الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

الشهيد ابن الشعب كله/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 28/09/15 13:35,  حُتلن: 12:40

 أحمد عارف لوباني في مقاله:

ابن أخي كنت تدرك أن الدم الفلسطيني المراق هو في النهاية دم واحد والدم العربي يجري في عروق المسلم والمسيحي ولأنك تعرف أن اللحم الفلسطيني الحي الذي يواري التراب هو لحم واحد 

قرّرْتَ أن تكون مع شهداء انتفاضة الاقصى عام 2000 لقد تربيت وكنت على مستوى القاعدة في التربية الوطنية والاجتماعية حيث كنت شابا بإمكانه أن يحكي السياسة ويفهم فيها

ابني إياد، ابن أخي إياد، شهيد نداء الواجب لقد شرفت باستشهادك تاريخنا النضالي والوطني، أنت رمز عظيم أنت وردة قلوبنا، لك المجد والخلود ولشهدائنا الأبرار المجد كله والخلود جميعه.

ابن أخي، كنت تدرك أن الدم الفلسطيني المراق هو في النهاية دم واحد والدم العربي يجري في عروق المسلم والمسيحي ولأنك تعرف أن اللحم الفلسطيني الحي الذي يواري التراب هو لحم واحد وأن كل أشكال الفلقة والتعصب والتحزب تنتهي تماما في لحظة الشهداء، لذلك قررت أن تكون مع شهداء انتفاضة الأقصى عام 2000، لقد تربيت وكنت على مستوى القاعدة في التربية الوطنية والاجتماعية بحيث كنت شابا في إمكانه أن يحكي السياسة ويفهم فيها ...

شهيدنا إياد رفاقك في الشهادة لبوا نداء الواجب للدفاع عن نساء وأطفال وشيوخ الحي الشرقي، ليقفوا ببسالة متصدّين لهجمة أوباش المستوطنين سكان الناصرة العليا، لقد دفعتهم روح الشهادة وتصدوا لحيوان بشري يختلف عن كل حيوان آخر هدفه الذبح لمجرد الذبح والقتل لمجرد القتل، وحش بشري دون إحساس أو شعور إنساني وكأننا نعيش في دولة أصبح فيها قتل أناس عرب سنة، واغتيال الأطفال أصبح رياضة، وإصابة الهدف وقنص الشباب أصبح تسلية.

البعض يقولون "مجازر" والبعض يقولون "إبادة شعب" ومع ذلك الوحش البشري ما زال طليقا ما زال يمتص دم ضحاياه ويقطع أوصالهم. يا إلهي ملوك وحكام العرب يحزنون وهم يرقصون. يشجبون ويستنكرون وهم جالسون على الأريكة الفخمة ينظرون بتلذذ إلى أجسام شبه العاريات ووجوه المتبرجات من الراقصات والممثلات، يقفون دقيقة حداد على أرواحك وأرواح رفاقك الشهداء وعيونهم تتجه نحو التلفاز لمشاهدة مباراة كرة قدم. خرس حكام العرب ودفنوا رؤوسهم في الزوايا وأيديهم على آذانهم حتى تنتهي المذبحة ويُغلَق مسلخ الذبح، بطولاتهم اللفظية يتفنون بها ويمارسون النطق على حساب شهداء البطولة.

إبن أخي إياد... قبل أن يواري التراب جثمانك الطاهر وقبل أن يجف دمك هرولة من يطلق عليهم "قادة عرب هذه البلاد " لمقابلة القاتل " براك " وحاشيته ، قابلوه ليطمئنوه بأنّ الأمور سوف تعود على ما يرام.

عادت كما يرام يا سادة كيف لا ونحن ندفن الشهيد تلو الشهيد ليتعدى علينا وبوحشية أينما كنا كيف لا وقد أصبحنا هدفا لكل وحش مفترس تحت غطاء "حماية القانون". ابن أخي كم من شهيد استشهد قبلك أو بعدك قبل أن يحصل على الشهادة التي كان يطمح إليها، كم من شهيد خرج من بيته للعمل فاصطادوه وعاد محمولا لأهله، كم من طفل بكى واستنجد وتوسل قبل أن يردوه قتيلا. ابن أخي لا جديد تحت الشمس ولا القمر ولا النجوم كل الناس يموتون بل الموت نهاية كل حي، يموت الحكام والمحكومون، يموت التجار، يموت الموظفون، ويموت العمال والمزارعون، يموت الذكور والإناث، الصغار والكبار، كل الناس يموتون ولكنهم متفاوتون بالنسبة للموت أي غير متساوين في المصير. صحيح أن جميع البشر يموتون، يموت الشجعان ويموت الجبناء ويستشهد الشهداء، يموت الجميع لكنهم لا يستوون في القبور ولا يستوون عند البعث والنشور.
ابن أخي إياد ... أنت شرفنا وفخرنا ويعزينا أن كل شعبنا يعتز بك ابنا له. 

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة