الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

سيدي الرئيس/ بقلم: عائشة عبادي

كل العرب
نُشر: 15/07/15 12:22,  حُتلن: 11:20

عائشة عبادي في مقالها:

تمنيت أن أبايعك يوم انتخابك وأعطيك صوتي لأني أعلم بأنه في مصلحة بلادي ولن ينتفع به فلول وفسدة وصهاينة

أنت الرئيس الوحيد الذي أتانا عبر الديمقراطية ولم تأتنا على ظهر دبابة وبوساطة استعمارية أجنبية تثبت قيودك علينا

كم يزداد حبي لك حينما يحكم عليك بتهمة نصرة المقاومة الفلسطينية التي يعتبروها خيانة وتخابرًا وما كان هذا إلا لأنهم صهاينة وأنت لم ترضَ أن تبيعنا لهم


سيادة الرئيس محمد مرسي نصرك الله وفك بالعز أسرك وإخوانك، ومكن الله الثورة المباركة وثبت أقدام أبطالها حتى يصلوا بها إلى بر الأمان وشاطئ الحرية والعزة والعدل وشموخ يليق ببلد لا نهضة للأمة دون نهضتها.

سيدي الرئيس فخورة جدا بأن أسميك رئيسي، فخورة جدا بأني أيّدتك منذ البداية كما أنني فخورة جدا بأنّ فرحتي لم يكن يسعها شيء يوم فوزك، وان أكثر وقت كرهت فيه الحدود والتقسيمات الاستعمارية كان يوم ثورة يناير العظيمة وكم تمنيت بأن أتواجد فيها، والمرة الثانية هي يوم انتخابك فكم تمنيت أن أبايعك وأعطيك صوتي لأني أعلم بأنه في مصلحة بلادي ولن ينتفع به فلول وفسدة وصهاينة، والثالثة يوم فوزك لاحتفل بين اهلي وعشيرتي الذين باعدت بيننا حدود المحتلين، والرابعة يوم انقلابهم عليك وعلينا على ثورتنا وتمنيت لو بوسعي أن أفديك وأفديها بروحي، وستكون أخرى عند عودتك، وستكن أيضا عندما تحقق الثورة أهدافها وتعود مصرنا لمكانتها الأولى بين الأمم، وبإذن الله يومًا ما سنعود وطننا واحدًا أهلا وعشيرة كما كنّا.

كما افخر بأنّني طوال فترة حكمك التي لم تنتهِ، وإن أرادت مشية الله ستعد لاستكمالها لحين انتخاب آخر، أيدتك ولم أنل منك، ولم أصدق للحظة شيئا من كل ما قيل من كذبهم فيك، كما أفخر بأنّي وبفضل من الله عرفت الحق منذ اللحظة الأولى وتبين لي الباطل وكنت ضده. سيدي الرئيس فخورة بأنّني كنت ضد انقلاب بظاهرة عليك وعلى الجماعة التي تنتمي إليها، لكنّه انقلاب على كل من أراد الحق ورفعة للدين والوطن واحترام كرامة البشر الذين كرّمهم الله وحرّرهم من كل عبوديّة سواه، وهو انقلاب على القيم والأخلاق، وتثبيت لكل ما هو باطل، وفخورة بأنني قد شاركت بكل الفعاليات التي أقيمت في بلادي نصرة لك ولشعبك، وأفخر بكل حرف قلته وكتبته في نصرتك وضد عدونا جميعا، وما كان كل فخري هذا إلا لأنك بالفعل شخص أقل ما يقال فيه عظيم، ولأنك تستحق منا كل هذا الفخر فيك، فأنت الرئيس الوحيد الذي أتانا عبر الديمقراطية، ولم تأتنا على ظهر دبابة وبوساطة استعمارية أجنبية تثبت قيودك علينا، وأنت الرئيس الوحيد الذي وفيت بقسمك الذي أقسمته، ولم تخن الله فينا، ولم تخنا، وفعلت كل ما بوسعك لتنهض بنا، والرئيس الوحيد الذي كان يوم فوزه عيدا لنا ومأتم لأعدائنا، وفخورة بأنك الرئيس العربي الوحيد الذي أحببته وأيدته، ويشرفني أن أكون من البنات اللواتي أردت الحفاظ عليهن اللواتي سيعلمن أبنائهن بأن آبائهم وأجدادهم كانوا رجالًا لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبدًا من شرعيتهم أو وطنهم أو دينهم وأنهم فعلوا كل مستحيل وبذلوا كل غال ليتحرروا، وفخورة لأنّ اختلافي الوحيد كان معك هو قولك عن الجيش "دول رجالة زي الذهب" وقولك "بأن ليس كل من ينتمي للحزب الوطني المنحل فاسد" لأني لا أرى بالجيوش العربيّة الصهيونيّة خيرًا بل كلها جيوش احتلال بالوكالة وبتثبيت من مستعمر، ولأنّي أرى بأنّ كل من ينتمي للحزب الوطني المنحل هو فاسد بمجرد قبوله الانضمام له وهو على علم بفساده، ورغبتي بأن تكون حازمًا معهم لا متساهلًا، ولكن لم يكن هذا لأنّ شرفك لم يكن ليستوعب مقدار خبثهم ومكرهم.

وكم يزداد فخري بك حينما أراك ببدلة الإعدام ضاحكا مستبشرا مثبتا للثوار، وأرى ضحكتك على طرطور أعطوه ورقة كتبت فيها الأحكام فيتلعثم ويتهته بقراءتها وكم يزداد حبي لك حينما يحكم عليك بتهمة نصرة المقاومة الفلسطينية التي يعتبروها خيانة وتخابرًا، وما كان هذا إلا لأنهم صهاينة وأنت لم ترضَ أن تبيعنا لهم، وتكن لعبة بيدهم فاعتبروها خيانة لأنهم صهاينة الأصل، وتحاكم بتهمة بلهاء سموها استعراض قوّة بإحداث الاتحاديّة والتي ستكن بإذن الله من الأشياء التي ترفع مكانتك فوق رفعتها بأنك لم ترضَ قتل معارضيك بل قتلهم من دعاهم للنزول رغم أن معظم من قتل من مؤيديك ومن نزلوا لنصرتك، وتحاكم بتهمة هروبك من سجنك بمساعدة أناس منذ سنين بعداد الشهداء والأسرى، وبيع البلاد التي يبيعوها هم الآن، ومع كل هذا لا زلت صامدًا ثابتًا كالجبال وعدوّك مهتز من صمودك، ويجوب الأرض متسولًا من مكان ليدفعها لآخر بحثًا عن شرعية لن تشتريها له كل أموال العالم.

سيادة الرئيس محمد مرسي، ستبقى رئيسي، ورئيس كل احرار العالم، سيدي الرئيس لله درك ما الذي بينك وبين ربك لتبتهل الملايين لربها دعاء بنصرتك كل هذا الوقت، ما الذي بينك وبين ربك ليجعلك سببًا بصحوة أمّة، ووعيها بأنّها محتلة بالوكالة، وإرادتها التحرّر بأيّ ثمن بعد كبوة دامت عقودًا طويلة، لله درك ما الذي فعلته بحياتك ليجعلك الله سببًا بوعي الأمّة حقًا بالحرب على دينها، وسببًا بتميّز صف الحق من صفوف الباطل لكي نعيهم وننهض على أساس نظيف، ونبعد كل خبيث ماكر لا زال يعمل لإعادتنا عبيدًا لا نملك شيء من أمرنا، ويعمل الثوّار على هدم أساساته لأنّها إذا ما بقيت فحتما ستعد لزعزعت البنيان الذي نرموا إليه مع قادة شرفاء أحرار مثلك، أي صدق إطلع عليه الله بداخلك ليجعلك سببا لكل هذا، وأي صدق وهمة غلفوا نواياك بإرادتك الخير للأمّة وعملك للنهوض بها وإعادتها حقا لدينها الذي به ستعود أمجادها، فخافوك وخانوك وتآمروا مع كل عدو لمنع تلك الطامة الكبرى التي ستقع عليهم، ما الذي فعلته ليحوّلك الله من رئيس دولة لزعيم أمّة، ورمزًا حقيقيًا للحريّة والشرف، وليس كرموز سابقة مزيّفة كاذبة عرفناها واستعبدت جيلا قبلنا رضي بالذلة وخنع لها وصدق كذبها، والثوار اليوم يحطمون كل ما هو مزيف، ويصنعوا رموزا حقيقية صادقة بثورات حقيقية آية بالعظمة، وإن كانت متعثرة فالله يجري الأمور بمقادير وبحكمته ويصنع الأمّة على عينه حتى يرى فيها جهوزية ليمن عليها بنصره وتمكينه.

وفخورة بأن ثبتني الله على الحق، وفخورة بحسن ظني بالله ويقيني بأنه مهما حدث فهو لحكمة يعلمها الله، وقد ظهر لنا منها الكثير، ويقيني الأكيد بأنّ النصر آتٍ لا محالة بإذن الله، فلا ينشغل أحد بموعده بل انشغلوا بموقعكم بين الحق والباطل بكل قضايا الأمّة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يسألونك متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قريب.

المكر

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة