الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 20:01

في ذكرى مجازر صبرا وشاتيلا/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 05/09/15 12:28

أحمد عارف لوباني في مقاله:

العدالة لم تعد مساواة البشر في الحقوق والواجبات ولا ترتكز على قوة الحق وانما على منطق القوة ومنطق الهيمنة

كل الروايات تؤكد أن مرتكبي المجزرة الغاشمة هم من أعضاء مليشيا الكتائب وهي قوة لبنانية ظلت اسرائيل تسلحها وتحالفت معها تحالفًا وثيقًا

الخبر: في مثل هذا الشهر وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا بين 16 و18 من شهر ايلول عام 1982. بعد ان سمحت قوات الجيش الاسرائيلي التي كانت تحتل بيروت آنذاك تحت القيادة العامة لشارون بصفته وزير الأمن لافراد ميليشيا حراس الارز "الكتائب" بدخول المخيمين ليرتكبوا ابشع المجازر بحق الاطفال والنساء والشيوخ والشباب من قتل وتنكيل وتشويه واغتصاب النساء ويمسكون بالنساء الحوامل في مشاهد تقشعر لها الابدان وتندى لها جبين الانسانية.

التعليق: مذبحة صبرا وشاتيلا التي حدثت في شهر ايلول عام 1982 لم تغير شيئا في العالم... أمّا ما حدث داخل الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر ايلول عام 2000 غير العالم من شرقه الا غربه ومن شماله الا يمينه وعدد من الدول اطلقوا عليها دول ارهابية ويجب القضاء عليها. رغم أن عدد الضحايا في التوأمين الفلسطينيين صبرا وشاتيلا. هو تقريباً نفس ضحايا التوأمين الامريكيين. فلماذا تغير العالم في 11 ايلول عام 2000 ولم يتغير في 16 و18 ايلول عام 1982؟! هذا السؤال يجرنا الى تفسير معنى العدالة في زماننا هذا "زمان الشقلبة" زمان القوة ليتحول المحتل عادل ومنصف ويتحول المقاوم المدافع عن وطنه ارهابي لقد تحولت العدالة في هذا الزمان فهي ليست عدالة مساواة البشر في الحقوق والواجبات. ولا ترتكز على قوة الحق. وانما ترتكز على منطق القوة ومنطق الهيمنة. ووفقًا لهذه القاعدة، أصبح جزار البشر وقاتل الاطفال والشيوخ والنساء والعجزة وهادم المنازل وسالب خيرات البلاد المحتلة "رجل سلام".

بدأ التحرك لتنفيذ المجزرة البشعة في الساعة السادسة من مساء الخميس السادس عشر من أيلول حيث حاصر الجيش الاسرائيلي المخيمين.ومنع الدخول اليهما او الخروج منهما وأطلق القنابل المضيئة لتسهيل مهمة مليشيات الكتائب. بعد ان قدم الجنود الاسرائليون مساعدات لوجستية لمقاتلي الكتائب. ومن ثم في عملية لتمويه تم ادخال 300 من عناصر القوات اللبنانية تحت ذريعة تطهير المخيم من نحو الفي مقاتل فلسطيني تركهم ياسر عرفات.

ولقد ثبت فيما بعد ان هذه البدعة المفبركة اسرائيليًا كانت عارية عن الصحة. وبدأت ميليشيات الكتائب بتنفيذ المجزرة من الساعة السابعة ليلُا من 16 ايلول حتى التاسعة صباحا من صباح السبت الثامن عشر من ايلول أي اكثر من 59 ساعة من القتل. الذي بلغ بضعة الاف من بينهم الاطفال والنساء. بما في ذلك الحوامل وقتلوا الشيوخ والعجز والشباب، ومُثلوا بجثث بعضهم أشنع تمثيل، ونزعت احشاؤهم قبل او بعد قتلهم. واغتصبت النساء. هذا وذكر الصحفيون الذين وصلوا الى موقع المجازر، انهم شاهدوا اثار المجزرة وهو الصحفي "توماس مزيومان" المختص بشوون الشرق الاوسط من صحيفة "نيويورك تايمز": "رأيت مجموعات من الشبان في العشرينات والثلاثينات من عمرهم صفوا بمحاذاة الجدران وقيّدوا من ايديهم وأقدامهم ثم حصدوا حصدًا بوابل من طلقات المدافع الرشاشة، بأسلوب عصابات الاجرام المحترفة". وتؤكد كل الروايات أن مرتكبي المجزرة الغاشمة هم من أعضاء مليشيا الكتائب وهي قوة لبنانية ظلت اسرائيل تسلحها وتحالفت معها تحالفًا وثيقًا منذ اندلاع الكتائب وهي قوة لبنانية ظلت اسرائيل تسلحها وتحالفت معها تحالفًا وثيقًا منذ اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1975.

ومن أغرب التصريحات لضباط مليشيا الكتائب تصريح ذلك الضباط الكتائبي لمراسل صحفي أمريكي بالقول "لقد انتظرنا سنوات طويلة لكي نتمكن من اقتحام مخيمات الفلسطينيين المتواجدة في بيروت الغربية. وحين سأله الصحفي اذا كانوا اخذوا أسرى أجابه: "هذه العمليات ليست من النوع الذي تأخذ فيه أسرى".

ونقل راديو لندن عن مراسله قوله: انه بينما كانت عمليات القتل مستمرة، طوّق الجنود الاسرائيليون المخيمات بالدبابات وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك، وقد بدأ تسريب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من الاطفال والنساء الى مستشفى غزة حيث دخله رجال مليشيا الكتائب وقتلوا الاطباء والعاملين في المستشفى والمرضى وبلغ عدد القتلى داخل مستشفى غزة 1097 شهيدًا و400 شهيد في مستشفى عكا بعد ان دخلوه رجال مليشيا الكتائب.

صباح السبت الصحفيون والمصورون يتوافدون ويشرعون في تصوير اثار المجزرة. أكوام الجثث المنتفخة، اثار البتر لأجساد القتلى، الحبال التي تربط الأعضاء وثياب النساء الممزقة. العيون المثقوبة، بطون النساء الحوامل التي بقرت، كلها تشهد على التعذيب الذي صاحب المجزرة، رائحة لا تحتمل تفوح من المكان. نساء تائهات هائمات بين الجثث باحثات عن اطفالهن وازواجهن، بعض الجثث كانت هنالك منذ ثلاثة ايام وكان من الضروري دفنها على الفور. لم يكن ثمة وقت لاحصائها ولا التعرف على هويتها. فرق من الصليب الاحمر الدولي والصليب الاحمر اللبناني شرعت في العمل. حفر خندق كبير، قرئت الفاتحة بسرعة، ثم اقيمت صلاة الجنازة على اكوام من الاجساد غير معروفة.

هل مجازر صبرا وشاتيلا هي أول واخر مجازر شعب فلسطين ؟؟!!

النّاصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة