الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 16:02

القدسُ أعرِفُها/ بقلم: الشاعر خالد اغبارية

كل العرب
نُشر: 07/05/15 16:32,  حُتلن: 07:20

القدسُ أعرِفُها
أعرِفُها منذُ كنتُ طفلاً
لها في خاطري
صورةٌ ورديةٌ
وقداسةُ الرّوحِ فيها.
عيونُ القلبِ
ونظرةُ الفؤادِ .
دموعُ أحلامي تتجِهُ إليها
وتكونُ القدس ..
القدسُ أعرفُ أسرارَها
لأنَّها ببساطةٍ منحتني إياها
هي خفقةُ الحُبِّ
ويكبرُ الحُبُّ فيها
القدسُ أعرِفُها وتعرِفُني
طرقاتُها تُسائِلُني
عن خَبطةِ أقدامٍ غريبة
تَدُبُّ في خانِها
ودَرْبِ الآلام .
نامتْ أعينُ الجُبُناءِ
ولمْ تَنَمْ عينُ جولدا
القدسُ حكايتي
كحكايةِ ألفِ ليلةٍ وليلة
وحكايةِ سوقِ العَطّارين
وخانِ الزَّيتِ الحزين
وقُبورِ الصَّحابةِ الفاتحين
وخوفِ أحفادِهِم الخائفين
وعتمةِ السّوق
وزُعرانِ بني صُهيون.
القدسُ أعرفُها
وبابُ يافا
يئنُّ قُبالَةِ سوقِ مأمنِ الله
تَنهَمِرُ دموعُهُ..
حتّى بابِ العامود
ويتحوَّلُ دماً في سوقِ الّلحّامين
يصيحُ .. هنا مَرّوا
هنا أقاموا ..
هنا كانوا ..
مَنْ تَحْمِلُ القدسُ
لُغتَهم وعَقِبَهُم
القدسُ أعرِفُها
بابُ الخليلِ فيها
وبابُ العامودِ والساهرة
وهناك بابُ الاسباطِ
يبكي وبابُ الرحمة
شهداءَ المقبرة
القدسُ أعرِفُها
كم أحْبَبْتُ الإلْتِصاقَ
بأبوابِها وأسوارِها
ولُغَتِها الأصيلة
نَعَمْ سأَسْهرُ على حُبِّها
وغيري لن يَستطيعَ حُبَّها
ولن يستطيعَ
أنْ يَلبِسَها ثوباً
حيكَ لها بِلَيْل
لأنَّهُ لا يليقُ بها
إلا الثَّوبُ الفِلسطينيِ الْمُطَرَّز
القدسُ أعرِفُها
فيها القداسةُ
والحمايةُ والحنان
وفي عِشْقِها انا مَفتون
أحِنُّ إلى أزِقَّتِها
أسوارِها ورائحةِ أسواقِها
طيبةِ أهلِها وناسِها
ورباطِ البُراقِ..
وجمالِ روحِها وتاريخِها
القدسُ أعرِفُها
هي نَفْسُها
بالأقصى مسجدُها
وقُبَّةِ الصخرةِ بِصُفْرَتِها
ومَنْبَرِ صلاحِ الدّين
وقِبابِ القيامةِ وأجراسِها
لا حياةٌ بدونِ القدس
ولن تكونَ لغَيْرِنا
مهما سَرَقوا منها
ومهما تَغَرَّبَ أبناؤُها
هي بَوّابَةُ السَّماء
أرضُ المَحْشَرِ والمَنْشَر
هي عقيدَتُنا
هي ثقافَتُنا وكيانُنا
هي المعاني كُلُّها
القدسُ أعرِفُها
فهي الحَسْناءُ
التي أسَرَتْ قلبي
هي الصّامِتَةُ على وعدِها
تَحَطَّمَتْ سُيوفُ الغاصبين
على اسوارِها
يا أولى القِبلَتَين
ومهدَ المسيحِ ابنِ العذراء
يا تاريخَ أمَّةٍ لا تَهون
سَتَنْجَلي سحابةُ الصَّيفِ
وتعودينَ عروسَ المدائنِ كُلِّها
يا مدينتي العتيقة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة