الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

في الذكرى الـ48 لهزيمة حزيران/ بقلم: احمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 07/06/15 17:52,  حُتلن: 08:01

أحمد عارف لوباني في مقاله:

احتلت اسرائيل ما يقارب 110 الاف كيلومتر مربع و ازدادت مساحتها بثلاثة اضعاف و باتت تهدد العواصم العربية دمشق و القاهرة و عمان و من المضحك المبكي انه ما زالت تلك الدول تحتفل بنكسة تلك النكسة و كأنها انتصار

المؤسف ان عبد الناصر لم يتأكد من حقيقة تحذير بالوسائل الاستخبارية الخاصة بمصر سيما ان بعد الاستطلاعات الدولية نفت الادعاء السوفياتي و شككت في المعلومة وحقيقة النوايا التي تقف خلفها اهي الحرب ؟! ام الاستدراج ؟! ام الابتزاز السياسي؟ ام الفخ المنصوب؟

بدأت حرب حزيران "حرب الايام الستة" قبل 48 عاما عندما اعطى رئيس مصر آنذاك المرحوم جمال عبد الناصر اوامر مفاجئة للجيش المصري ان يدخل شبه جزيرة سيناء لطرد من هناك جنود الامم المتحدة و لتغلق بعد ذلك مصر مضائق تيران اما السفن التي ترفع علما اسرائيليا.

انتهت الحرب بعد يوم من نشوبها !! وكان ذلك في ساعات الصباح من الخامس من حزيران سنة 1967. حين اتصل رئيس شعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي آنذاك "عيزر وايزمن" بزوجته و يبشرها قائلا "انتهت الحرب انتصرنا". في تلك السنة احدثت اسرائيل امام العالم الذي شعر بالمفاجئة و هي ابنة 19 عاما من عمر كيانها "احتلالها" ارض فلسطين , كثير من المعلقين العسكريين وصفوا الانتصار الاسرائيلي بانه احد الانتصارات العسكرية الكبيرة التاريخية , في 132 ساعة من القتال ابادت ابادة تامة اسلحة الجو العربية حتى المطارات في مصر تم تعطيلها و لم تعد تستعمل لهبوط الطائرات و في ال 12 من حزيران سنة 1967 جلس جنود الجيش الاسرائيلي على ضفاف قناة السويس في الجنوب و ضفاف نهر الاردن في الشرق و قمم هضبة الجولان في الشمال. احتلت اسرائيل ما يقارب 110 الاف كيلومتر مربع و ازدادت مساحتها بثلاثة اضعاف و باتت تهدد العواصم العربية دمشق و القاهرة و عمان و من المضحك المبكي انه ما زالت تلك الدول تحتفل بنكسة تلك النكسة و كأنها انتصار.

الدور الامريكي و السوفياتي في تضليل العرب قبل حرب حزيران 1967

الخبر: في هذه المقالة سوف نحاول تسليط الاضواء على الدور الامريكي و السوفياتي في استدراج العرب الى ذلك الفخ الذي دخل التاريخ باسم "نكسة حزيران" بموجب الخطاب التبسيطي العربي في حين انه كان بفخامته و مدلولاته بمثابة "هزيمة ثانية" لا تقل بإبعادها و نتائجها المدمرة عن ما حل بفلسطين و شعب فلسطين عام 1948 .

التعليق: في 12 ايار 1967 اعلن اسحاق رابين رئيس اركان الجيش الاسرائيلي آنذاك أنّ اسرائيل سوف تشن هجوم خاطف على سوريا و ذلك تحت ذريعة الرد على العمليات العسكرية التي كان يشنها الفدائيون الفلسطينيون على اسرائيل من الاراضي السورية . كما اعلن "ليفي اشكول" رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك. أنّ اسرائيل لا تستخدم القوة ضد سوريا و قد ردت مصر على ذلك التهديد بإعلان حالة الطوارئ في القوات المسلحة المصرية التي بدأت بتحريك بعض وحداتها الى سيناء بهدف الضغط على اسرائيل لتهدئة الموقف على الجبهة السورية. و في 16 ايار 1967 قرر المشير عبد الحكيم عامر ممارسة المزيد من الضغط على اسرائيل فاصدر بواسطة رئيس اركان الجيش المصري محمد فوزي امرا لقوات الطوارئ الدولية العاملة في سيناء اخلاء مواقعها. في اعقاب هذا التطور كلف الرئيس الامريكي آنذاك جونسون سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة بنقل رسالة الى الرئيس جمال عبد الناصر تحدث فيها عن حسن نواياه اتجاه مصر. نافيا وجود اتجاهات غير ودية اتجاهها.

و ذكر جونسون في رسالته ان حكومة مصر و الحكومات العربية تستطيع ان تتأكد بيقين و ان تعتمد على ان الادارة الامريكية تعارض معارضة قوية و صارمة أي عدوان فالمنطقة من أي نوع سواء كان مكشوفا ام في الخفاء... وبانها ستقف ضد أي طرف يبادر بالأعمال الحربية. ويذكر محمود رياض الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية المصري آنذاك بان تلك الرسالة الامريكية و التعهدات الرسمية التي قدمت لمصر قد ساهمت في عملية الخداع الكبرى التي قادت الى الهزيمة. ويشير محمود رياض الى ان الامر الذي لا شك فيه هو انه لولا الخداع الامريكي لكان بمقدور عبد الناصر القيام بضربة وقائية كان من شانها ان تحول دون هزيمة 1967.

لأنّها كانت ستمكن سلاح الطيران المصري من تدمير جزء من السلاح الجوي الاسرائيلي و تحول دون تدمير طائرات مصرية و هي داخل المطارات وعندما بدأت العمليات الحربية من جانب اسرائيل على ثلاث دول عربية قال دين راسك وزير الخارجية الامريكي بانه لا يعرف من هو الطرف الذي بدا الحرب . لو افترضنا جدلا بان امريكا لم تكن تعلم او على علم بساعة الصفر لبدا الحرب فان اقمار التجسس الامريكية كنات تعرف من هو الطرف الذي بدا الحرب لكن كالعادة ما زالوا مستمرين بذلك الضحك على ذقون قادة الانظمة العربية " نواطير المقاثي" اما بخصوص الدور السوفياتي قبل اندلاع الحرب فكان هو الاخر موقف خداع وتضليل . حين ابلغت الاستخبارات السوفياتية جمال عبد الناصر ان حشودا اسرائيلية مكثفة تحشد على الجبهة السورية متخذة مواقع الهجوم. ما يعين ان اسرائيل تحضر لهجوم كاسح على الجبهة السورية. لكن المؤسف ان عبد الناصر لم يتأكد من حقيقة تحذير بالوسائل الاستخبارية الخاصة بمصر سيما ان بعد الاستطلاعات الدولية نفت الادعاء السوفياتي و شككت في المعلومة وحقيقة النوايا التي تقف خلفها اهي الحرب ؟! ام الاستدراج ؟! ام الابتزاز السياسي؟ ام الفخ المنصوب؟. لأن الاتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة بذلك الوقت كان فعلا قادرا على نزع فتيل الحرب و منع نشوبها لو اراد. سيما و انه كان اما السوفيات فرصة ما يقارب شهر من تمرير المعلومة التي قدموها للرئيس عبد الناصر لكن موقف السوفيات اتسم بالغموض منذ بداية الازمة حتى وضعت حرب 1967 اوزارها.

الموقف السوفياتي كان مختلفا جدا على موقفه ايام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حينما ما هدد خورشتوف حينذاك الدول المعتدية على ان توقف عدوانها و الا خاضت روسيا حرب مع تلك القوى اما في النسبة لحرب حزيران 1967 المهمة الوحيدة التي حرص عليها الاتحاد السوفيات آنذاك و لم يتوانى لحظة في تمريرها الى مصر الالحاح عليها ان لا تكون البادئة في الحرب مع نقل ضمانات اسرائيلية متكررة ان اسرائيل لن تكون اول من يطلق الرصاصة الاولى في الحرب, على ما يبدو ان الرئيس الراحل عبد الناصر لأسباب فوق مستوى معرفتنا. اتخذ المعلومة السوفياتية و الامريكية بان اسرائيل لم تبدا بالهجوم اولا , انها الخدعة "المؤامرة" الامريكية-السوفياتية التي كانت احد اسباب المهمة لهزيمة حزيران و لتفتح روسيا بعدها ابوابها لهجرة الروس لإسرائيل للاستيطان , اوليس التاريخ يعيد نفسه؟ بالنسبة للمواقف الامريكية و الروسية في ظل نزاع عربي و جيوش عربية تحارب شعوبها.
 

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة