الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 10:02

القلم والبندقية والكرسي / بقلم: فادي أبو بكر

كل العرب
نُشر: 31/05/15 14:55,  حُتلن: 07:47

فادي أبو بكر:

يا أخوة علينا أن نكون عقلانيين ونرضى بالأمر الواقع ونحاول عبر الضغط الدبلوماسي والحل السلمي أن نتخذ لنا دولة على حدود 67 

لقد جئتكم اليوم لأؤكد لكم أن لا أحد يمكنه تجاوزي وإقصائي أنا وإن كنت صدئة ولكن يمكن إعادة إصلاحي و عودتي للعمل .

أنا أول من بدأ العمل وأول من أطلق الرصاص الذي في داخلي دفاعًا عن فلسطين أرضًا وشعبًا

يصادف الثامن والعشرون من أيار الذكرى الحادية والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وفي هذه المناسبة تم تنظيم حفل ضخم لإحياء هذه الذكرى، وشارك في الحفل وفود من دول عدة عربية وأجنبية، وجاء الحفل تحت عنوان " كل عام و م. ت .ف بألف خير".

وبدأت مراسم الإحتفال بكلمة ألقتها "البندقية" فقالت :
أنا أول من بدأ العمل وأول من أطلق الرصاص الذي في داخلي دفاعًا عن فلسطين أرضًا وشعبًا. أنا من زرعت وأنتم من حصدتم.. أنا البندقية أنا أساس القضية ..

لقد جئتكم اليوم لأؤكد لكم أن لا أحد يمكنه تجاوزي وإقصائي، أنا وإن كنت صدئة ولكن يمكن إعادة إصلاحي و عودتي للعمل . وجهت البندقية أنظارها للقلم وقالت : " لقد شاركتني أيها القلم في الكفاح منذ البداية، فخططت الأشعار الثورية، ورسمت الفكر التربوي على ورق، وكانت أحرفك الأبجدية ومازالت هي أجمل وقود يشعل نار الثورة ويجعلها متوقدة ..

في الأوقات التي غبت فيها، كنت أنت السلاح البديل، ولن أبحث لغيرك بديل فأي سلاح يشبه قوتك وصلابتك؟
وفي ختام كلمتها، نظرت البندقية إلى الكرسي وقالت: أنا لست كرسيًا من خشب، ولا يمكن إحراقي، أنا البندقية أنا أساس القضية، وسأحرق من يحاول إقصائي والسلام.

اعتلى القلم المنصة بعد البندقية وقال:
آآآآآآه أيتها البندقية ، لقد قلبت علينا المواجع ، وكم اشتقنا لرائحة بارودك العطرة وللشهداء الذين زينتي أكتافهم في الماضي ...
سأبقى أنا القلم الحر، وأفضل أن أكون مشنوقاً على أن أكون مدفوع الأجر، فأنا الذي استخدمني إبراهيم طوقان ، أحمد دحبور، سميح القاسم ودرويش ... سأبقى أنا ذلك الحر رغم المعوقات والتحديات.

لقد عملت معك أيتها البندقية طويلًا، وما زلت مستمرًا في محاولاتي لتعبئة الشعب لمواجهة عدوه، وأعاهدك أمام الجميع على أنني سأستمر في ذلك من أجل إبقاء الحالة الثورية متقدة كل يوم وكل ساعة.


أيتها البندقية ليست لحروفي معنى بغيابك ، فعودي لنفجر الطاقة النابليونية من جديد ، ونكرس العقيدة النضالية الحقيقية التي تأسست لأجلها منظمة التحرير الفلسطينية، ألا وهي : تحرير فلسطين والعودة واستعادة الهوية العربية لفلسطين.


أما الكلمة الأخيرة فألقاها الكرسي وقال:
أيها الأخوة والأخوات .. لقد جئت لإدارة شؤونكم ورعايتكم، كما أني أعمل بكل الوسائل الدبلوماسية في سبيل تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي نصبوا إليه جميعاً ...  يا أخوة علينا أن نكون عقلانيين ونرضى بالأمر الواقع. ونحاول عبر الضغط الدبلوماسي والحل السلمي أن نتخذ لنا دولة على حدود 67 .

ولم يستطع الكرسي أن يكمل كلامه، فقد قاطعه كل من البندقية والقلم، وقالوا بصوت واحد: نحن من أوصلك أيها الكرسي هنا، فلا تقول لنا أنك ترعى شؤوننا وكأنك تعطينا هبات وهدايا...

إلى أين ستصل بحربك الدبلوماسية وحدها ؟! ... لا يوجد أحد كسب حرباً في التاريخ بالدبلوماسية فقط ، فالدبلوماسية والقتال يجب أن يكونا في خط واحد في سبيل تعزيز الجهد السياسي وتحقيق الهدف الاستراتيجي المصبو إليه ..

ولنفترض أن إسرائيل أعطتك دولة على حدود 67 ، وهذا في أحلام اليقظة!.. فأي دولة وأي سلطة تلك التي ستكون، وكل مواردها منهوبة و هي مربوطة بنظم دولية تواصل عملية نهبها يوماً بعد يوم.


أيها الكرسي .. إن لم ترد أن تفعل شيئاً، فلا تفعل ولكن دعنا نعمل ولا تعكر صفونا، وسنعيد العقيدة النضالية الحقيقية لمسارها الصحيح..

بعد هذه المداخلة النارية من القلم والبندقية.. صفق الجمهور لهم طويلًا، ورددوا كلمات أغنية لطفي بشناق ""أنا مواطن...خذوا المناصب والكراسي لكن بربي خلوا لي الوطن""

نأمل أن ترجع م.ت.ف ببرنامجها الوطني والتعبوي الفعال، وأن يتجدد شبابها وترجع إلى التفاعل الجماهيري والثوري ... فهي قد انطلقت من أجل فلسطين ومهمتها لن تنتهي إلا بتحرير فلسطين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة