القبر كان قد غزاه الخراب والتصدع بحيث تصفه وسائل إعلام وكأنه قد ضربه زلزال رضه عن الأرض وزعزعه، او أن احدًا قد عاث به خرابًا إساءةً لإبنه الرئيس الغني

فور انتشار نبأ نية الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارة جمهورية كينيا المعروفة انها من بين الدول الفقيرة في العالم، قررت الحكومة المحلية في مقاطعة سيايا الكينية ترميم قبر حسين أوباما والد رئيس الولايات المتحدة الذي قضى قبل سنوات طوال في حادث طرق، والواقع في قرية كوغيلو الحدودية مع اوغندا.

القبر خلال اعمال الترميم

وكان القبر قد غزاه الخراب والتصدع بحيث تصفه وسائل إعلام وكأنه قد ضربه زلزال رضه عن الأرض وزعزعه، او أن احدًا قد عاث به خرابًا إساءةً لإبنه الرئيس الغني. وكانت الحكومة المحلية في سيايا قد خصصت مبلغ وقدره مليون شلن كيني أي ما يعادل عشرة آلاف دولار لإصلاح ما بقي لإصلاحه من القبر، ظنًا ان الرئيس الذي زار البلاد أمس الجمعة وغادرها اليوم السبت الى اثيوبيا قد يعرج الى المكان ليستذكر والده ولو لدقيقة، وهذا ما لم يحدث!
ولاقى وزير السياحة في مقاطعة سيايا انتقادات لاذعة ازاء ما اسموه اهدارًا للمال العام في الخطوة التي اتخذها، إلا انه دافع عن نفسه وقال ان الترميم لم يكون فقط للقبر ذاته، إنما للمنطقة التي قد تتحول الى مزار سياحي في المستقبل.

عن وفاة الوالد حسين اوباما
في تلك الزيارة قبل 28 سنة، لم يلحظ أحد ممن كانوا معه أنه خص القبر بالتفاتة ما حين وقف بعيداً عنه مسافة أمتار تقريباً، كأن يتلو عنده "سورة الفاتحة" فيما لو كان مسلماً ذلك الوقت، أو يقف دقيقة صمت حدادية الطراز، ولا شعر أهالي "كوغيلو" البالغين حالياً 3700 على الأكثر، بأن القبر يعني له شيئاً طوال يوم قضاه هناك وسط دجاج منتشر فيها وكلاب.
وحتى في الزيارة عام 2006 بصفة سيناتور بالكونغرس عن ولاية اللينوي الأمريكية، لم يقم بما يدل على ارتباط وثيق بالأب ولا بالقبر الذي ضم رفاته حين مقتله بعمر 45 سنة على الطريق السريع في نيروبي. كثيرون كتبوا في صحف عدة، بكينيا وخارجها، أن والد أوباما كان في وضع نفسي محتدم عليه ومتأزم، بعد طرده من مؤسسة نفط حكومية كان يعمل فيها، فعالج وضعه بدواء أسوأ، وراح يقضي بعض نهاره وليله باحتساء الخمور، وكانت النتيجة هي الحادث المأساوي الذي قضى عليه، وترك بعده 8 أبناء من 5 زوجات، إحداهن يهودية، وأم منه لابن يهودي يقيم حالياً في الصين، واسمه مارك أوباما نديسانجو، الأخ غير شقيق للمسلم المسيحي الأميركي الكيني باراك أوباما.