الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 00:02

الى متى تنطلي أكاذيب أمريكا على "الديمقراطيين" العرب؟/ بقلم: زياد شليوط

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 30/10/15 12:18,  حُتلن: 07:20

زياد شليوط في مقاله:

القائد العربي القومي جمال عبد الناصر وبفضل شخصيته الكاريزماتية واستقامته ووقوفه الحازم الى جانب قضايا أمته منع أي تدخل غريب واستعماري

العتب هنا على من يسمون أنفسهم "تقدميون" فكرا و"ديمقراطيون" توجها كيف يسمحون لأنفسهم بمواصلة السير وراء الدعايات الأمريكية المغرضة والكاذبة

لا تزال الدلائل تأتينا تباعا على الكذبة الأمريكية الكبيرة، التي خدعت من خلالها العالم وجعلته يمنح المصداقية لأمريكا باحتلال العراق واعدام الرئيس الشرعي صدام حسين والقضاء على نظامه العربي القومي، بحجة امتلاكه سلاح ابادة جماعية، تحت سمع وبصر العرب والعالم، بحيث جاء الدور على الصامتين كما أشار في حينه الزعيم الليبي معمر القذافي الذي اغتالته العداءات القبلية المدعومة امبرياليا.

وبات واضحا اليوم أن تلك الكذبة شكلت غطاء "شرعيا" للتدخل الأمريكي السافر في شؤون الوطن العربي، هذا التدخل الذي كان محرما أيام القائد العربي القومي جمال عبد الناصر، الذي وبفضل شخصيته الكاريزماتية واستقامته ووقوفه الحازم الى جانب قضايا أمته، منع أي تدخل غريب واستعماري بالتحديد وأفشل مخططات الأمريكان وحلفائهم فحاولوا اغتياله في وقت مبكر كي يتخلصوا منه ومن سياسته، وهكذا ثبت أنه بعد عبد الناصر تمت استباحة العالم العربي أولا عن طريق الاقتصاد وثانيا عن طريق السياسة واليوم عن طريق القوة العسكرية.
وتستمر أمريكا في ظل الغباء والعمى الذي تتمتع به قوى تدعي "الديمقراطية"، وأخرى تنهج نهج العمى والغباء السياسي ولا ترى أبعد من أحقادها الدفينة على كل ما هو عروبي وقومي، فلا تتورع عن وضع يدها بيد الأمريكان بشكل سافر من أجل اسقاط آخر نظام قومي، وهو النظام السوري الممانع. ورغم انكشاف المخططات الأمريكية الاستعمارية، الا أن الحقد والايغال في موقف ليسوا مستعدين للتراجع عنه، جعلهم يتعامون عن أي تصرف أحمق ومتساوق مع المخططات الاستعمارية الحديثة، ويقفون ضد النظام السوري تحت ادعاءات ويافطات واهية وباهتة.

في الأسبوع الماضي اعترف رئيس وزراء بريطانيا الأسبق طوني بلير، عن تورط بريطانيا في الكذبة الأمريكية ضد العراق وصدام، وفي الوقت ذاته صدرت الترجمة العبرية لكتاب كان قد صدر في الولايات المتحدة بعنوان "القصة: رحلة صحفي" للكاتبة الصحفية الأمريكية جوديت ميلر، المراسلة السابقة لصحيفة "نيو يورك تايمز" الواسعة الانتشار وخاصة بعد تفجيرات أيلول 2001 في أمريكا، وعملت مراسلة للصحيفة في العراق ايام حكم صدام حسين وخاصة في العامين 2000-2001 ونشرت تقارير كاذبة -كما تعترف في الكتاب- حول تطوير أسلحة ابادة جماعية، أسلحة كيماوية- بيولوجية وذرية، وكان لتلك التقارير تأثير في اتخاذ القرار الرسمي الأمريكي بغزو واحتلال العراق.

ورغم تلك الاعترافات الصادرة عمن ساهم في خلق الكذبة ونشرها وخداع العالم بها، ما زالت بعض القوى وللأسف -ولا أقصد الغيبية هنا التي لا رجاء منها- والتي تعتبر نفسها تقدمية ووطنية وقومية و"ديمقراطية"، ما زالت تشتري وتصدق أكاذيب أمريكا وماكينتها الاعلامية الكاذبة، وبدل أن تتراجع تلك القوى وتعيد النظر في مواقفها، نراها تغالي من جديد وتقنع نفسها -المقتنعة أصلا- بصدق طريقها الأعوج والمليء بالمطبات، نتيجة قصر نظرها وعمى بصيرتها.

والعتب هنا على من يسمون أنفسهم "تقدميون" فكرا و"ديمقراطيون" توجها، كيف يسمحون لأنفسهم بمواصلة السير وراء الدعايات الأمريكية المغرضة والكاذبة، أين التاريخ الذي يتغنون به والمواقف التي يعتزون بها، وأين هي المواقف التقدمية التي يزعمونها، كيف تتفق والسير في اتجاه واحد مع زعيمة الشر والعدوان والاستعمار في العالم؟ ألا تخجلون، ألا تفكرون، أم أن مذبح "الديمقراطية" المزعوم بات بقرة مقدسة عندكم أهم من عمران أوطان وحياة انسان؟!

(شفاعمرو- الجليل)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة