الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

تسليم جائزة حقوق الانسان لعام 2015 للمحامي حسن عثامنة في برلين

إبراهيم أبو عطا
نُشر: 09/11/15 20:36,  حُتلن: 07:53

حسن محمد عثامنة:

ادعو قادة الدولة وعلى راسهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ليحذو حذونا ويتخذ مواقف جريئة يفرضها الواقع وليتصرف بعقلانية وبمسؤولية

آيلان سديه: 

لا خيار أمامنا الا طريق واحد عربا ويهودا معا ينعمون بالسلام والمساواة والعيش المشترك

نظمت مؤسسة فريدريخ إيبرت في مقرها مساء يوم الخميس الفائت احتفالا على شرف منحها جائزة حقوق الانسان لعام 2015، المحامي حسن محمد عثامنة رئيس مجلس محلي كفرقرع وايلان سديه رئيس مجلس إقليمي منشه وذلك على عملهما لنشر السلام والتعايش والاحترام المتبادل ما بين الوسطين العربي واليهودي وعملهما لنشر الديمقراطية والحريّة لابناء شعبهم.

وحضر الاحتفال مئات الشخصيات السياسية والاجتماعية والشعبية الألمانية وشخصيات عربية وأجنبية اضافة إلى مديرين ومسؤولين وممثلين من مؤسسة فريدريخ إيبرت الألمانية مانحة الجائزة، كما وشارك بالاحتفال السادة يانيف سجيه ورياض كبها مديري المركز اليهودي العربي للسلام جفعات حبيبة والفنانة مريم طوقان والتي قدمت وصلات غنائية باللغات العربية والعبرية والإنجليزية والتي نادت بالسلام والمحبة بين الشعوب.

رئيس مؤسسة فريدريخ إيبرت السيد كورت بيك استهل كلمته بتقديم تهانيه ومباركته باسمه وباسم المؤسسة والشعب الألماني للمحتفى بهم مهنأ اياهم على عملهم ومسيرة دعمهم للسلام والتعايش والاحترام ما بين الشعوب مشيرا إلى أنّ منحهم الجائزة لم يأتِ من فراغ وإنما اثر عملهم ونضالهم بالرغم من الأوضاع الصعبة والحرجة التي تشهدها اسرائيل الا أنّهم عملوا بشجاعة واضحة وكبيرة أمام التّحديات والصعاب من أجل الحفاظ على نسيج العلاقات الحساس ما بين العرب واليهود قائلا: "أنتم شجعان وأثبتم قيادتكم الحكيمة والمسؤولة والتي تمثل آلاف الجماهير التي تقودونها، فعليه هنيئا لكم على عملكم الإنساني والذي يتماشى مع رسالة مؤسسة فريدريخ إيبرت والتي تتبنى رسالة نشر الديمقراطية والحريّة والسلام في جميع ارجاء العالم ليس فقط في ألمانيا وإنما في الشرق الأوسط والعالم اجمع".

كما واكّد بيك على أهمية تحقيق السلام والمساواة ما بين العرب واليهود داخل اسرائيل مؤكدا أنّ تحقيق السلام والمساواة ما بين المواطنين العرب واليهود داخل اسرائيل يشكل نواة رئيسية ومركزية لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وقال في كلمته: "نحن على يقين أنّ تحقيق السلام والمساواة ما بين الأقلية العربية داخل اسرائيل ومواطنيها اليهود يعتبر الأساس والركيزة لتحقيق السلام العادل والشامل ما بين اسرائيل والفلسطينيين والذي سيمنح الهدوء والسلام لكل شعوب ودوّل المنطقة".



رئيس مجلس محلي كفرقرع المحامي حسن عثامنة استهل كلمته بتقديم الشكر والعرفان باسمه وباسم زميله ايلان سديه لمؤسسة فريدريخ إيبرت على ثقتهم بمنحهم جائزة حقوق الانسان لعام 2015 لهم مثمنا غاليا دور المؤسسة والحكومة الألمانية والشعب الألماني بنشر السلام ومنح الأمان وتعزيز روح الانسانية لا سيما احتضانهم اللاجئين السوريين واحتضانهم ومساعدتهم لهم وقال حسن عثامنة:
"بداية لا يسعني الا أن اتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لصندوق فريدرخ إيبرت وللقائمين عليه وللشعب الألماني عامة على الشرف الكبير الذي منح لي ولزميلي ايلان من خلال الفوز بالجائزة القيمة لحقوق الانسان لعام 2015.
أفضل القول ما صدقة العمل! وها هو الشعب الألماني من خلال دعوته للعمل على دعم حقوق الانسان يخطو خطوة جريئة مباركة تتمثل في احتضان اللاجئين السوريين، وعليه استغل هذا المنبر لأقدم جزيل شكري وعظيم امتناني للشعب الالماني وحكومته والمستشارة الألمانية ميركل على هذه الخطوة الجريئة والانسانية على حد سواء".

كما وأشار رئيس مجلس محلي كفرقرع بإعتزازه بفلسطينيته ونضاله لنيل حقوقه وحقوق أبناء الأقلية العربية في اسرائيل وقال في كلمته:
اقولها من على هذا المنبر بصوت واضح جلي وبلغة لا تقبل التأويل: "انا عربي فلسطيني وافتخر.. افتخر بعروبتي ومجد ثقافتي وحضارة اجدادي وبهويتي الفلسطينية ومع هذا فأنا مواطن اعيش بدولة اسرائيل وسأبقى اعيش هنا لان هذا وطني ووطن ابائي واجدادي.
وعليه سأستمر وابناء شعبي بالنضال من اجل العيش بسلام وكرامة وكمواطنين متساوي الحقوق. سنناضل بكل للطرق المشروعة لتحقيق هذه الاهداف السامية. مع هذا وبالمقابل سنستمر سوية مع العقلاء المتزنين من كل اطياف النسيج الاجتماعي الاسرائيلي للعمل نحو ايجاد سبل للتعايش معا بسلام، باحترام متبادل ومساواة في الحقوق ولمحاربة كل انواع العنصرية، التمييز والتحريض الممنهج على حد سواء. هذا ما اقوم به بمعية الزملاء رؤساء السلطات المحلية بوادي عارة وعلى راسهم الزميل ايلان سديه وجماهير غفيرة من المجتمعين العربي والاسرائيلي الذين يؤمنون بالعيش المشترك على اساس الاحترام المتبادل وتساوي الحقوق بدعم واحتضان ومؤازرة من مؤسسات فاعلة في هذا المجال وعلى راسها مركز جفعات حبيبة".

وتابع قائلًا: "واستغل هذه الفرصة لأتقدم لجميع الاخوات والاخوة إدارة وعاملين في هذا المركز الرائع الذي يقوم بعمل مبارك بكل جد ونشاط دون كلل او ملل. ولكن يد وحدها لا تصفق – فقد كان لصندوق فريدرخ إيبرت والقائمين عليه دور عظيم في دعم هذا المشوار الطويل والشاق فلولا دعمكم المعنوي ومساندتكم المالية لما اخرجنا العديد من المشاريع القيمة الى حيز التنفيذ. فلذلك اسمحوا لي بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن كل العاملين في هذا المشروع المبارك ان اتقدم لحضراتكم بارق عبارات للشكر والامتنان املا ان لا تبخلوا علينا في الاستمرار بهذه المؤازرة القيمة. هذا وطالب المحامي حسن محمد عثامنة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتانياهو باتخاذ خطوات جريئة ومسؤولة خصوصا بالأوقات الصعبة التي تشهدها الدولة من موجات تحريض وعنصرية".



وقال حسن عثامنة: "في مثل هذه الايام بالذات، حيث يمر المجتمع الاسرائيلي بأوقات عصيبة وخصوصا بما يتعلق بالعلاقات العربية الاسرائيلية على إثر ما تشهده الدولة من احداث مؤسفة وفي ظل تدهور الوضع للسياسي والأمني وإنكسار الثقة بين الطرفين تبرز عظمة القادة وممثلي الجمهور الشجعان الذين لا يخافون ولا يترددون بالعمل بكل جراة ووضوح ويتحدثون باتزان وعقلانية ومنطق سليم دون تلعثم رغم ما يتلقونه من انتقادات من كلا الطرفين. من هنا ومن على هذا المنبر أدعو قادة الدولة وعلى راسهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ليحذو حذونا ويتخذ مواقف جريئة يفرضها الواقع وليتصرف بعقلانية وبمسؤولية وبحكمة ويدعو جماهير المجتمعين العربي والاسرائيلي للعيش بسلام، باحترام متبادل حيث يتقبل الواحد من الاخر ويحترم احتياجاته وخصوصياته لنجد سوية سبل التعايش معا بسلام، بكرامة ومساواة بالحقوق ويدعو الى نبذ الكراهية العمياء والتحريض الارعن والعنف! لن أقف أمامكم اليوم لأحاضر! ولكن أقولها بلغة الشعب البسيط: لا خيار لنا في دولة اسرائيل سوى العيش معا بسلام! وعليه فأدعو من على هذا المنبر المجتمع الدولي عامة والحكومة الالمانية خاصة لأخذ دور فاعل، جدي وحاسم لجلب الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى طاولة المفاوضات والتوصل الى حل شامل وعادل لهذه المعاناة التي ان لنا جميعا ان ننهيها".

واختتم رئيس المجلس المحلي كلمته بتقديم الشكر لعائلته ولمواطني كفرقرع ولمؤسسة فريدريخ ولجفعات حبيبة على دورهم في الوقوف الى جانبه للنجاح في مسيرته لتعزيز السلام والتعايش وقال حسن عثامنة: "إسمحوا لي أن لتقدم بجزيل الشكر لعائلتي المصغرة امي، زوجتي، اخوتي وابنائي ولعائلتي الكبيرة مواطني كفرقرع جميعا بالشكر الجزيل والإمتنان العظيم لدعمهم ومؤازرتهم لي فلولا فضل الله علي ومن ثم دعمهم لم اكن لأصل الى ما وصلت اليه. وفي الختام أود أن أكرر شكري وإمتناني لصندوق فريدرخ إيبرت والقائمين عليه على هذا الشرف العظيم الذي منحتموني إياه في مثل هذا المقام وأشكر لكم الجائزة المالية التي منحتموني إياها والتي سأقوم بإستثمارها بأذن الله في مشروع لخدمة المجتمع".

هذا، من جانبه أعرب ايلان سديه رئيس مجلس إقليمي منشه عن جزيل شكره وإمتنانه لمؤسسة فريدريخ على منحها الجائزة مشيرًا الى أن الجائزة ستزيد من قوة وثقة المحتفى بهم بالإستمرار بمسيرتهم الإنسانية بنشر السلام والتعايش والإحترام ما بين اليهود والعرب مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود والبرامج والمشاريع من أجل دعم التعايش والتفاهم والإحترام ما بين العرب واليهود والذين كتب عليهم العيش المشترك بسلام وإحترام بهذه الارض وقال سديه: "لا خيار أمامنا اإا طريق واحد عربا ويهودا معا ينعمون بالسلام والمساواة والعيش المشترك باحترام وتسامح وتفاهم متبادل".

هذا، وشملت زيارة المحتفى بهم والوفد المرافق لهم زيارة ميدانية وعمل مع عدد من المسؤولين والجهات الرسمية على رأسها البرلمان الألماني ووزارة الخارجية وبلدية برلين، حيث قام كل من المحتفى بهم والسادة رياض كبها ويانيف سجيه مديري المركز اليهودي العربي للسلام جفعات حبيبية بإستعراض لأهم المشاريع والبرامج التي يقومون بها بدعم من مؤسسة فريدريخ لنشر التسامح والديمقراطية والسلام والتعايش ما بين المجتمعين العربي واليهودي.

وفي تعقيب لهما أعربا السادة رياض كبها ويانيف سجيه عن سعادتهم الكبيرة لمنح شخصين عملا ويعملان من أجل السلام والتعايش وبالرغم من الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد معربين عن أملهم ان تساهم هذه الجائزة بتشجيع رؤساء سلطات محلية عربية ويهودية اخرين أن يساهموا بالمسيرة الشجاعة التي يقوم بها كل من حسن عثامنة وايلان سديه من اجل بناء مستقبل أفضل للجيل القادم ينعم بالسلام والمحبة والحريّة الأمن والإستقرار.

مقالات متعلقة