الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

تبادل المناكفات بين فتح وحماس/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 20/06/15 12:16,  حُتلن: 07:54

أحمد عارف لوباني في مقاله:

ليس من المعقول أن تكون السكين قد تجاوزت اللحم إلى العظم وأسالت النخاع وفتح وحماس مشتبكتان في هذا السجال العقيم

ما نسمعه حاليًا وما سمعناه سابقًا من اتهامات متبادلة بين قادة وافراد من حركتي فتح وحماس يزيد الألم الذي يعتصر القلب لما وصل اليه الحال

الخبر تبادل المناكفات والاتهامات بين حركتي فتح وحماس بعد اعلان محمود عبّاس حل حكومة التوافق ليحل مكانها حكومة وحدة وطنية.

التعليق: بعد اعلان محمود عبّاس حل حكومة التوافق ضاربًا بعرض الحائط ما تم الاتفاق عليه بين فتح وحماس ليظهر وكأنّ الذين وقعوا على بنود اتفاقية حكومة التوافق "دمى" يحرك خيوطها محمود عبّاس كيفما يشاء.

وكأنّه يريد أن يثبت للعالم أناّ الحكومة والحكومة انا. اقول لا تحب امريكا ابو مازن ولا تكره حماس ومنذ سنين قليلة هناك تواصل ولقاءات بين عناصر حمساوية واشخاص من اصحاب الشأن في السياسة الامريكية، وإنما ينشر وما يقال في الخطاب السياسي الفلسطيني من قطيعة بين حماس والادارة الامريكية فهذا قول كبير أو جزء منه تنطوي على استخفاف بعقول الناس فالسياسة أوّلًا وأخيرًا مصالح وهي التي تفرض كيفيّة التعاطي مع الحدث والواقع السياسي وبهذا حماس مارست فتح الابواب لكي تتاح لها الفرص بتحقيق انجازات وأهداف من خلال طرف آخر.

ومع ذلك فالمصلحة الامريكية - الاسرائيلية تعمل على تعميق هذا الانقسام لانه يخدمها وبأيّ شكل كان. فالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ابو عمار كان "الشريك" والصديق واكثر رئيس في العالم زار الولايات المتحدة وقابل اصحاب القرار في الادارة الامريكية وفي لحظة ما حتى قبل سنوات من الانتخابات التشريعية الفلسطينية تحول عند السياسة الامريكية وتلقائيا إلى "الضد" حتى اغتيل بالسم بعد سجنه في مقاطعة رام الله لذلك اكدنا وقلنا بأنّ أمريكا لا تحب عبّاس ولا تكره حماس.

ما نسمعه حاليًا وما سمعناه سابقًا من اتهامات متبادلة بين قادة وافراد من حركتي فتح وحماس يزيد الألم الذي يعتصر القلب لما وصل اليه الحال وكأنّ العربة يقودها جوادان واحد إلى الامام وواحد يجرها إلى الوراء حيث الهاوية!! فليس من المعقول أن تكون السكين قد تجاوزت اللحم إلى العظم وأسالت النخاع وفتح وحماس مشتبكتان في هذا السجال العقيم.

فالمهر الذي دفعه شعب فلسطين من دم رجال ونساء واطفال يكفي ليكون رادعًا مشرفًا لصراعاتكم. منذ أن تمّ تأليف حكومة التوافق بين فتح وحماس والاتهامات بين الاطراف لم تتوقف وكأنّ افرادها لا يمارسون السياسة بل يمارسون "لعبة الغميضة" أو لعبة "القط والفار" ومن ضمن الاتهامات الأخيرة المتبادلة بين فتح وحماس تعود إلى تصريح عزام الاحمد مندوب حركة فتح وسلطة رام الله. إنّ سلطة رام الله رمّمت أكثر من 70 ألف منزل في القطاع.

صلاح البردويل رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني رد على ذلك متوجهًا لعزام الأحمد متى وكيف تم ذلك الترميم قائلا: "نطالب عزام الأحمد أن يدلنا على المنازل التي تم ترميمها". أقول لطرفي النزاع وباقي الاطراف معها والمتفرجة عليها...!! اتقوا الله يا ناس" ارحموا شعب فلسطين المعذب المسكين فكفاكم مناكفات واتهامات.

أوليس الدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز تجاوزه! هذا يذكرني بما قاله رئيس مكتب "الجزيرة" وليد العمري للساسة الفلسطينيين: "سمعنا منهم دائمًا أنّ الدم الفلسطيني خط أحمر تبين أنّ الدم فقط بقي احمر واختفت الخيوط".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة