* فيلدرز طالب بحظر حيازة وتداول القرآن بوصفه كتاباً فاشياً

* عذر اقبح من ذنب: تصريحاته كانت موجهة ضدّ الإسلام وليس ضدّ المسلمين في هولندا

*  المحكمة الأوربية تبرر: إطلاق تصريحات استفزازية أمر مسموح به في إطار الجدل السياسي والاجتماعي العام

قررت النيابة العامة الهولندية الخميس ردّ الدعاوى المقامة ضد النائب جيريت فيلدرز، لعدم وجود مبررات قانونية لملاحقته قضائياً، بالرغم من وصف النيابة لتصريحاته ومضمون فيلمه "فتنة" بأنها استفزازية ومسيئة للمسلمين.
وقال رئيس الادعاء العام ليو دي فيت إن دولة قانون مثل هولندا لابدّ أن تكون قادرة على تحمل صدمات من هذا النوع، في إطار الجدل السياسي والاجتماعي العام الذي يفترض أن يكون فيه هامش للعبارات الاستفزازية والمسيئة.

النائب المتطرف جيريت فيلدرز

وتلقت النيابة العامة الهولندية أكثر من سبعين شكوى خلال الأشهر الماضية على خلفية فيلم "فتنة" الذي أنتجه زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز، والمقال الذي نشره في صحيفة "دي فولكس كرانت" اليومية, ودعا فيه الى "حظر حيازة وتداول القرآن بوصفه كتاباً فاشياً".
واستندت النيابة العامة في قرارها إلى حكم سابق صادر عن المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان, في ذلك الحكم قررت المحكمة الأوربية أن إطلاق تصريحات استفزازية أمر مسموح به في إطار الجدل السياسي والاجتماعي العام.
ومن جهة أخرى ترى النيابة العامة عدم وجود أساس لاتهام فيلدرز بالتحريض على الكراهية أو العنصرية، لأن تصريحاته كانت موجهة ضدّ الإسلام وليس ضدّ المسلمين في هولندا.
وقالت الناطقة الإعلامية هنيكه فيستن:" وفقاً للقانون، فإن التحريض على الكراهية لا يكون إلا ضدّ الأشخاص. ربما تؤدي تصريحات فيلدرز إلى خلق حالة انقسام تجاه ديانة معينة في المجتمع الهولندي، لكنها لا تضع المسلمين في مواجهة مع المجتمع الهولندي."
وكانت الحكومة الهولندية، قبيل بثّ فيلم "فتنة" تشعر بقلق بالغ من ردود الفعل المتوقعة في البلدان الإسلامية بعدما أعلن رئيس الوزراء الوزراء يان بيتر بالكيننده بوضوح أن الفيلم يعبر عن وجهة نظر فيلدرز، وأنّ الحكومة لا تمتلك صلاحية منعه من مسبقاً من بثه.
وبعد يوم واحد من صدور قرار النيابة العامة الهولندية بعدم ملاحقة خيرت فيلدرز، أعلنت النيابة العامة الأردنية ملاحقة السياسي الهولندي بتهمة ممارسة التمييز ضد المسلمين, موضحًا أن طلباً بالاستدعاء سيتم تسليمه في وقت لاحق إلى السيد فيلدرز في حال رفض فيلدرز المثول أمام القاضي الأردني للدفاع عن نفسه، فسوف تتم محاكمته غيابياً.
وقال أحد المحامين الذين توكلوا في الشكوى إن المشتكين لا يهدفون بالضرورة إلى اعتقال خيرت فيلدرز. وقال إن الهدف الرئيسي من القضية هو إيصال رسالة إلى هولندا بأن المسلمين في الأردن يشعرون بأنهم تعرضوا للتطاول عليهم بسبب تصريحات فيلدرز المسيئة للإسلام.
وكانت مجموعة من الصحافيين والحقوقيين الأردنيين تطلق على نفسها اسم "حملة رسول الله يوحدنا" قد أقامت دعوى ضد فيلدرز في الأردن. وسبق للنيابة العامة الأردنية أن أصدرت قراراً مشابهاً في وقت سابق ضد رؤساء تحرير عدد من الصحف الدنماركية التي نشرت الرسوم المسيئة للنبي محمد، إلى جانب رسام الكاريكاتير صاحب الرسوم المسيئة.