الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 03:01

يجب إقامة منظّمة سلام جديدة ترعى مصالح البشريّة/بقلم:صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 05/04/15 22:27,  حُتلن: 08:00

صالح نجيدات في مقاله:

إنّ الدّول الكبرى تتظاهر بحفظ السّلام العالميّ ومحاربة الإرهاب ولكن هي الشّرّ بحدّ ذاته

كما الغيت عصبة الامم لفشلها بمنع الحرب وإحلال السّلام في العالم سنة 1945 يجب إلغاء الأمم المتّحدة لنفس السّبب

كان المأمول أن تقوم هذه المنظّمة وتتصرّف بعدالة وتناهض الشّرّ والشّرّيرين وأن تحلّ الخلافات بين الدّول بموضوعيّة وتفرض السّلام العالميّ وتمنع الحروب وقتل وإبادة الشّعوب

يجب الغاء الأمم المتّحدة ومجلس الأمن، وإقامه منظّمة سلام أمميّه جديدة ترعى مصالح البشريّة .
تأسّست عصبة الأمم بعد الحرب العالميّة الأولى، وألغيت هذه المنظّمة بعد الحرب العالميّة الثّانية بذريعة أنّها فشلت بمنع الحروب وإحلال السّلام، حيث تأسّست مكانها الامم المتحدة لمناهضة الحرب داعية إلى السّلام"

كان المأمول أن تقوم هذه المنظّمة وتتصرّف بعدالة وتناهض الشّرّ والشّرّيرين، وأن تحلّ الخلافات بين الدّول بموضوعيّة وتفرض السّلام العالميّ وتمنع الحروب وقتل وإبادة الشّعوب، لكن هذه الفرصة ضاعت بتولّي الدّول الكبرى مجلس الأمن محتفظة بحقّ الفيتو لنفسها دون معايير الحقّ والعدل والمساواة، بل انطلاقاً من القوّة ومصالح الدّول الخمس. وهذه الدّول الكبرى هي المسؤولة اليوم عن الفتن والحروب المدمّرة بين الشّعوب من أجل مصالحها .
لقد فشلت الأمم المتّحدة فشلًا ذريعًا بتحقيق السّلام العالميّ، فمنذ تأسيسها وحتّى اليوم نشبت حروب كثيرة وقتل ملايين من بني البشر ، وها هي العراق وسوريا واليمن والشّعب الفلسطينيّ يذبح في مخيم اليرموك وغيره من أماكن، والأمم المتّحدة ومجلس الأمن عاجزين عن فعل أي شيء.، إذن ما فائدة وجودهما؟! لذلك كما الغيت عصبة الامم لفشلها بمنع الحرب وإحلال السّلام في العالم سنة 1945، يجب إلغاء الأمم المتّحدة لنفس السّبب وإقامة منظّمة سلام امميه بديله لها بقوانين جديدة تعالج المشاكل الدّولية بعدالة وإخلاص ومساواة وبدون محسوبيات ومصالح، وأن تكون لكل دوله صغيرة أم كبيرة، قويّة أم ضعيفة صوتًا واحدًا، وأن تتخذ القرارات بالأكثرية بدون امتياز أو حقّ الفيتو أيّ الاعتراض على القرارات لأي دولة، ويكون لهذه القرارات قوّة رادعة، ويفرض على الدّولة التي بشأنها يتخذ القرار إذا رفضت تنفيذه، الحرمان والمقاطعة الاقتصاديّة من كل المجتمع الدّوليّ، وهذه العقوبات الاقتصاديّة كفيلة بتنفيذ هذه القرارات" .

إنّ الدّول الكبرى تتظاهر بحفظ السّلام العالميّ ومحاربة الإرهاب ولكن هي الشّرّ بحدّ ذاته، وكلّ الدّلائل تشير على أنّها هي المؤسّسة لهذا الإرهاب والمحراك له لخدمة مصالحها، باعتراف هيلاري كلينتون وزيره خارجيّة أمريكا السّابقه بكتابها "الخيارات الصّعبه" حيث اعترفت بأنّ امريكا هي التي أقامت تنظيم القاعدة وتنظيم داعش لخدمة مصالح أمريكا . هذه الدّول الكبرى تقوم بالسّيطرة على الشّعوب العربيّة بالذّات، وتنصّب قيادات فاسدة عليها لنهب خيراتها ووضع العقبات أمام نهضتها واستقلالها، وكذلك إثارة الحروب في بقاع الأرض بأعذار وذرائع مختلفة تتمّ صناعتها بيد القوى المخابراتيّة لهذه الدّول، فتارة لحماية المصالح الدّوليّة والممرّات المائيّة، وتارة للحفاظ على الدّيمقراطيّة وتارة أخرى لإسقاط ديكتاتور صنعوه ولم تعد لهم حاجه به ويجب التّخلص منه لدفن الأسرار معه".

هذا العالم لن يكون هادئاً ولن يتمتع بالسّلام ما دامت الدّول الكبرى مسيطرة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بل ستبقى فيه الحروب تنتقل من دوله إلى أخرى التي تتصارع على النّفط والمواقع الاستراتيجيّة والأسواق، لإغراق الدّول بالدّيون من أجل تحقيق الخضوع الاقتصاديّ ومن ثمّ الخضوع السّياسيّ .
وستبقى الشّعارات عن السّلام والمحبّة والإخاء وحقوق الإنسان مجرّد شعارات برّاقة خالية من الفحوى، ولا محل لها من الإعراب على أرض الواقع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة