الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 23:01

لا تطفئوا سُرُجَكم ليالي العشر/ مقال مؤسسة حراء

كل العرب
نُشر: 20/09/15 12:58,  حُتلن: 14:08

إنه نداء ودعوة مؤسسة حراء في هذه الأيام المباركة باغتنام هذه الأيام بقراءة القرآن وتدبره, وتوجيه طلابنا في المراكز القرآنية أن لا يفوتهم فعل الخيرات من الحفاظ على الصلاة في الجماعة والمداومة على ذكر الله تعالى وسائر أعمال البر, وصدق ابن جبير لما قال وهو يبين أهمية هذه الأيام " لا تطفئوا سُرُجَكم أيام العشر".
إن الله تعالى قد جعل هذه الدنيا محل اختبار، والآخرة هي دار القرار، فيها يكون المصير إما إلى جنة وإما إلى نار. ولما كانت الآخرة هي حصاد لما يقدمه العبد في الدنيا فقد أوصى الله تعالى عباده بالمبادرة والمسارعة في الأعمال الصالحة بقوله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
وقد أدرك أقوامٌ هذه الحقيقة فسارعوا إلى فعل الطاعات، ولم يترددوا في ترك المعاصي والمنكرات، حالهم حال المتنافسين في ميدان السباق، يبذلون كل جهودهم ويغتنمون كل لحظاتهم ليدركوا الدرجات العلى عند ملكهم ومولاهم. ها هو نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة والقدوة يعلمنا أن نكون مبادرين إلى مرضاة الله تبارك وتعالى، كما في الحديث الذي يرويه عُقبةَ بن الحارث رضي الله عنه يقول: صَلَّيتُ وَرَاءَ النَّبي صلى الله عليه وسلم بالمَدِينَةِ العَصْرَ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا، فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيهمْ، فَرأى أنَّهمْ قَدْ عَجبُوا مِنْ سُرعَتهِ، قَالَ: "ذَكَرتُ شَيئًا مِنْ تِبرٍ (ذهب) عِندَنَا فَكَرِهتُ أنْ يَحْبِسَنِي فَأمَرتُ بِقِسْمَتِهِ". رواه البخاري. وفي رواية لَهُ: "كُنتُ خَلَّفتُ في البَيْتِ تِبرًا مِنَ الصَّدَقةِ فَكَرِهتُ أنْ أُبَيِّتَهُ". وفي الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه : أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "بادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إلا فَقرًا مُنسيًا، أَوْ غِنىً مُطغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفْندًا، أَوْ مَوتًا مُجْهزًا، أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ فالسَّاعَةُ أدهَى وَأَمَرُّ". (رواه الترمذي)
ها نحن نعيش العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي ميدان يتنافس فيه المتنافسون بالأعمال الصالحة؛ لأنها خير الأيام عند الله تبارك وتعالى فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر". (رواه البزار).
والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من غيرها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" (يعني أيام العشر)، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، (رواه أبو داود). فشمِّروا عن ساعد الجد وبادروا بالأعمال الصالحة فإننا لا ندري متى تغلق الأبواب.
لقد جمعت تلك الأيام العشر الخير من أطرافه، فهي خير الأيام وأعلاها مقامًا أقسم بها الله سبحانه في كتابه بقوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2]،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، فقد أخرج النسائي وأبو داود عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ". قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "إنه مستحب استحبابًا شديدًا". وأمر بصيام يوم عرفة، فقد روى مسلم عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة، فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية"، وروى الطبراني عن ابن عمر أنه قال: "كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدله بسنتين" .
وكان التابعي الجليل سعيد بن جبير "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه"، وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر"؛ يريد قراءة القرآن وصلاة الليل.
وقال ابن رجب الحنبلي: "لما كان الله سبحانه قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرًا على مشاهدته كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين والقاعدين".
وها هي ذي مؤسسة حراء لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم تغرس في نفوس طلابها – من خلال برنامجها التربوي وفعاليتها اللامنهجية وإرشادات المربين والمربيات في المراكز القرآنية - فعل الخيرات واجتناب المنكرات وزيادة القرب من الله تعالى في هذه الأيام الطيبة وغيرها من الأيام.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة