الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 07:01

علاج ظاهرة الجريمة في مجتمعنا العربي ليست بالندوات والمؤتمرات/ بقلم: د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 26/05/15 08:28,  حُتلن: 08:29

د.صالح نجيدات في مقاله:

الاخطار والمشاكل الاجتماعية تنهش مجتمعنا من كل جهة وتهدد اركانه وكأنها لا تخص اطلاقا سلطاتنا المحلية والأحزاب الفاعلة في مجتمعنا

ظاهرة انتشار الأسلحة غير المرخصة في جميع قرانا ظاهرة خطيرة، وأصبحت المشاجرات تتم بتبادل إطلاق الرصاص

الاخطار والمشاكل الاجتماعية تنهش مجتمعنا من كل جهة وتهدد اركانه وكأنها لا تخص اطلاقا سلطاتنا المحلية والأحزاب الفاعلة في مجتمعنا لاهتمامهم فقط بالأمور السياسيّة، برامج "مدينه بلا عنف" دخل عدة مدن وقرى عربيّة ولكن للأسف السلطات المحليّة لم تعرف كيف تستغل وتطبق هذا البرنامج على ارض الواقع.

مشاكل كثيرة تحدث في مجتمعنا نتيجة اسباب تافه وأحيانا لأسباب جديّة، ولا علاج لها من قبل أي جهة، ومشاكل الشباب الصغار تحدث بكثرة نتيجة اهمال التربيّة والرقابة وضعف سلطة الأهل المدرسة وحتى سلطة القانون ولا اهتمام بمشاكلهم من قبل أيّة جهة، أينما توجهنا في مجتمعنا نجد مشاكل خطيرة تهدد أمن المجتمع وتكاد تعصف به ولا حراك لأحد، هذه المشاكل إذا لم تتم معالجتها وفقاً لمنهاج علمي وعملي بواسطة مكاتب الخدمات الاجتماعية أو استحداث مكاتب للإصلاح الاجتماعي في كل قرية ومدينة عربية، فإنّ هذه المشاكل سوف تتفاقم وتصل إلى كل بيت.

فقدان المعايير الاجتماعية والقيم والوازع الديني والانضباط والاحترام التي كانت في الماضي تضبط تصرفات المجتمع، ضعفت كثيرًا وأصبحت المزاجية وقلة الأدب هما السائدان والحاضران في كل زمان ومكان. شوارع قرانا تعج بالفوضى، لا ممرات مشاه ولا اشارات، والسيارات تسير بسرعة فائقة داخل شوارع قرانا الضيقه، ولا تقدير للذي يقود السيارة لنتائج تصرفاته، بالرغم من أن الشوارع مليئة بتلاميذ المدارس اثناء ذهابهم الى المدرسه وايابهم إلى البيت.

ظاهرة انتشار الأسلحة غير المرخصة في جميع قرانا ظاهرة خطيرة، وأصبحت المشاجرات تتم بتبادل إطلاق الرصاص وأزهقت نتيجة ذلك أرواح كثيرة، ولا بد من وقفها بكل الطرق، وعلى اعضاء الكنيست العرب بالاشتراك مع السلطات المحليّة حث الجهات الرسميّة باتخاذ كل الاجراءات القانونيّة للحد من هذه الظاهرة .
ظاهرة اخرى خطيرة هي تعاطي المخدرات وانتشارها والاتجار بها في مجتمعنا، وأن خطرها قاتل ويترك في المجتمع آثارًا سلبية قاتلة لما تسببه المخدرات من انحطاط في كل قيم المجتمع وما تسببه من أمراض قاتله، وإهدار الاموال وصراع بين العصابات ولا علاج جدي لها.

الأخطار التي ذكرتها هي جزء من أخطار كثيرة يتعرض لها مجتمعنا ولا بد من أن نتصدى لها بقدر كبير من الحكمة والجدية وبوضع خطط علاجيه شاملة، ويجب المطالبه بإعطاء سلطاتنا المحليّة بغياب الجهات الرسميّة للدولة المهمله لقضايا مجتمعنا عن قصد، صلاحيات واسعة وميزانيات كبيرة لمقاومة هذه الأخطار وغيرها، لأن الاوضاع والمشاكل الاجتماعية في تفاقم مستمر.

علاج ظاهرة الجريمة في مجتمعنا العربي ليست بالندوات والمؤتمرات والمظاهرات بل برسم خطه علاجيّة شافية، وهي اجراء مسح في كل قرية ومدينة للشباب المنحرف فيها ولمثيري الفوضى والمشاكل والمتعاطون لكل الممنوعات على انواعها وعلاجهم وتأهيلهم وإرجاعهم الى حضن المجتمع وليس اهمالهم ونبذهم، وكذلك علاج العائلات المفككة والمهدومة في كل بلد، والاهتمام بأولادهم حتى لا يخرجوا منحرفين في المستقبل وعلاجهم بواسطة مكاتب الخدمات الاجتماعية، وكذلك منع تسرب الطلاب في جيل صغير من مقاعد الدراسة لأنّ الأبحاث تشير إلى أنّ نسبة منهم ينقلب إلى مجرمين في المستقبل، فإذا طبق هذا البرنامج العلاجي في كل بلد، عندها سوف نقلص كثيرًا من ظاهرة العنف والجريمة في مجتمعنا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة