله تعالى "وجعلنا الليل لباسًا"- النبأ آية 10، وردت في تشبيه بليغ، ووجه الشبه الستر، لأن كلاً من الليل واللباس يستر المتلبس به، أي يستركم عن العيون إذا أردتم النجاة بأنفسكم، أو إذا أردتم الإيقاع بالعدو في منأى عن العيون، أو يعينكم على إخفاء ما تريدون.
....
وللبحث صلة.

مقالات متعلقة