الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 06:01

داعش..قوي..ويتمدد/ بقلم: نائل أبو مروان

كل العرب
نُشر: 01/06/15 12:34,  حُتلن: 07:53

نائل أبو مروان في مقاله: 

المصير المجهول بات يُخيم على كل عراقي سني فهناك مئات من المخطوفين والمفقودين لا يعرفون مصيرهم وعشرات حكم عليهم بالإعدام بتهم الإرهاب ومئات من رجال الدين يقتلون غدرًا 

المحافظات والمناطق السنية تعيش ظروفا دموية ومعيشية واجتماعية قاسية خصوصا سكان مناطق غرب العراق والشمال الغربي والشرقي منه في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك 

السنة اصبحت محصورة بين نارين تنظيم داعش الذي يطلب البيعة من ناحية وقوات الأمن والميليشيات الشيعية من ناحية أخرى

للعشائر خبرة ميدانية كبيرة في التصدي للتنظيمات المرتبطة بالقاعدة عبر ما عرف بجيش الصحوات الذي شكلته العشائر السنية بمباركة أميركية وحكومية في عام 2007

تبدو خيارات السنّة العرب في العراق متأزمة، دائمًا، منذ احتلال العراق في العام 2003، تنظر المؤسسة الجديدة بقيادة الشيعة للسنة العراقيين، الذين كانوا أساس الطبقة الحاكمة فى عهد صدام حسين على إنهم إما عملاء للمتطرفين أو مساعدين لهم. المصير المجهول بات يُخيم على كل عراقي سني، فهناك مئات من المخطوفين والمفقودين، لا يعرفون مصيرهم، وعشرات حكم عليهم بالإعدام بتهم الإرهاب، ومئات من رجال الدين يقتلون غدرا، فالتهجير وإبادة السنة شعار تُصر عليه المليشيات الشيعية ضد سنة العراق.

بدورها، كشفت منظمة العفو الدولية، في الأشهر الأخيرة، أن هناك أكثر من 50 ميليشيا شيعية مقاتلة إلى جانب القوات الحكومية في عدة مناطق من ديالى ومحافظات أخرى، قامت بقتل أكثر من 250 شخصا واعتقلت عددا من المدنيين، وجميعهم من أهل السنة، مبينةً أن الحكومة العراقية توافق على جرائم حرب وتغذي حلقة خطيرة للعنف الطائفي. بدورها، كشفت منظمة العفو الدولية، في الأشهر الأخيرة، أن هناك أكثر من 50 ميليشيا شيعية مقاتلة إلى جانب القوات الحكومية في عدة مناطق من ديالى ومحافظات أخرى، قامت بقتل أكثر من 250 شخصا واعتقلت عددا من المدنيين، وجميعهم من أهل السنة، مبينةً أن الحكومة العراقية توافق على جرائم حرب وتغذي حلقة خطيرة للعنف الطائفي.

وقالت المنظمة في بيان لها إن: "ميليشيات شيعية إلى جانب القوات الحكومية قامت بـ"إرتكاب جرائم حرب ضد مدنيين سنة"، كما اتهمت خصوصاً الحكومة العراقية بـ "دعم وتسليح مقاتلين شيعة يخطفون ويقتلون مدنيين سنة". وأعلنت المنظمة أنها تملك أدلة تتعلق بـ"ميليشيات شيعية ارتكبت عشرات عمليات القتل بحق سنة في العراق وإعدامات عشوائية"، مضيفة أن مجموعات شيعية مسلحة تقوم أيضا بـ"عمليات خطف سنة تفرض على عائلاتهم دفع عشرات آلاف الدولارات لإطلاق سراحهم".

المصير المجهول بات يُخيم على كل عراقي سني، فهناك مئات من المخطوفين والمفقودين، لا يعرفون مصيرهم، وعشرات حكم عليهم بالإعدام بتهم الإرهاب، ومئات من رجال الدين يقتلون غدرًا، فالتهجير وإبادة السنة شعار تُصر عليه المليشيات الشيعية ضد سنة العراق. فالمحافظات والمناطق السنية تعيش ظروفا دموية ومعيشية واجتماعية قاسية، خصوصا سكان مناطق، غرب العراق والشمال الغربي والشرقي منه، في محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وأجزاء من ديالى، وصولاً إلى البصرة، التي رويت بدماء أبنائها في الأيام الأخيرة. فالسنة اصبحت محصورة بين نارين تنظيم داعش الذي يطلب البيعة من ناحية وقوات الأمن والميليشيات الشيعية من ناحية أخرى. وللعشائر خبرة ميدانية كبيرة في التصدي للتنظيمات المرتبطة بالقاعدة، عبر ما عرف بجيش الصحوات الذي شكلته العشائر السنية بمباركة أميركية وحكومية في عام 2007.

ولعب تجنيد أفراد العشائر دورا بارزا في إضعاف القاعدة عام 2007 و2008 ليصل تعداد قوات الصحوات إلى أكثر من 100 ألف مقاتل آنذاك. بعد مغادرة القوات الأميركية في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2011، شرع رئيس الوزراء العراقي في حينه، نوري المالكي، في شن حملة اعتقالات وإعدامات مدفوعة سياسياً ضد أعضاء في المليشيات السنية الذين كانوا قد حاربوا تنظيم القاعدة في العراق، في مقابل وعود بوظائف حكومية مستقبلية مع حماية. ولكنه تنكر لهم وجرى الدفع بالنائب السني للرئيس العراقي، طارق الهاشمي، إلى المنفى. السنة العراقيين عالقون في المنتصف. إنهم لا يريدون أن يحكمهم الراديكاليون العنفيون في "الدولة الإسلامية"، ولكنهم يخافون أيضاً من الحكومة العراقية ذات القيادة الشيعية العلاقة بين الحكومة العراقية والعشائر السنية ليست جيدة.
مع غياب هذه الثقة لن ينجح الجيش العراقي ذو الطابع الطائفي والحشد الشعبي خاصة بعد عملية تحرير تكريت وما حدث فيها وما حدث مع الصحوات زمن المالكي يجعلهم يختارون الوقوف مجبرين مع اي شخص يحميهم لهذا اذا اراد الجميع أن يكون هناك بلد ووطن للجميع اسمه العراق يعيش فيه الجميع بخير ومحبة عليهم أن يعملوا على الحل الأمثل للتخلص من التنظيم المتطرف يكمن في إلغاء أسباب وجوده، لأن وجوده هو نتيجة لما حصل في حرب العراق وتدمير الدولة وحل الجيش واضطهاد السنة الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكانه أن استقطاب السنة ودمجهم بعدل في مرافق الدولة وإلغاء التمييز، سيكون دافعا لهم للثورة على حكم "داعش" والقضاء عليه، فالعنصر السني هو الوحيد القادر على القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" دون أن يتحول الصراع على الأرض إلى طائفي أو مذهبي غير ذلك لن يكون هناك عراق وسيبقى داعش والارهاب قوي ويتمدد .....رفعت الجلسة.

* نائل أبو مروان - كاتب ومحلل سياسي 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة