الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

السعودية فاجأت مصر بعاصفة الحزم/ بقلم: نائل أبو مروان

كل العرب
نُشر: 10/05/15 07:42,  حُتلن: 08:23

 نائل أبو مروان في مقال:

مع الربيع العربي والإطاحة بـ«مبارك»، وصعود الإخوان إلى الحكم في مصر وتونس وتعاظم نفوذهم في اليمن وليبيا، تزايدت مخاوف الممالك والإمارات الخليجية من انتقال رياح التغيير العنيف وغير المتوقع إلى أراضيها

منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو والتظاهرات محظورة واستخدام هذه الآلية للاحتجاج تم منعها بواسطة قانون للتظاهر الذي اُعتقل على إثره آلاف من المعارضين للنظام من بينهم نشطاء يساريين يقبعون خلف أسوار السجون

 ما يهم المملكة اليوم بالدرجة الأولى هو الأمن الداخلي وأمن حدودها خاصة مع اليمن والعراق ويوم تولي الحكم الملك سلمان أعاد النظر في العلاقة مع تركيا وتكوين حلف مع تركيا وتحسين العلاقه مع قطر لأن تركيا مستقرة وقوية وسنية وقريبة من العراق وايران وتخوفها يشابه تخوف السعودية

يبدو حاليًأ أن ما يفرق بين مصر والسعودية على مستوى أولويات السياسة الخارجية أكثر مما يجمعهما، والهوة مرشحة للاتساع بشكل كبير

للمملكة السعودية والإخوان تاريخ مختلط خصوصًا في مصر، في فترة الخمسينات والستينات دعمت السعودية الإخوان المسلمين في وجه نظام جمال عبد الناصر، لكن تغيرت الأمور نوعًا ما عندما بدأت الجماعة تكتسب نفوذًا داخل المملكة وتطالب بالتغيير مما مثل تهديدًا لطبقة الحكم هناك، حيث سادت بين الطرفين علاقة متحفظة حاولت خلالها المملكة تحجيم نفوذ الإخوان وحصرهم بشكل ما دون أن تخوض مواجهة استئصالية ضدهم.

مع الربيع العربي والإطاحة بـ«مبارك»، وصعود الإخوان إلى الحكم في مصر وتونس، وتعاظم نفوذهم في اليمن وليبيا، تزايدت مخاوف الممالك والإمارات الخليجية من انتقال رياح التغيير العنيف وغير المتوقع إلى أراضيها، ولكن مع التغييرات وصعود الملك سلمان للحكم ترتسم تغيرات إقليمية كبرى في الأفق بالتوازي مع التغيير الجاري في قمة السلطة السعودية وهياكلها وتراتبيتها،خاصه اتجاه مصر أو السيسي..

منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو والتظاهرات محظورة واستخدام هذه الآلية للأحتجاج تم منعها بواسطة قانون للتظاهر الذي اُعتقل على إثره آلاف من المعارضين للنظام من بينهم نشطاء يساريين يقبعون خلف أسوار السجون. العشرات من حركة يسارية تُطلق على نفسها "البديل الثوري" تجمعوا أمام السفارة السعودية بالقاهرة ، معلنين أن الهدف من تجمعهم هو إدانة التدخل العسكري السعودي في اليمن، يذكر أن هذه الحركة تساند الجنرال السيسي في جميع قراراته المتخذة منذ توليه الرئاسة، وتجمعت أمام السفارة السعودية لترديد هتافات مسيئة لملك السعودية. رفع المشاركون في التظاهرة لافتات مكتوب عليها عبارات مثل "اوقفوا العدوان البربري على اليمن" و"اللي بيضرب في صنعاء يضرب في الوراق"، ورددوا شعارات منها "يا سلمان صبرًا صبرًا، اليمني بكرا حيحفر قبرك"، وسط غياب لقوات الأمن وقوات فض الشغب التي تنتشر في ربوع القاهرة لاسيما في مناطق السفارات الهامة.شن الكاتب الصحفي بجريدة صوت الأمة المصرية حسام الدين مصطفى هجوما حادا على النظام السعودي متهما السعودية بقيادة ائتلاف عربي ضد مصر لمنع محاكمة آل مبارك واضاف فهل تتصور الإدارة في الرياض أن مصر يمكن أن تكون لبنان جديدة ؟ 

واستمر حسام الدين مصطفى في القول الواقع الذي يؤكده التاريخ أن الحكام السعوديين لايزالون يخافون من صورة جمال عبدالناصر ، يخافون الكاريزما الناصرية التي أذاقت إدارة الملك فيصل المرارة خلال حرب اليمن ، ولهذا يخافون تكرار الصورة..من الواضح هجوم مصري اعلامي كبير على السعوديه حتى الأن لم يكن ليكون لولا مباركه من نظام الحكم هناك من الملاحظ تغييرات سياسه أحدثها الملك سلمان في الداخل السعودي ولذي سيكون تأثيره كبير على الخارج وعلاقة السعوديه بدول الجوار الكثير بدأ في التسرع والاستباق في وضع تحليلات ، ابراهيم عيسي متخوف اكثر من انه يقول راي مستند الى معلومات حقيقيه وان لديه علم بوجود تغيير في سياسيات السعوديه تجاه مصر هل يعقل ان يقوم سلمان بهدم ما بناه عبدالله !!!

وجهة نظري أن ما يهم المملكة اليوم بالدرجة الأولى هو الأمن الداخلي وأمن حدودها خاصة مع اليمن والعراق ويوم تولي الحكم الملك سلمان أعاد النظر في العلاقة مع تركيا وتكوين حلف مع تركيا وتحسين العلاقه مع قطر لأن تركيا مستقرة وقوية وسنية وقريبة من العراق وايران وتخوفها يشابه تخوف السعودية، داخلي من الأرهاب وخارجي من الحلف الشيعي وحلفائه في سوريا والعراق، وهذا عكس ومعاكس لما يراه السيسي أنه لا داعي للأنجرار في حرب مع ايران أو حلفائها خاصه النظام السوري وعلي عبدالله صالح ويده الضاربه الحوثيين في اليمن لهذا وجدت السعودية أن مصالح البلد تكمن في التحالف مع تركيا لهذا وجدنا تقاربًا مع الأخوان، حلفاء تركيا، أو قربت تركيا وجهات النظر بين السعودية والأخوان.

أما من جهة مصر هناك هجوم إعلامي كبير من الأعلام المصري، إن السعوديين فاجأوا مصر بعاصفة الحزم دون انتظار غطاء عربي من القمة لهذه العملية ما حدث في اليمن هو تحالف تقوده السعودية يضم عشر دول ومصر مجرد رقم فيها. إن العلاقات السعودية المصرية تمر دائمًا بين فترة وآخرى لفتور وهذا شي طبيعي، من عهد الملك عبد العزيز مع الملك فاروق والملك فيصل مع جمال عبد الناصر والسادات اما ما يحدث الأن بين السعودية ومصر لن يكون فتورًا، لأن السعودية أصبحت تجد أن مصر ليس لها سبيل في الخروج إلى بر الأمان إلا بالجلوس على طاولة الحوار بين كل الأطراف وإخراج جميع قادة الأخوان من السجن، وهذا ما لم يقبل به السيسي وربما تعود السعودية بقوة إلى الملف الفلسطيني عبر ترميم علاقتها بحركة «حماس»، وفي اليمن يبدو أن الإخوان والسعودية مضطرون للعمل معًا لمواجهة النفوذ الحوثي. ما يهم المملكة اليوم بالدرجة الأولى هو الأمن الداخلي وأمن حدودها خاصة مع اليمن والعراق والعمل على أستعادة بعض من صورتها كراع للإسلام السني ولن يتحقق سوى مع تركيا، فجمعهم مصير واحد وهدف واحد والدولة الوحيدة القادره على لجم ايران والوقوف في وجهها هي تركيا، كما ترى السعودية، يبدو حاليًأ أن ما يفرق بين مصر والسعودية على مستوى أولويات السياسة الخارجية أكثر مما يجمعهما، والهوة مرشحة للاتساع بشكل كبير..رفعت الجلسة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة