الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 08:02

تاريخ رجل مكتوب من نار ..ياسر عرفات/ بقلم نائل أبو مروان

كل العرب
نُشر: 03/05/15 16:53,  حُتلن: 07:51

نائل أبو مروان في مقاله: 

لقد تحول ياسر عرفات مثلا لكل شرفاء الأمة وشهيدًا ورمزًا رحل في كل ما في هذه الكلمة من معنى اخذا معه اللغز الذي حير ولا تزال إلى يومنا هذا تروى عنه الكثير من الفرضيات والروايات لحياته واستشهاده 

ياسر عرفات ولد (24 أغسطس 1929 القاهرة، مصر، استشهاده- 11 نوفمبر 2004 باريس، فرنسا)،ثوري وسياسي فلسطيني وأحد رموز حركة النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال. اسمه الحقيقي محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني، عرفه الناس مبكرا باسم محمد القدوة، واسمه الحركي "أبو عمار" ويُكنى به أيضًا.
يعد ياسر عرفات من أكثر الشخصيات الثورية والعسكرية والسياسية التي حظت بمتابعات إعلامية واسعة ياسر عرفات قائد الشعب الفلسطيني ومفجر ثورته الحديثة ،وأحد أبرز القادة العظام في العالم خلال القرن العشرين، خاض نضالا وجهادا لا يلين طوال أكثر من نصف قرن على مختلف الجبهات، أعاد الحياة لاسم فلسطين ولقضية شعبها في الوعي الانساني، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية.

ومنذ ولادته حتى استشهاده، كأنّ فلسطين كانت على موعد مستمر معه ومع ذاتها، فقد حمل "ياسر" في مسيرة حياته كلها فلسطين.. وطنا وقضية.. أملا وهما.. حملها والتصق بها إلى درجة صار فيها الاسمان مترادفين لسنوات طويلة.. إن ذكرت فلسطين.. ذكر عرفات. هذا الرجل الذي زعزع في يوم ما كيان اسرائيل ولفت كل انظار العالم إليه وإلى قضية اسمها فلسطين متحديا هذا الرجل الذي دخل التاريخ من بابه الواسع او بالأحرى كتب اسمه بأحرف كلها معاني ومشكلة من الغاز فالعالم لا ينسى ولن ينسى ذلك اليوم من ذلك العام الذي بقي وسيبقى محفورا في الاذهان ويردده الكل جيل بعد جيل.. يريدوني إمـا قتيلا أو طريدا أو أسيرا وأنا أقول لهم بل شهيدا شهيدًا شهيدًا..

من مثل شجاعتك . عزتك كبريائك؟! تأبى أن تمنحهم ولو شعورًا بالنصر فكنت معبرًا عن عزيمة الشعب الفلسطيني الجسور الذي ما زال صامدا في وجه الاحتلال وعملائهم، علمتنا معنى الصمود والتضحية انتصارًا لكل القيم الوطنية والإنسانية لقد أبى الشهيد الحي أن يغادر موقعه في المقاطعة في رام الله وبقية في صفوف المجاهدين كما عهدناه منذ انطلاق الثورة الفلسطينية مرفوع الرأس والهامة في بسالة عجيبة سوف تكون درساً للأجيال القادمة والحاضرة أدخلت الرعب في قلوب الصهاينة فلقد أحسنوا صنعًا هؤلاء المجرمين بإقدامهم علي هذه الجريمة لتكون إيذانا بميلاد بطلاً يقف علي منصة الخالدين فالعظماء لا يرحلون هكذا يقول التاريخ بل يقفون بهاماتهم العملاقة يأخذون مكانهم بين النجوم يتدفقون في شرايين أمتهم جيلا بعد جيل فتُخلد ذكراهم في ذاكرة الشعوب كما خلدت اسم فلسطين في جميع بقاع الأرض في رجل اسمه ياسر عرفات حامل غصن الزيتون بيد والبندقية بيد. أما الخونة والعملاء فتحشر ذكراهم في مزبلة التاريخ وسوف يظل ياسر عرفات هو الهاجس الذي يرعب المحتلين وأذنابهم منذ أن جعلك الله قدر حامل هم وطن اسمه فلسطين.

أيام الحصار في رام الله دشنت على غير مقصدهم ونواياهم الشريرة. تاريخ رجل مكتوب من نار يخلد الرئيس الشهيد الذي وقف في مواجهة جحافل الجيش الذي لا يقهر وحيدًا ولم يرضي لنفسه أن يكون متخاذلا يقف موقف الأقزام الذين تواروا عن أعين شعوبهم خجلا وخوفا ولن يرحمهم التاريخ فان للتاريخ ذاكرة فولاذية وسوف يأتي اليوم الذي تتحدث فيه الأجيال المتعاقبة عن موقف وثبات وصدق رأي هذا الرجل في جميع المواقف. أرادت اسرائيل القضاء على فكر المقاومة الذي يتجسد في فكر الزعيم الفارس الشجاع إسرائيل الدولة الصهيونية العنصرية التي تري في فكر هذا الرجل فكرا للمقاومة الفلسطينية واحلام الفلسطينيين. لقد تحول ياسر عرفات مثلا لكل شرفاء الأمة وشهيدًا ورمزًا. رحل في كل ما في هذه الكلمة من معنى اخذا معه اللغز الذي حير ولا تزال إلى يومنا هذا تروى عنه الكثير من الفرضيات والروايات لحياته واستشهاده ولن يستطيع أي كان أن ينفي أن ياسر عرفات ليس معجزه في القيادة التامة والخالصة بإلمام تام بكل أصولها.

ياسر عرفات هذا الرجل ظاهرة ومعجزة وهبها الله للشعب الفلسطيني تلبيه ورحمة لما أصاب هذا الشعب من نكبة ونكبات وسيبقى مكانه شاغرا في قلوبنا وشخصيته حاضرة في اذهاننا. وأنا جد متأكد بأني لن أستطيع وسأعجز ويعجز أي كان مهما كانت مقدرته وعبقريته أو قربه إلى القائد الشهيد الكتابة عنه والإلمام بجميع جوانب شخصيته حتى ولو كان الكاتب نفسه عالم ومبدع في الكتابة.ومن هنا أقول لكل من أراد أن يتشرف بالكتابة عن القائد الشهيد عليه التريث أكان يريد الكتابة سلبا أو إيجابا لأن الأمر يخص قائدا شهيدا شهد له الجميع بأنه شخصية نادرة ونادرا ما تتكرر ولم تأتي صدفة بل هبة وهبها القدر للشعب الفلسطيني.. رحمك الله وأسكنك مع الشهداء والصديقين والأنبياء.
رفعت الجلسة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة