الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 10:02

انتخابات السلطات والشرخ الإجتماعي /بقلم:د.صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 16/05/15 07:48,  حُتلن: 07:59

 د.صالح نجيدات في مقاله:

الخلافات تضاعفت بعد انتخابات السلطات المحلية الاخيرة لأنها تركت آثارا حادة على علاقات ابناء العائلة الواحدة وانقسامهم حول ترشيح عدد من المرشحين

علينا أن نفكر بكيفية الخروج من هذا الوضع الذي يكرس العائلية والطائفية وبإعتقادي فقط بالتعليم والتثقيف والتوعية نستطيع التخفيف من هذه النعرات العائلية

المشاجرات العائلية في قرانا ، هي تعبير عن العصبية البدائية بالإضافة الى ذلك فقد لعبت انتخابات السلطات المحلية دورا في تحطيم الوحدة الاجتماعية وأدت هذه الانتخابات الى تنافر وتوتر وأحيانا الى صدامات دامية بين العائلات ، اذ أن الصراع على رئاسة السلطة المحليه ادى الى ترك آثار وخلافات حادة بين الناس ، خصوصا ، حين تفشل عائلة كبيرة في ايصال ممثلها الى رئاسة السلطة المحلية، بسبب كثرة مرشحي العائلة كما حدث في كثير من قرانا،... وينجح مرشح ابن عائلة صغيرة أو ممثل عائلة منافسة، ولاحظنا ان الخلافات تضاعفت بعد انتخابات السلطات المحلية الاخيرة ، لأنها تركت آثارا حادة على علاقات ابناء العائلة الواحدة وانقسامهم حول ترشيح عدد من المرشحين ، وتركت آثارا اكثر سلبية على الاجواء العامة في كل بلد وانعكست هذه الاوضاع على المدارس والشارع والمساجد وعلى المصلين والمصالح الاقتصادية وأثرت على العلاقات بين طلاب المدارس حيث حدثت مشاجرات بينهم على خلفية الانتخابات، فمجتمعنا ينقل رواسب العصبية القبلية بالوراثة من جيل الى جيل وهذه هي المأساة، وباستمرار هذا الوضع في قرانا فلن نستطيع التخلص من العصبية القبلية والطائفية وسنبقى هكذا الى أن يرث الله الارض وما عليها وللأسف فالانتخابات في مجتمعنا ليست ديمقراطية بل هي عائلية أو طائفية محضة وهذا هو واقعنا.

أحد ابرز الاسباب لمثل هذه المشاجرات هو المس برموز العائلة على مستويات مختلفة ، فلم تعد هناك اهمية كما كان في السابق ولا قيمة للشخصيات المحلية المؤثرة وهذا أحدث فراغا هائلا ، في مجتمع طبيعته ما زالت ابوية سلطوية ، بمعنى الحاجة الى الرمز الاجتماعي او السياسي او الاقتصادي ليؤثر على الناس.
بالاضافة الى ذلك يأتي الوضع الاقتصادي ، وهو لا يأتي معزولا عن بقية العوامل بل يأتي مغذيا لها ، فالفقر وقلة الوظائف والخسائر على سبيل المغامرة بكل المال من ذهب الزوجة والأرض والمدخرات بالفوز برئاسة السلطة المحلية، أدى الى خسارات مادية، لأنها قبل أن تخسر ماليا ، خسرت مكانتها في مجتمعها المحلي ، بأنها ضحية وتم الضحك عليها، بشكل أو بآخر.

المبنى للمجتمع العربي مكون من عائلات وطوائف ويصعب تغيير هذه التركبية، فالعلاقات العائلية تحتم الالتفاف حول المرشح حتى لو كان الترشيح على اساس حزبي وليس على اساس عائلي وهنا تكمن المشكلة.

علينا أن نفكر بكيفية الخروج من هذا الوضع الذي يكرس العائلية والطائفية، وبإعتقادي فقط بالتعليم والتثقيف والتوعية نستطيع التخفيف من هذه النعرات العائلية، والاهم من كل هذا وذاك، عدم اقحام اولادنا الصغار في خلافاتنا العائلية أو السياسية حتى نجنبهم هذه الصراعات في المستقبل ولا نؤثر ونلوث عقولهم وثقافتهم بأمراضنا الاجتماعية الكثيرة، فكما قال الامام علي إبن أبي طالب كرم الله وجه : " لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم ؛ لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة