الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة/ بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 15/09/15 10:42,  حُتلن: 14:53

فادي أبو بكر في مقاله:

إن تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى تنذر بخطر حقيقي قد يكون أكبر من مجرد حرق الأقصى

الشعب الفلسطيني بحاجة منكم أن تقفوا عند مسؤولياتكم أن تكونوا مع فلسطين قولًا وفعلًا وأن تبقوا النشاط الثوري في حالة تجدد واستمرارية

قبل 46 عامًا وتحديدًا في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1969، قام مستوطن من نصارى كنيسة الرّب "دينيس مايكل روهان" مهاجر من استراليا إلى فلسطين المُحتلة بتخطيط إسرائيلي مُسبق بحرق المسجد الأقصى لتتوافق وتتزامن مع الذكرى الثامنة والسبعين لعقد أول مؤتمر صهيوني بسويسرًا عام 1897. وفي ذلك الوقت قالت زعيمة إسرائيل آنذاك جولدا مائير" ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ باستطاعتنا ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﺀ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻣّﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ".

الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى لم تتوقف منذ تلك اللحظة، ولم يحرك العرب ساكنًا واكتفوا بالتنديدات والتصريحات الإعلامية. واليوم أخشى أن يعيد التاريخ نفسه ولكن بشكل أفظع من مجرد حرق الأقصى، خصوصًا بعد التصعيد الخطير الذي يجري منذ أيام في الأقصى.

يبدو أن سلطات الاحتلال تحاول جس نبض الشارع العربي والفلسطيني بهذه الإجراءات، حتى تتأكد تمامًا بأن هذه الأمة ما زالت نائمة كما كانت قبل 46 عامًا، فلم يحرك أحد ساكنًا، وعدنا نستمع إلى نفس التصريحات والتنديدات، فها هي السعودية تحذر بأنه سيتم التصدي لأي عدوان إسرائيلي تجاه الأقصى، والأردن تلوح بأن العلاقة مع إسرائيل ستتأثر إن استمر الوضع على ما هو عليه!!!..

أفلا يخجل العرب من أنفسهم ؟!.. لو بقيتم صامتين كان يمكن أن تقلقوا إسرائيل أكثر، لأنهم تعودوا على تصريحاتكم حتى باتوا يحفظونها عن ظهر قلب. الحرم الإبراهيمي من جانب آخر تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحقه منذ المجزرة التي نفذت فيه عام 1994، وها هو اليوم يغلق لليوم الثاني على التوالي بحجة حلول رأس السنة العبرية.

إن تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى، تنذر بخطر حقيقي قد يكون أكبر من مجرد حرق الأقصى، وقد يتعدى ذلك إلى تهويد أكبر للقدس، أو حتى تمهيد لهدم الأقصى. ومن يمنعهم عن ذلك؟؟. تأكدت إسرائيل بأن هذه الأمة ما زالت نائمة، وستشرع في تنفيذ مخططاتها الشيطانية إن بقي الوضع على ما هو عليه، فإن كان العرب نائمون، فأين الفلسطينيون؟

القدس تنزف وتنزف.. تنادي وتنادي.. فمن ينصرها؟؟
فلسطينيًا فإن التصريحات الرسمية كغيرها لا تتعدى التحذير من خطورة ما تقدم عليه إسرائيل، وإخبار العالم أن الاحتلال ينفذ مخطط "التقسيم الزماني والمكاني للأقصى". الشعب الفلسطيني لم يختركم لتكونوا مجرد مراسلين صحفيين، ومنظمة التحرير الفلسطينية لا نريد منها أن تكون مجرد وكالة أنباء، فلدينا من الوكالات الإعلامية ما يغطي قارة بأكملها.

الشعب الفلسطيني بحاجة منكم أن تقفوا عند مسؤولياتكم، أن تكونوا مع فلسطين قولًا وفعلًا، وأن تبقوا النشاط الثوري في حالة تجدد واستمرارية. الأقصى يستغيث بكم، ولا يريد منكم أن تستغيثوا بأحد لأن لا أحد سيغيثكم وستون عامًا كفيلات بأن يثبتوا ذلك. الشرق الأوسط يتفجر، وإسرائيل ستستغل ذلك في الإسراع في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية، فكفاكم تصريحات واستغاثات. أتعبتمونا وأتعبتم حناجركم!! وإن لم تقووا على فعل شيء آخر فاستريحوا وأريحونا، واستمعوا لما قاله إبراهيم طوقان " في يدينا بقية من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقية".. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة