الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 04:02

الربيع العربي مفتاح لاستعمار آخر!/ بقلم: طارق بصول

كلّ العرب- النّاصرة
نُشر: 27/09/15 19:14,  حُتلن: 21:35

باسم الله له الحمد وله الشكر والثناء الحسن ونصلي ونبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون. منذ نهاية عام 2010 تشهد بعض دول الشرق الأوسط ثورات محلية من اجل تغير الحكم المستبد منذ عقود، رافقت هذه الخطوة عدة اهداف منها: ايجاد اماكن عمل للسكان – تحسين الظروف المعيشية – تحسين البنية التحتية –ايجاد اماكن سكن للأزواج الشابة المتزايدة بشكل ملحوظ.

بعض الدول استطاعت ان تغير الحاكم، ولكن استمر الحكم والسياسة على نفس النهج - دول اخرى ما زالت الثورة مستمرة حتى يومنا والسكان هم الذين دفعوا الثمن من خلال القتل او التشريد – بمعنى اخر الهدف الاسمى للربيع العربي حتى هذه اللحظة لم يتمخض، ففي بعض الدول استبدل الحاكم وبقيت السياسة نفسها ودول اخرى بقي الحاكم وتشرد الشعب !!!!

قبل ان نبدأ بمضمون المقال سوف نقف على احدى ايات الله عز وجل وربطها بالإحداث التاريخية والتغيرات الجغرافية التي تشهدها المنطقة هذه الفترة، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ ( النحل – 112).

الشرق الاوسط يتميز بعدة مميزات يجعله مكتفي ذاتيًا اهمها:

أ- الشرق الاوسط مهد لثلاثة الديانات – مما يميزها عن غيرها من حيث قدسية المكان التي تجذب اليها ملايين الحجاج من جميع الطوائف سنويًا.

ب- انعم الله سبحانه وتعالى على هذه المنطقة بالثروات الطبيعية مثل : النفط – الغاز- الحديد، التي تكفي سكانه وحتى سكان بعض دول العالم.

ج- الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاثة قارات ( اسيا- افريقيا- اوروبا) يجعله ملتقى للعبور من مكان لأخر فحديثًا قناة السويس والمطارات والموانئ، تاريخيًا طريق الحرير –الملك-البحر –الهلال الخصيب. هذه الخصوصية تمنحها مدخولات (جمارك) عند الانتقال من قارة لأخرى.

د- المناظر الطبيعية، فقد يتميز الشرق الاوسط بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة التي تفتقر اليها قسم كبير من دول العالم مثل : الشق السوري الافريقي – نهر دجلة والفرات والنيل – الواحات الصحراوية – بالإضافة الى المعالم التاريخية التي لا يمكن حصرها بهذا المقال اهما : البتراء في الاردن والقلاع المنتشرة بمواقع مختلفة.

اذًا الله عز وجل وهب هذه المنطقة رزقها ورغدها من حيث لا تحتسب، ولكن يبقى هنالك بعض الاسئلة التي لا يمكنني الاجابة عليها وابقى الاجابة لكل قارئ او مواطن يقنط بهذه المنطقة:

أ- هل سكان الشرق الاوسط من جميع الطوائف وطبقات المجتمع عبدوا الله عز وجل حق عبادته؟

ب- هل قسمت هذه الثروات والهبات التي انعمها الله سبحانه وتعالى عليهم بالتساوي ؟ ام كان هنالك اناس يتنعمون وأخرى لا يجدون لقمة العيش؟

الاجابة على هذه الاسئلة يمكن معرفتها من خلال ما نشاهده من تشرد الشعب وانعدام استقلالية الحكام العرب فكل الدول العربية محكومه من حيث اقتصادها وسياستها لدوله اجنبية !!!.

كل يوم يزداد عدد اللاجئين ان كان من سوريا او دول العربية الاخرى في اوروبا، الامر الذي لربما لم يستمر وقتًا طويلًا فقد تغلق الدول الاوروبيه حدودها، وتبدأ بالنظر حول ايجاد حل لمشكلة اللاجئين في بلادها، فعلى الاغلب تصل هذه الدول لقرار بإعادة اللاجئين لبلادهم وإيقاف الثروات الدامية من خلال إرسال جيوشها لمنطقة الشرق الاوسط او بالتحديد دول اللاجئين لإيقاف الثورات، بعد ذلك عليها وضع استراتيجية من اجل ضمان الاستقرار بالمنطقة وقد يكون من خلال تعين قادة اوروبيين لتحكم هذه الدول مثلما حدث مع بداية القرن العشرين فعند انهيار الدوله العثمانية التي حكمت البلاد 400 عام تسلمت دول الحلفاء ( بريطانيا – فرنسا) زمام امور الشرق التوسط بعد مؤتمر سان ريمو عام 1920 من اجل تحضير وتجهيز سكان الشرق الاوسط لاستقلال ذاتي تحت ما يسمى الانتداب، اذًا الربيع العربي تحول الى عامل لتشرد السكان التي قد يكون حلها استعمار جديد.

للختام: منّ الله سبحانه وتعالى ع منطقة الشرق الاوسط بتنوع معيشي ( رزق ورغد) من حيث سياحة-ثروات - اقتصاد دولي، ولكن لم يكن هنالك مشاركة في توزيع الرزق فحرمهم الله السيطرة المطلقة على هذا ألرزق فاليوم غالبية المشاريع الاقتصادية بيد شركات ورجال اعمال أوروبية، ومن حيث السياسة فربما يعود الاستعمار الاوروبي من اجل ايجاد حل لتوافد اللاجئين السوريين وغيرهم الذين هربوا من الثورة التي حملت اسم الربيع العربي !!!!!! قوله تعالى ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ ( النحل – 112).

لا اتهم السكان البسطاء بعدم مخافة الله، ولكن يجب علينا ان نعيد حسبنا مع الله عز وجل وتطبيق سنة سيدنا الرسول علية الصلاة والسلام، فكلامي نابع من الحرقة فقد تشردت الاطفال ومنعت احلامها.
اللهم لك الحمد كله – لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة