الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 08:01

محمد بركة وجرايسي في ابو ظبي

العرب
نُشر: 25/06/08 10:04

شارك النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والمهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة، وعضو مكتب الجبهة القطري، في الاسبوع الماضي، في ندوة حول الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية جرت في أبو ظبي، بدعوة ومبادرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وبالتعاون مع سفارة فلسطين في دولة الامارات العربية المتحدة، وبحضور شخصيات سياسية واجتماعية على المستوى العربي والفلسطيني.
وتضمنت الندوة، التي امتدت على مدى يوم كامل، سلسلة من المحاضرات والمداخلات المركزية، بمشاركة مدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السوبدي، وسفير فلسطين في الإمارات، الدكتور خيري العريدي، ومحمود سويد، مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية في لبنان، وفيانشيسلاف مانوزوف، رئيس جمعية الصداقة والتعاون الروسية الفلسطينية، والدكتورة هدى شاكر النعيمي، والدكتور سلمان ابو ستة، مؤسس ورئيس هيئة أرض فلسطين في لندن، والكاتب السياسي الفلسطيني ماجد كيالي، ورئيس وزراء الأردن الاسبق الدكتور عبد السلام المجالي.



وجرى تخصيص ندوة تحت عنوان وحدة الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، بمشاركة النائب بركة، والمهندس جرايسي، وأدار الندورة الدكتور أحمد جميل.
واستعرض جرايسي في كلمته محطات في نضال الجماهير العربية، مشيدا بالدور القيادي والحاسم للحزب الشيوعي الإسرائيلي في صيانة وهوية الجماهير العربية، ومشيرا إلى أن معركة هذه الجماهير كانت معركة مواجهة مع مخططات السلطة وارتقت إلى المبادرة، وهذا يظهر في صياغة الوثائق الاستراتيجية التي صدرت عن مؤسسات الجماهير العربية، متوقفا عند وثيقة التصور المستقبلي الصادرة عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وخاصة المقاطع التي تعرّف واقع الجماهير العربية وتعرف هويتها المدنية والقومية، وقال إن أهمية هذه الوثيقة يكمن في إثارة نقاش عميق حول قضايا جوهرية من ناحية، وكونها تطرح تصورا مبادراً ومتحدياً من ناحية أخرى، لا تقتصر على رد الفعل، ضمن خصوصية واقعنا وموقعنا.



وتوقف جرايسي في مداخلته عند نقاط مركزية في ما تواجهه الجماهير العربية في البلاد، مثل قضية الأرض، إذ أن ما كان يمكله الفلسطينيون في العام 1948 حوالي 80%، ولكنها اليوم 3%، في حين ان نسبة العرب من مجمل المواطنين في البلاد حوالي 18%، وهذا إلى جانب قضية المسكن المستمرة منذ عشرات السنين، التي تتمثل بضيق مساحات الأرض ومناطق النفوذ وسياسة عدم الاعتراف بقرى فلسطينية قائمة قبل العام 1948، واستفحال سياسة هدم البيوت، وغيرها من القضايا.
وتكلم جرايسي ايضا عن الانجازات التي حققتها الجماهير العربية على مر السنين كثمرة لنضال متواصل، وأهمها الحفاظ على الهوية والانتماء، وتطوير أدوات النضال ضد سياسة التمييز، وقد حققنا انجازات تراكمية، رغم ما نواجهه حتى الآن.
ودعا جرايسي إلى تعميق التعاون بين الؤسسات، ومراكز الابحاث في العالم العربي مع نظائرها في البلاد، واشار إلى حاجة المؤسسات العربية في البلاد والى الدعم العربي أيضا، حتى لا يقتصر هذا الدعم على العناوين وصناديق الدعم الأوروبية والأجنبية عموما.
أما النائب محمد بركة، فقد تحدث بإسهاب عن مركزية بقاء الجماهير العربية الفلسطينية في وطنها، معتبرا أن هذا البقاء هو واحد من أهم انجازين في تاريخ الشعب الفلسطيني، بعد النكبة، إلى جانب إنشاء م.ت.ف، كعنوان سياسي وطني للشعب الفلسطيني.



وتوقف بركة عند خصوصية كفاح الجماهير العربية، وخاصة في وضع رد عملي أمام الرواية الصهيونية التي انتحلت البلاد وتاريخها ومسمياتها، وفي تعزيز الرؤية لنضال موحد للجماهير العربية مع القوى الديمقراطية اليهودية في إسرائيل، وذلك إلى جانب حملات الإغاثة لشعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة والنضال لانجاز حقوقها القومية والمدنية.
وتكلم بركة عن الأوضاع الفلسطينية الداخلية فأشار إلى أن الجماهير العربية في إسرائيل لا تشكل جزءا من الفصائل الفلسطينية، ولكنها لا يمكن أن تكون محايدة في ضرورة انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ونبذ التشرذم واي شكل من اشكال الحسم العسكري للتباينات القائمة على الساحة الفلسطينية، وأن الحاصل في قطاع غزة ليس كارثة طبيعية، إنما كارثة جرت بفعل فاعل.
ودعا بركة إلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على الأسس التي تم الاتفاق عليها، اتفاق القاهرة، ووثيقة الأسرة واتفاق مكة، أو العودة إلى الشعب الفلسطيني بالانتخابات، فهو الحكم وصاحب القول الفصل.
وشدد بركة على أن الوحدة الفلسطينية هي حاجة ضرورية يجب ان تكون قائمة من حيث المبدأ وفعلا طوال الوقت، ولكن في هذه المرحلة لها اهمية خاصة، على ضوء تفاقم السياسة العدائية الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، إذ أن كل المؤشرات ستعزز وتزيد من قوة اليمين العنصري المتطرف بعد الانتخابات القادمة، وهذا ما يزيد من التحديات في المرحلة القادمة.



وبعد مداخلتي جرايسي وبركة جرى حوار واسع مع الجمهور الذي جمع شخصيات أكاديمية وسياسية، وقد لاقت طروحات بركة وجرايسي احترام الحاضرين. 

مقالات متعلقة