الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:02

قصة قصيرة: رحلة عذاب/ بقلم: أسيل منصور

كل العرب
نُشر: 08/10/15 14:09,  حُتلن: 06:59

في مقهى غير بعيد عن مركز المدينة جلست سيدة تحتسي فنجانا من القهوة وتقرأ كتابا بدا بأعين من كان يراقبها عن كثب بالغ القدم. وكان أن مضى نصف نهار والسيدة تجلس في نفس المكان والرجل الذي كان يتبعها بعينيه يجلس أيضا ويتأملها وعندما لامست عقارب ساعة المقهى الثانية ظهرا نهضت السيدة بشكل فجائي مما أفزع الرجل وجعله يتململ كمن استيقظ من حلم جميل .

مضت السيدة في طريقها وتركت الكتاب على الطاولة مما أثار اهتمام الرجل وجعله ينقَضُّ على الكتاب ويخرج من المقهى ويبحث في كل الاتجاهات عله يجد نفس السيدة ليعيد لها الكتاب لكنه لم يجد لها أثر ...

عاد الرجل إلى مقعده وفتح الكتاب فإذا هو فارغ من أي فحوى..صعق الرجل وبدأ يشكك في صحة السيدة العقلية ..من بحق الجحيم تجلس الساعة تلو الأخرى تقرأ في كتاب فارغ ..أغلق الكتاب وتأمل العنوان فإذا به يجد اسمه الكامل في خانة المؤلف وبدأت الأمور تكتسي تشويقا وإثارة ..لم يصدق الرجل ما قرأه فرفع عينيه عن الكتاب ثم تمعن في اسم المؤلف من جديد وتأكد أن اسمه مكتوب بالكامل على الكتاب.

أما العنوان فقد كان مكتوبا بأحرف هيروغليفية وكم تمنى الرجل لو كان يستطيع فك الرموز المرسومة ليعلم أي سحر يخفي هذا الكتاب ..

في اليوم التالي رجع الرجل إلى المقهى جالبا معه الكتاب أملا في عودة السيدة لكنه انتظر حتى الساعة الثانية الا انها لم تظهر وخرج الرجل من المقهى وتوجه الى مقهى إنترنت قريب من المكان واختار موضعا قريبا من النافذه لانه أحس بالاختناق ..لقد ألقت سيدة عليه سحرها وكان من الصعب عليه التخلص من ذكرى وجهها البريء، فكأنها ألقت عليه لعنة فرعونية فلم يفكر في غيرها طيلة اليوم ثم ماذا عن الكتاب الغريب الذي ضم اسمه والذي أراد أن يحل لغز غموضه بأسرع ما يمكن. بحث الرجل عن موقع فيه شرح عن اللغة المصرية القديمة وحاول أن يترجم العنوان بلا جدوى فقد استعصى عليه الأمر حتى هدته الشبكة العنكبوتية إلى أبجدية الهيروغليفية مترجمة الى الأحرف العربية فترجم الإشارات على وجه السرعة وبلهفة فإذا بالرموز تتحول إلى أحرف عربية واضحة وإذا بالعنوان يتراءى أمامه بكل وضوح.

اغرورقت عينا الرجل بالدموع وهو يركب الأحرف لكلمتين اثنتين هما "رحلة عذاب"
ومضت الأيام وظل الرجل يبحث عن السيدة التي خلبت لبه وسرقت قلبه بهدوئها ورقتها من غير أمل وبدت حياته فارغة وتحولت لرحلة عذاب من دون محبوبته التي اختفت على حين بغتة ولم تعد تظهر ولطالما عاد الى نفس المقهى ليبحث عنها ولكنه وبعد مدة تيقن أنها لم تكن سوى مسافرة أتت من زمن بعيد لتقتله وتذهب بلا رجعة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة