الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 06:02

عيدٌ ببابِ المدينة/ بقلم: خالد اغبارية

كل العرب
نُشر: 11/07/15 23:03,  حُتلن: 13:49

هلّ هلالُ شوّال
وتوشحتْ ليلةُ العيد
بغيمةِ دمعات
تنهمرُ كالمطر
وذهبتْ رائحةُ العطر
فرّتْ سريعاً
نحو طُرقٍ يحتلُّها الوحل
تتلبَّسُها الشَّقوة
تُقيِّدُها الأغلال
تعتريها الأوحال
وتأخذُ بها لشفيرِ المقبرة
هناك أمٌّ ثكلى
ترتدي ثوباً
ثقوبُه موحِشة
ترصدُ في نَهمٍ
موتَ شهيد
بعتمةِ عيد
بباب المدينة
***
جاء العيد
شريداً طريداً
فيه الوجعُ فيه النكدُ
سارياً وحيداً
عاشقاً شهيداً
في طريقِ الألم
ناحَ وساح
في كلِّ البقاع
مهرولاً مطروداً
بدون إيقاع
يُطربُ الأسماع
طريداً وحيداً شهيداً
ماتَ غريباً
ماتَ العيد
بباب المدينة
***
الأحياءُ الأموات
قتلوهُ طردوه
تركوا التّابوت
لم يتلوا السُّوَر
وحتّى الآيات
لم يُشعلوا الشُّموع
لم يُصَلّوا الصّلوات
لم يرفعوا الآذان
فالزَّيفُ قد بان
وهدأتْ حناجرُ الأمواتِ الأحياء
لم نسمعْ أصوات
ولم نشعرْ بالهمسات
لم تنزلْ دموع
في عتمةِ الصقيع
خرستِ الدعوات
في وجهِ الظلمات
زحفتْ كالحيّات
رَجفتْ .. بَرقتْ .. رَعدتْ
العيدَ أكلت
بباب المدينة
***
الوردُ والزهور
حطَّمهُ الأوغاد
في يدِ الصغار
وأشعلوا النيران
في الطفل والنساء
في كومةِ أعواد
وقيَّدوا الرجال
بالقفلِ والأصفاد
والجمرُ يحمرُّ
والعيدُ غريباً يموت
بباب المدينة
***
الحلمُ والألم
قد ماتا بالعيد
والشَّرُّ محمول
تحملُهُ الرياح
بعيداً بعيدا ً
بعيداً عن العيد
ويغتالُه الليل
والفجرُ يلوح
مكسوراً من بعيد
ويقفُ العيد
مشدوهاً منبوذاً
بباب المدينة
***
الحربُ والضَّلال
قد عمَّ البلاد
بغداد وصنعاء
الكنانة والشام
قد سكنوا الخيام
والريح تعصفُ بالمدينة
لو كان بيدي
الرجوعُ للوراء
أمشي على الرصيف
لا لوعةٌ بصدري
لا حزنٌ ولا التواء
وتذوبُ الأشواق
وقلبي في احتراق
ينتظرُ احتواء
بباب المدينة
***
ناديتُ ذات عيد
فالعيدُ قد جاء
فشهقتُ وحدي
وانطفأَ صوتي
وكتمتُ حزني
وتاهَ البكاء
تمتمتُ يا أمّاه
ما هذا العناء
وقلتُ يا ربّاه
هذا هو القضاء
والحنينُ يكويني
لأيّامِ العيد
وسالتْ دموع
وصارتْ بُحيرة
بباب المدينة
***
جهزتُ ثوبَ طفلي
للعيدِ السّعيد
وسِرْنا في الصّباح
نُعيدَ أيّماً مِلاح
فاليومُ يومُ عيد
وفرحةُ الأطفال
تُزهرُ في الضياء
فهذا اليوم عيد
وحتماً سألقاه
بباب المدينة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة