الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 10:02

أجواء مشحونة خلال عرض زهرة للمخرج محمد بكري في كرمئيل

أمين بشير -
نُشر: 23/05/15 11:15,  حُتلن: 13:59

المخرج محمد بكري:

زهرة هي عمتي وأصيبت بوعكة صحية فقررت إعداد الفيلم الوثائقي عنها كونها تمثل الشعب الفلسطيني وتحمل بذاكرتها العديد مما عانى منه الشعب الفلسطيني

الناشطة الإجتماعية هيفاء عواد:

فوجئنا من التحريض الأرعن من العنصريين في المدينة والعمل الدؤوب من طرفهم لمنع عرض الفيلم حتى أنا شخصيًا تلقيت تهديدات وبالرغم من كل ذلك سنستمر بطريقنا

عرض مساء يوم الخميس الماضي في القاعة الجماهيرية في بلدية كرمئيل فيلم "زهرة" للمخرج الفلسطيني محمد بكري ابن بلدة البعنة وذلك في اجواء مشحونة ويلفها موجة تحريض عنصرية هوجاء من مجموعة عنصريين في موجة دموية والتهديد بالقتل لحياة الفنان محمد بكري وعدد من نشطاء التعايش اليهودي العربي في مدينة كرمئيل، وذلك من خلال اطلاق الوعيد والتهديد والتهويش في مواقع الإنترنت وشبكة التواصل الإجتماعي والصحف المحلية اليمينية ضد عرض فيلم "زهرة" والتهديد بالتعرض لحياة الفنان بكري بشكل شخصي اذا دخل كرمئيل، غير أن المخرج محمد بكري دخل كرمئيل ووصل لصالة العرض في مبنى البلدية وكانj بانتظاره مجموعة لا بأس بها من المؤيدين للحرية في الفن والداعمين لفكرة التعايش ومن الوسطين العربي واليهودي. إلى جانب ذلك تجمهر العنصريون منذ البداية في مكان قريب وتم منعم من الدخول قبل بدء العرض، ومع بداية العرض اخرجوا علم اسرائيل وبدأوا بالرقص به امام عدسات المصورين، مطالبين بوقف عرض الفيلم. 


وقال عريف الأمسية محمد خليل مدير مشروع المجتمع المشترك في منظمة شتيل: "إن عناصر اليمين المتطرف شنّت في الأيام الأخيرة حملة تحريض هستيرية ووصلت بعض المكالمات الهاتفية للمنظمين تهدد بالقتل والإعتداء على الفنان محمد بكري وضد مجموعة مشتركة من اليهود والعرب التي تنشط منذ عدة اسابيع لإنجاح عرض الفيلم".

وفي حديث خاص مع الناشطة الإجتماعية هيفاء عواد، من جمعية تواصل ومن سكان مدينة كرمئيل قالت: "قررنا وبالتعاون مع شتيل، إستضافة الفنان والمخرج الكبير محمد بكري في عرض لفيلمه الجديد "زهرة" في مدينة كرمئيل وقد بدا الامر بشكل طبيعي واستطعنا أن نحصل على موافقة البلدية بعرضه في قاعتها الخاصة بهكذا مناسبات، لكننا فوجئنا من التحريض الأرعن من العنصريين في المدينة والعمل الدؤوب من طرفهم لمنع عرض الفيلم، حتى أنا شخصيًا تلقيت تهديدات وبالرغم من كل ذلك سنستمر بطريقنا اليوم في هذا النشاط وفي كل نشاط يتم اقراره مستقبلًا، وليس أمامنا سوى أن نستمر، وأن نناضل لإنتزاع حقوقنا البلدية والعمل على ايجاد السبل للتحدث والتعايش مع الكثيرين من اليهود الذين يرغبون بالتعاون والتعايش ونحن على استعداد للنقاش الحضاري وسماع الرأي الاخر بعيدا عن التهديد والعنصرية".

وفي حديث مع رفيق بكري نجل الحاجة "زهرة" والذي يدور حولها الفيلم قال: "هي رواية شخصية ولكنها تمثل رواية شعبنا الفلسطيني، والدتي عاصرت النكبة ووالدي كان شيوعيًا ونحن على بعد امتار من المحجر الذي عمل فيه والدي، وهناك محاجر أخرى ومعروف أن أهل البعنة كانوا يعملون بالمحاجر حتى جاءت الينا كرمئيل وصادرت اراضينا، وهؤلاء العنصريين مرفوضين ولا يمكنهم وقف مسيرتنا ونضالنا والحديث عن وجوب احترام آلامنا، وهؤلاء هم فقاقيع هواء لا اكثر".

دعاء ذياب مركزة مشروع مجتمع مشترك في شتيل، افتتحت الأمسية بالتأكيد على أن "الهدف من هذا النشاط هو جمع قدر الامكان المجموعات العربية واليهودية في جو من التفاؤل بالمساواة وجاء اختيار عرض الفيلم في كرمئيل بقرار تم اتخاذه من المجموعة من اجل مشاريع جماهيرية بالمدينة وأيضًا نريد للمجموعة العربية اليهودية أن تظهر بشكلها الحقيقي الداعي الى مجتمع متساو دون تفرقة وتمييز، وعلى الجمهور الاسرائيلي أن يتعلم باحترام مشاعر الآخرين، ويمكننا أن نتحدث عن نكبة شعبنا الفلسطيني كما هو الحق للآخرين التحدث عن المحرقة ".

كما والقت زينات قادري ودينا دافيد وهما من كرمئيل كلمة مشتركة اظهروا من خلالها الرؤية للمجموعة العربية اليهودية من خلال العديد من الفعاليات والجلسات الحوارية بين الطرفين وأن المجموعة تريد التوصل الى نقاش حضاري بعيدا عن مظاهر العنصرية والتحريض، وابداء تفهم كل لمعاناة الآخر.

هذا وتمت اعادة تشغيل فيلم "زهرة" بعد انصراف كل العنصريين من قاعة العرض، حيث يتناول فيلم "زهرة" حياة الحاجة زهرة بكري من مواليد قرية البعنة، ويتم سرد قصة حياتها وعلاقتها مع النكبة التي مضت 67 عاما وكيف كانت عودتها من اللجوء إلى مسقط رأسها في البعنة محفوفا بالمخاطر، وزهرة هي عمة الفنان والمخرج محمد بكري، ويتم التطرق الى حياة زوجها المرحوم حسن بكري احد المناضلين في القرية الى جانب رئيس المجلس المحلي السابق والكاتب حنا ابراهيم، وقد وتوفي حسن بكري في العام 1968 فكان قرار زهرة بأن تتولى بنفسها اعالة ابنائها السبعة حتى كانوا مثال طيب من العلم والادب والوطنية، والفيلم يسرد حياة زهرة كونها رمزا لأغلبية عائلات الشعب الفلسطيني الذي عانى من التهجير والطرد وقساوة الحياة.

وبعد انتهاء عرض فيلم "زهرة" واجه الفنان والمخرج محمد بكري مجموعة من جمهوره وأسئلتهم حول اسباب والدواعي لاختيار هذا الفيلم وبطولته فكان رده، أن زهرة هي عمته وأصيبت بوعكة صحية فقرر إعداد الفيلم الوثائقي عنها كونها تمثل الشعب الفلسطيني وتحمل بذاكرتها العديد مما عانى منه الشعب الفلسطيني". أما لما حدث عند عرض الفيلم من اجواء فقال: "هذه الامور ليست بالجديدة بالنسبة لي وأنا متفائل وعندي امل بأن الوضع سيتغير يوما ما". وحول المشهد العفوي الذي التقطته عدسة مصور الفيلم خلال التجول على الحدود الشمالية مع الحاجة زهرة البكري وهو عبارة عن تجمهر الكلاب من حول الخنزير وخنقه ومن ثم اعتداء الراعي عليه وإلقائه في الوادي، تساءل البكري، ما ذنب هذا الخنزير حتى يهاجمه الكلاب ويطردوه من مسكنه في الجبل، الامر الذي أثار حفيظة عدد من الحضور اليهود الذين رفضوا التشبيه بين هذه الحادثة والصراع بين العرب واليهود في البلاد فكان رد بكري، "اذا كنت أنا خنزيرًا اترفض أن تكون أنت كلبًا".
 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.80
USD
4.07
EUR
4.75
GBP
242994.59
BTC
0.52
CNY