الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

لم تغلق بوابات دمشق/ بقلم: يوسف حمدان

كل العرب
نُشر: 04/09/15 20:37,  حُتلن: 07:18

أنّى يممتَ ..
أمامك سورٌ وسياجْ.
ما نفع شيوخ القومِ
وما نفع الحجاجْ؟
تسعى في الأرضِ
فتلقى بعد الذل هوانْ.
ما نفع البلدانِ
وما نفع الأوطانْ
إن كانت لا تحترم الإنسانْ؟
ما نفع الأرض إذا لم تصلحْ
إلا لقصور العاجْ؟
ما نفع سحابٍ أسودَ
لا يمطرُ إلا حمم النيرانْ.
ما نفع سلاحٍ
لا يُشهَر صوبَ حدود الدولةِ ..
لا يَستهدِفُ إلا أحياء السكانْ؟
***
إن كنت تفتش عن نقطة ضوءٍ، لكنك
لم تعثرْ في ليل التيهِ على نجمٍ ..
أو خلف حقول الغازِ ..
على نور سراجْ.
لا ترسلْ طفلك للبحرِ
لئلا تقذفه الأمواجْ.
لا تخضعْ للإذلالْ!
لا تخضعْ لسلاطين المالْ!
قل لكبار القوم كلاماً حقاً!
لا تخش الجرأة والإحراجْ!
عشْ في أرضك حراً،
حتى لو لاقيتَ مصير الحلاجْ!
***
لم تُهزمْ أبداً
حين أتاك غزاةٌ
في إثر غزاةٍ سفاحينْ.
ذُدتَ عن الوطن الغالي
وطردتَ جميع المحتلينْ.
لم تُغلَقْ أبداً
بواباتُ دمشقْ.
لم تطفأ أبداً
أضواءُ دمشقْ.
لم يخفتْ فيها أبداً
نور العلمِ ونور الحقْ.
لم يخمدْ فيها أبداً
حرفُ الضادْ.
كلُ حضارات الدنيا
شُعَبٌ لحضاراتٍ
نبتت في أرض الشامْ.
كل قصور الأرضِ
امتد الوهجُ إليها
من قصر هشامْ.
***
أقسى من كل غزاة التاريخِ
سلاطينُ النهبِ
وحكّامُ الطغيانْ.
هم في الظاهر حُكمُ ذوي القربى.
هم في الباطن قبلات الإخوةِ
تنضح سمَّ الثعبانْ.
هم خسئوا إن ظنوا
أنك رعديدٌ وجبانْ.
خسئوا إن ظنوا
أنك تقبلُ ظلماً من أيٍّ كانْ.
قلْ لكبار القوم كلاما حقاً
لا تخش الجرأة والإحراجْ!
لا تخش نفايات شيوخٍ
حملتهم زوبعةٌ مارقةٌ
من مزبلة القرن الثامنْ.
لا تجزعْ من زلزالٍ
هزَّ ركودَ الزمن الآسنْ.
لا تبحث عن أخلاقٍ
في قصر خليجٍ مسروقٍ
أو في ذاك الغرب الماجنْ!
لا تدفع طفلكَ للبحرِ
لئلا تقذفه الأمواجْ!
عش في أرضك سقراطاً
حتى لو لاقيت مصير الحلاجْ!

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة