الأسواق الفلسطينية تعاني من حالة ركود منذ سنوات نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة وازدات الأزمة سوءً بعد أزمة رواتب موظفي القطاع والحرب الأخيرة التي خلفت عشرات الشهداء 

بالرغم من الحياة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في غزة الا أن البسمة المرسومة على وجوه الأطفال تكفي لإستقبال أول أيام عيد الفطر السعيد بأمل جديد ، "لا أدري إذا كان علينا أن نفرح أم لا!" هي الكلمات التي وصف بها المواطن محمد بركات 34 عاما من مدينة غزة حاله في استقبال عيد الفطر السعيد، وأضاف: "يذكرني هذا العيد بالحرب الأخيرة على قطاع غزة، تلك الحرب التي لم نخرج منها بعد". 

عزة في أول أيام عيد الفطر السعيدي - تصوير (xinhua)

وقال أبو يوسف 46 عاماً لديه سبعة من الأبناء للبديل: "هذه المرة الخامسة التي أقوم فيها بالقدوم للسوق لأني أريد شراء الملابس لأبنائي ولكن البضاعة قديمة والأسعار مرتفعة ولا يوجد ما ينال على إعجابك بسرعة"، ويردف قائلاً: "تعبت من الزحام الشديد وتدافع الناس؛ لذلك أحاول أن أشتري احتياجاتي سريعاً لأتخلص من هذه المشكلة وأحاول أن أقلل في المصاريف قدر الإمكان لأني في العيد سأذهب لزيارة شقيقاتي وأقاربي ولكن على ما يبدو أني سأضطر لأن أستدين لأنهي واجباتي السنوية".

هذا وكتب الشاعر الفلسطيني خالد جمعة على صفحته في الفيسبوك: "حين تفقد طفلة كل عائلتها، ماذا تفعل في العيد؟ سجى زعرب، طفلة عمرها عشرة أعوام، في العام الماضي كان عمرها تسعة أعوام حين فقدت والدتها وأخوتها، كيف فقدتهم في لحظة؟ الجواب واضح وجاهز، صاروخ إسرائيلي على المنزل أثناء العدوان الأخير في العام الماضي، ولم يبق من الأسرة غير أب وأخ وأخت أصابها الصاروخ ولم يقتلها. خمسة عشر شخصاً من أسرتها، وأصيبت هي ذاتها إصابة خطرة، لتنقل إلى ألمانيا للعلاج، ثم تعود إلى غزة، وتحتفظ ذاكرتها بكل ما حدث، حيث نقلهم أبوها إلى بيت جدها ليكون مطمئناً عليهم حين يسافر إلى مصر، كان ثاني أيام عيد الفطر، ونامت سجى مع خالاتها أخوالها وجدتها، لتستيقظ في الصباح في المستشفى. استشهدت خالاتها، وأبناء خالاتها، وجدتها، ووالدتها، وأخوتها الأربعة، واثنين من أبناء الجيران، حدث ذلك في قصف أعمى بعد أن اختفى جندي إسرائيلي شرق رفح".

يذكر أنَّ الأسواق الفلسطينية تعاني من حالة ركود منذ سنوات نتيجة الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة وازدات الأزمة سوءً بعد أزمة رواتب موظفي القطاع والحرب الأخيرة التي خلفت عشرات الشهداء ومئات الجرحي وتدمير الآلاف من منازل المواطنين وممتلكاتهم ومع ذلك يحاول المواطنون إيجاد مساحة من الفرح، مقتنصين بعض اللحظات الممتعة في أعيادهم.