الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

رام الله: أسبوع المكان والهوية والحنين في متحف محمود درويش

كل العرب
نُشر: 29/08/15 13:23,  حُتلن: 13:40

تعدد مسارات النقاش، خلق حالة تفاعلية حول المدينة والمنفى والرؤية التي شكّلت العوالم الروائية عند ربعي المدهون وأنور حامد وعالم البحث الحَفري في تفاصيل المكان عند جوني منصور

تلك الندوات التي احتضنها متحف محمود درويش على مدار أسبوع، مثلت حالة من حالات السباق الثقافي فازت فيه الأمكنة بروحها العابرة لثنايا الزمن والأحداث

إيهاب بسيسو - على مدار أسبوع كان متحف محمود درويش في رام الله مركزاً لأسئلة عدة حول الهوية والذاكرة واللغة والمكان، التقت جميعها في ثلاث ندوات مختلفة، بدأت مع الروائي ربعي المدهون الذي وصل من لندن لإطلاق روايته الجديدة بعنوان مصائر: كونشرتو النكبة والهولكست، ثم استمرت مع د. جوني منصور الذي وصل من حيفا لإطلاق كتابه الجديد، حيفا: الكلمة التي صارت مدينة، واختتمت مع الروائي أنور حامد الذي وصل بدوره من لندن أيضاً للحديث عن تجربته الروائية لاسيما روايته الأخيرة جنين 2002 والتي صدرت قبل عام.


الدكتور جوني منصور خلال مشاركته في فعاليات متحف محمود درويش

تعدد مسارات النقاش، خلق حالة تفاعلية حول المدينة والمنفى والرؤية التي شكّلت العوالم الروائية عند ربعي المدهون وأنور حامد وعالم البحث الحَفري في تفاصيل المكان عند جوني منصور.

عند ربعي المدهون اتخذ الحنين مساراً تفاعيلاً فهو لم يتوقف عند خسارة المكان، بل انطلق من تكوين موازي للصورة التي بقيت منذ النكبة، حمل هذا الحنين إشارات ذكية للتكوين المجتمعي والمدينة، ولم يغفل ربعي المدهون انتباهه إلى المصائر المتعددة التي قادتها النكبة إلى المنافي أو باستمرار الحياة في حيفا أو يافا أو عكا ضمن معطيات الحاضر، بل جعل من هذه المصائر بناء أساسياً لسرده الروائي الذي خرج إلى القارئ مستنداًعلى ثقافة الكاتب الموسيقية في صناعة كونشرتو الحكاية، معتمداً فيها على تجربته الذاتية في الإطلاع على المكان والتفاعل مع الصورة والحدث، مفصحاً في الوقت ذاته عن صور عدة للبقاء الفلسطيني في يافا وعكا والقدس وحيفا بعد النكبة.

في حديثه عن حيفا في الرواية تشير أم جميل: "بقولو الفلسطيني اللي بزور حيفا بيطلع منها مجنون بيطلع منها مجنون بلا عقل." ص 202 .
كانت هذه العبارة هي المدخل للندوة الثانية في اليوم التالي مع جوني منصور لما فيها من دلالات حول الذاكرة والحنين، كانت كأنها عصا التتابع التي التقطها يد جوني منصور في كتابه حيفا: الكلمة التي صارت مدينة، من يد ربعي المدهون في رواية مصائر، ليكمل السباق نحو تكريس رواية المدينة قبل النكبة في إطار بحثي رصين ضم أكثر من ألف صورة عن حيفا التقت مع مقالاته المتعددة حول المكان وصوره الحياتية في سياق زمني وتاريخي يرمم صورة مدينة التي لم تكف يوماً عن الاحتفاظ بمكانتها كقلعة للثقافة والوطنية وجسراً بين الشرق والغرب والشرق والشرق.

في كتاب جوني منصور تعود حيفا بصحفها وأعلامها وجمعياتها النسائية والاجتماعية ونواديها الرياضية ودور السينما وطقوس الأعياد والمناسبات الوطنية إلى الحياة بتناغم يجعل منها كوكباً للشرق، هو ذات اللقب الذي أطلقته حيفا على الراحلة الكبيرة السيدة أم كلثوم ذات تاريخ بعيد، حين كان تحيي حفلاتها الغنائية في المدينة ليصبح اللقب الحيفاوي لأم كلثوم هو جزء من صورة الفنانة الكبيرة على مدار الزمن.

ليس بعيداً عن حيفا، تكمل عصا التتابع انتقالها من يد إلى يد، حين يتخذ الفضاء المكاني من جنين عنواناً للحدث عند أنور حامد ففي روايته جنين 2002 يقوم الكاتب بإعادة بناء الرواية الفلسطينية للأحداث التي عصفت بالمخيم وذلك من خلال يوميات أريج الشايب، الطفلة التي كتبت عن المجزرة الإسرائيلية عام 2002. البناء السردي للرواية اعتمد على اليوميات برسالتها الانسانية التي واجهت بها الطفلة تعدد أشكال الموت والغياب.
يد أنور حامد استمرت في مسار السباق نحو بناء صورة المكان من التجربة والذاكرة كما فعل ربعي المدهون في السيدة من تل أبيب وفي مصائر، او كما فعل جوني منصور في أبحاثه عن المدنية خصوصا في كتابه الأخير حيفا. سار انور حامد في نفس الاتجاه فقبل رواية جنين 2002، كان قد أنجز رواية يافا تعد قهوة الصباح في عام 2012 والتي قدم فيها الواقع الاجتماعي في يافا العشرينيات مبرزاً الفلكلور الفلسطيني في بناء سردي شيق، كأنه يعيد من خلاله حياة بعيدة تقاوم النسيان، كذلك الأمر في أعماله الروائية السابقة والتي تعددت فيها الفضاءات المكانية والزمنية بين فلسطين والمجر كما في روايته حجارة الألم أو شهرزاد تقطف الزعتر في عنبتا او جسور وشروخ وطيور لا تحلق.

تلك الندوات التي احتضنها متحف محمود درويش على مدار أسبوع، مثلت حالة من حالات السباق الثقافي فازت فيه الأمكنة بروحها العابرة لثنايا الزمن والأحداث.

وفي سياق الفوز الثقافي أتاحت الندوات المجال لكثير من التأمل والتفكير والأسئلة الإضافية حول أهمية التعامل مع مفردات التاريخ والمكان برؤية نقدية إبداعية تتيح بدورها المجال لتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة كل محاولات التذويب او الاقتلاع.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.66
USD
3.95
EUR
4.62
GBP
258041.48
BTC
0.51
CNY