الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 05:02

قراءة في كتاب للشاعرة لونا جابر خوري/ نجاح نجم

كل العرب
نُشر: 04/04/15 15:54,  حُتلن: 17:56

كيفية التواصل مع الشعراء الفلسطينيين والشاعرات الفلسطينيات في الغربة قراءة في كتاب للشاعرة لونا جابر خوري وهو بعنوان "صومعة المستحيل"

* الرسمة للكاتبة نجاح نجم

23-12-2011 الجمعة التاسعة والنصف الا خمس دقائق مساء

حضرة الأخت الغالية...الأديبة الشاعرة لونا جابر خوري المحترمة. من الاخت نجاح نجم/الناصره
مساء الخير كيف حالك أختي الغالية أنت وأفراد عائلتك الطيبة .. أرجو من الله ان تكونوا جميعًا على أتم ما يكون من الصحة والعافية... لقد علمت يوم أمس الخميس 22/12/2011 حيث اتصلت ببيت أهلك في الناصرة وردت علي أمك الطيبة انك هنا في البلاد وقد جئت الى الناصرة لتحتفلي مع عائلتك وأهلك بقدوم عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية من بلدك الجديد – كما علمت من الأخت راوية – دولة كندا, وقد طلبت مني أمك ان أعود لأتصل بك في ساعات متأخرة من الليل, بعد الساعة العاشرة ليلاً لكنني خجلت ان أفعل ذلك في مثل هذه الساعة, لذا آثرت ان أكتب لك هذه الرسالة وأرسل لك لأعبر بها من مدى سعادتي بقدومك لزيارة ولو قصيرة للبلاد أنت وزوجك وعائلتك الجديدة حماكم الله جميعًا وأحاطكم برعايته وحبه فأنت وأهلك بحق أهلاً لكل خير وحب ورحمة وأسعدكم جميعًا بمناسبة قدوم الأعياد المجيدة كما أهل المدينة جميعًا وكذلك كل أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في الوطن وفي المهجر كما كل أبناء المعمورة جمعاء وأبناء الانسانية المؤمنين بالله كافة!
اما الأمر الثاني الذي دفعني للكتابة لك هو رغبتي الشديدة للتعبير لك عن مدى اعجابي بديوانك الشعري الأول الصادر عام 2005 بعنوان {صومعة المستحيل} والذي هو حقًا يحوي أشعارًا رائعة بل جميلة جدًا تعكس روحك الطيبة الراقية السامية التواقة لتقديم وفعل كل ما هو خير ويحمل معاني الحب ويزخر بمفاهيم الوفاء والرغبة في العطاء يجده المرء واضحًا جليًا من خلال استطلاعه للمعاني الكاملة وراء ما كتبت من أشعار... وقد شعرت بوقع وجرس وايقاع كلماتك الرقيق الحاني السامية بمعانيها ومفاهيمها النبيلة! وفي هذا المقام لن أحاول التطرق الى كل قصائدك بالديوان وانما لبعضها..

لبعضها ولكني آمل أن أقوم بذلك في وقت آخر وعندها سأعلمك بذلك او حتى سأرسله لك لأن هدفي من هذه الرسالة هو ما سبق وذكرت آنفًا وما سأقوله لك الآن في السطور التالية:

24/12/2011 السبت الساعة الثامنة الا عشر دقائق صباحًا

اما الأمر الثالث الذي دفعني للكتابة لك فهو كالتالي:
انني وبعد ما أنهيت كتابة روايتي الأولى التي ستصدر قريبًا –انشاء الله- قبل حوالي عشرة اشهر تمامًا, وكنت مشغولة أيضًا بكتابة دراسة نقدية في نظريات علم الاجتماع الحديث اضافة لانشغالي بكتابة الجزء الثاني من روايتي الأولى...

آنذاك لم أكتب اهداء لروايتي الأولى كما لم أتوقع ان أصل الى حالة من الاعياء والانهماك بعد انهائي ايضًا لدراستي النقدية وللجزء الثاني من روايتي كما انا عليه الآن – والحمد والشكر لله على جميع الأحوال-.
وبما انني ومنذ حوالي الست او السبع سنوات أعمل بتواصل على اتمام دراسة في موضوع الفلسفة واللاهوت اضافة لتتبع تطور هذه المواضيع ما بين الفكر الكلاسيكي القديم والفكر الرومانسي والعلمي الحديث, وجدت نفسي أقوم بعمل ضخم رصدت خلاله تيارات عديدة في الفكر القديم وخاصة من الكتب المقدسة الثلاث 1. التوراة 2. الانجيل 3. القرآن الكريم.

اضافة لما فعلته من تتبع لتطور هذا الفكر الديني في تيارات الفلسفة في العصر الحديث وخاصة نهاية القرن الثامن عشر وبداية ونهاية القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين ميلادي بالطبع لن أفصّل القول في دقائق وجزئيات ما فعلته في هذه الدراسة ولكن مع توجهي ووجهتي الجديدة الى الحياة ومع تطور فكري في هذا الاتجاه, رأيت من الواجب علي ان أعود لذاتي ولواقعي الخاص وأنه لا بد لي من التواصل مع فكرنا ومع أدبنا مع واقعنا اليومي المعاش ايضًا, فكان كتابك – ديوانك الشعري الذي اهديتني سنة 2005م أحد تلك الوسائل العلمية والأدبية التي اتخذت لنفسي وكنت أقرأ فيه من حين الى حين وأعجب بأسلوبك الرائع الجميل في عرض افكارك في شعورك ولعل قصيدتك المعنونة "ضياع" صفحة 29-28 والتي تقولين فيها:

في المطلع:

أتوه وحدي بين الحقول!
لا أحد يناديني في ظل العنان
لِمَ أجلس أنا والعبث بين الظلال؟
فلا أحد ينجدنا من ذاك العذاب...
لِمَ نغوص في بحر الوحول؟
حيث الأفاعي والجنون؟
لِمَ نندفع للمآسي عند الغروب؟
ونتوق للمطر حين يغطي الدروب؟
ونبقى حائرين في دنيا العجب...
نحنُّ للمغني وللطرب...
ولكن أيديهم تحيك الألم والغضب...
نستمر في الغاب سائرين, خائفين...
فربما يأتي الليل ونحن ما نزال واقفين
منعدمين من الحب والضمير!
أيا شمسًا أضيئي الحياة بنورك الخلاب
لعل الخير يعود يومًا
لعل الربيع يزهر فرحًا
ولعلني ألقى حبيبي تحت الشتاء! عام 2003...
لم أعرفك عند كتابتك هذه القصيدة عرفتك بعدها بعامين او ربما بعدها بعام واحد حين التقينا انا وأنت للمرة الأولى في مقهى تشرين وأريتني أوراقك التي كتبت عليها قصائدك التي كنت تعدينها للطباعة والنشر في كتاب لعله كان بعد عام! كما سأذكر!

وها قد مرّت ستة أعوام منذ إهدائك لي كتابك الأول "ديوانك الشعري الأول" وها انا أجلس لأكتب لك إنطباعي الأولى من قراءتي لقصيدتك هذه وكيف أشعر هنا أنك ذكرتني هنا بقصائد الشاعرة العراقية نازك الملائكة في ديوانها الشعري "قرارة موجة".

فاسمعي ما تقوله الشاعرة العراقية نازك الملائكة في قصيدتها "أغنية لشمس الشتاء":

ولولاك يا شمس مات النشيد
نشيد المروج
وجفَّ رحيق الشذى تحت برد الشتاء اللجوج
ولولاك ما كان أخشن من الفضاء الرهيب
وهذي النعومة
هذا الضياء الرقيق الغريب
ألولاه كان يعيش الخيال؟
ومن ذا يوسّد خدَّ الجمال
وَمَن ذا يُذيب
بريق الحرارة في سروة جمَّدتها الثلوج؟
"أغنية لشمس الشتاء صفحة 165"
واسمعي ما تقوله نازك الملائكة (1) عن الدروب في قصيدة أخرى تضع لها عنوان "الخريف"


أين أمشي؟ مللت الدروب
وسئمت المروج
والعدو الخفي اللجوج
لم يزل يقتفي خطواتي فأين الهروب؟
لن أنشد الانفلات
من قيودي , وأي انفلات
وعدوِّي المخيف
مقلتاه تمج الخريف
فوق روج تريد الربيع
ووراء الضباب الشفيق
ذلك الأفعوان الفظيع
ذلك الغول ... أي انعتاق
من ظلال يديه على جبهتي الباردة
اين أنجو وأهدابه الحاقدة
في طريقي تصبُّ غدًا ميتًا لا يُطاق؟

25-12-2011 الأحد الساعة الثامنة والنصف وخمس دقائق صباحًا

صباح عيد الميلاد المجيد وكل عام وأنت وعائلتك جميعًا وأنتم بخير وصحة وعافية, أعاده الله علينا جميعًا وعلى جميع أبناء العالم وجميع شعوب الأرض بالخير والبركات!
ها هي السماء لم تكف عن إرسال المطر الينا منذ مساء امس السبت رحمة وبركة من السماء بمناسبة عيد الميلاد المجيد واقتراب عيد رأس السنة الميلادية وان شاء الله سنلتقي انا وأنت ولو عبر الرسائل والورق كل عام ما دام لله ارادة في ذلك!

أما ما أودّ قوله لك في رسالتي هذه أنني أقوم بدراسة نقدية لديوانك الشعري الذي أهديتني بعنوان "صومعة المستحيل" وأعتقد مقارنة ما بينك وبين الشاعرة العراقية نازك الملائكة لأكشف لك أين تلتقي معها وأين تفترقي عنها رغم ما بينكما من تفاوت واضح ومفارق من حيث الفترة الزمنية التاريخ الشخصي الدولة البلد الانتماءات المختلفة اضافة الى انها ممن ولد وعاش في القرن الماضي القرن العشرين ولعلها قد رحلت عن عالمنا قبل بضعة سنوات وهنا يجب ان أنوه هل الانتماء الوحيد ما بيننا وبين الشاعرة العراقية هو اللغة الأرض الوطن السماء والله والآن أمل الله جلّ جلاله في أعمارنا جميعًا وأعمار محبينا وكل الناس الطيبين لفعل الخير وبعث التجدد والميلاد في كل النفوس وفي كل آن بل وفي كل العصور انشاء الله جلّ جلاله!

وهنا أطلب منك الموافقة على عرضي هذا الذي سأبادر اليه في هذه الفترة الزمنية القريبة جدًا واني لآمل من الله ان أوفق في نشره بعد طباعته في احدى الصحف المحلية أو سأرسله الى مجلة (المواقف) وصحيفة "أخبار الأدب" في مصر فان كان ليس لديك مانع فانني سأباشر العمل بذلك وللتو..

سأبحث في ديوانك موقعين هما متمثلان بالتساؤل التالي وهو:

1. أية موجة ؟ وأية قرارة؟
أين يوجد لديك موجة بل اين الموجة اللونية القمرية التي تضيء لنا دربنا كما يفعل ذلك القمر بلونه الفضي الساطع خاصة عندما يكون بدر وفي غياهب ظلام الليل, تمامًا كما فعل الأخ الكاتب خليل هنداوي في مجلة "الرسالة" البيروتية في عددها الثاني عشر بتاريخ 15 كانون الأول عام 1957م حين تحدث بدراسته لديوان الشاعرة العراقية عن قرارة الموجة النازكية متساءلاً عن تلك الموجة حيث يقول:
لا شك ان تحديدنا لقرارة القراءة الشعر النازكي تناول, بالضرورة, تحديد "الموجة النازكية".
ذلك لأن القرارة والموجة متصلتان اتصالاً عضويًا ووظيفيًا حيًا, ولدرجة لا يمكن معها فصمها او تجزئتهما.
القرارة النازكية وقفة هاجس الذات في رحاب الآخر Lautre أما الموجة هنا, فهي اعصار الذات المنطلقة, الذات المتمردة على قوقعتها - الحلزون, الذات التي تحاولّ جاهدة, الخلاص من السديم. هذه الموجة التي أصبح شعارها –في هذا الديوان ان تقول:

"وداعًا صحاري العويل فقد حان فجر السنين (2)
وآن لنا ان نجوب البحار مع الراحلين
عطشنا طويلاً وكانت كؤوسك ملأى أنينا
ينوح الفراغ عليها وموكبنا الباحث
تجرّع حتى كؤوس الدموع
ونار الضلوع
وَجُنَّ به شوقه اللاهث.

وهي الموجة ذاتها التي تثور هكذا:

وفي الغد, من بعدنا ان أطلَّ حبيبي القمر
ولامس ضوء النجوم النشاوى خرير النهر
ورنّ مع الليل صوت بعيد الصدى واندثر
كما رنّ , يسأل عنا وأين رمتنا البحور
فقولي له اننا لن نعود
لأرض القيود
فقد أشرق الفجر منذ عصور" (3)

ولكنها هي نفسها التي ستنقلب خائبة فاشلة حث ترتطم بالجدار "بالسمكة" "وبالأفعوان" , فترجع ثانية الى أعماق الحلزون القوقع:

وأمسى في القافلة الراحلة
سرنا مع السائرين
نقطع آلاف الرّبى الماحلة
وعندما أرست بنا القافلة
بعد انصرام السنين,
جُنَّت بنا خيبتنا وانطوى
ما كان مأمولاً
وَهدَّنا عبء الأسى والجوى
فهذه خلف الربى والهوى
بقعتنا الأولى . (4)

ولك اختي الطيبة لونا أقول أطلب من الله جلّ جلاله ان يجعل أيامك كلها سعادة وفرح ومحبة وسلام وأن يعمّنا الله جلّ جلاله بسلامه الروحي وأمنه ووقاره ونحن نعيش في هذه الأيام الميلادية ميلاد السيد المسيح عليه السلام فيعم شرقنا الحبيب وبلادنا العربية ودولة اسرائيل حيث نعيش وكذلك أطلب من الله ان يعم السلام ايضًا أرض فلسطين فكلها بلاد مقدسة باركها الله بميلاد رسالاته السماوية الثلاث في هذا الشرق الحبيب منذ خلق الله السماوات والأرض ولكن هو مسار البحث النقدي العلمي الأدبي للأخ خليل هنداوي في دراسته لديوان نازك الملائكة ولموجتها النازكية وقراءته لتلك الموجة والقرارة التي سيراها كالتالي في دراسته تلك حيث يقول:

واذن فالموجة النازكية موجة ذات, موجة الجهاد الفردي الحالم في الخلاص وهي موجة اقل ما يقال فيها انها موجة البياتي في جلِّ قصائد ديوانه "ملائكة وشياطين"و موجة الشاعرات العراقيات كافة... من عاتكة الخزرجي الى صدوف الى لميعة الى باكزة الخ... فالبياتي حين يقول:

ما للفضاء يضيق بي وعلى أجوازه أحرقت أجنحتي
وعلى غدائر ليله اضطجعت أحلامي الموتى ومقبرتي
وتباكت الأغوار وانتحبت في صمته الثلجي عاصفتي
والبأس والموت البطيء على أظفاره ينتاش أخيلتي

* * *

فيم انتظاري دونما حلم وغدي الى الأحلام يفتقر
وتلفّتي؟ والأفق مضطرم دام يموت وراءه سحر
وقبور مأساتي مفتّحة يعوي على أكفانها القدر


كأنه يقول ما تقوله نازك في ديوانها "قرارة موجة" هنا:

"وَلِمَن تخلقني العطور
"والليالي تدور؟
ولمن دفؤك المسحور؟
"للدجى ؟ للقبور؟
ولمن أنت والمنشدون
"رحلوا في سكون؟
"والأسى , يا أغاني ديون
"دفعتها عيون؟ (5(

أو حين تقول نازك الملائكة في قصيدتها "لحن النسيان" (6) من نفس الديوان:
وَلِمَ الألم
"يبقى رحيقي المذاق
"أعزّ حتى من نغم؟
" وَلِمَ الكواكب حين تغرب في الأفق
" تفتر جذلى للعدم.

أما تعليق الأخ خليل هنداوي لما يراه هنا في الموجة النازكية داخل قوقعة الذات الرومانسية الكيتسية حيث يقول عنهما اي عن الشاعرة العراقية نازك الملائكة والشاعر العراقي البياتي ما يلي:

كلاهما يعيش في ظلام القوقعة هنا, وكلاهما ثائران... ولكن ثورة الرومانسية الكيتسية نسبة الى الكيتس "Keats " ان صحّ التعبير.

ان موجتهما موجة موحَّدة الهدف, هنا, ولكنها تعلو وتزبد وترغي بدرجات تختلف باختلاف المزاج الشاعري والسيكولوجي والثقافي لدى كل منهما.

اما الغاية فواحدة : كلاهما يثوران و "يتوجعان" ويحرقان الشفاه والعيون... ثم ينكفئان الى القوقع خائبين ساخطين ومع ان البياتي تخلّص في ديوانه "أباريق مهشمة" و "المجد للأطفال والزيتون" وبقية دواوينه الحديثة, من هذه الموجة الذاتية الكئيبة, الاّ ان شاعرتنا قد تخلّفت, للأسف, في كثير من قصائدها, دائرة في قوقع سيريف. (7)


25/12/2011 الأحد الساعة الثانية عشرة والنصف الا خمس دقائق ظهرًا
2.قوقعة الذات

ثم سأبحث لديك اختي الشاعرة لونا جابر خوري في البند الثاني من بحثي في ديوانك "صومعة المستحيل" هل هذه الصومعة التي اتخذت لديك مفاهيم مطلقة مجردة تطال المفاهيم اللاهوتية المطلقة المتعلقة بقدرات تفوق مقدرة الانسان الضعيف العاجز امام ارادة الله جلَّ جلاله والذي نحن نعيش برحمته ويظلنا بحنانه وعطفه ومحبته ويطلب منا وبحق وطلبه حق ان يحب بعضنا بعضًا كما هو يحبنا لذلك خلقنا على الارض على صورته ومثاله اي خلق لنا عقلاً مثل عقله, وارادة مثل ارادته وطلب منا ان نعبده وأن نعترف بربوبيته, فأين هذه الصومعة من مفاهيم الفكر اللاهوتي المؤمن بالله الواحد الأحد وبرسالة الأنبياء ومنهم السيد المسيح عليه السلام وها نحن اليوم نحتفل بعيد ميلاده المجيد, اعاده الله علينا جميعًا بالخير والحب والبركات وبصحة وعافية كلنا جميعًا فحياتنا هي من فضله علينا وحاجاتنا للايمان به هي حاجة حقيقية ان نؤمن بكتبه وبرسله وأنبياءه كافة ومنذ بدء الخليقة الى يومنا هذا.

ما أريد قوله لك هو انني لن أقوم بتطبيق كامل لنظرية الأخ خليل هنداوي رغم اعترافي له ببعض الصدق والمصداقية من موقفه من شعر الشاعرة نازك الملائكة فلو قرأت تعريفه لمفهوم القوقعة ولو قبلت أن أفحص لديك هل القوقعة عنده هي الصومعة عندك لكتب لي ولقدّر لي باذن الله ان أتم هذا البحث لأن عنوان البند الثالث من البحث سيكون 3."سيزيف الاله" فان لم أعثر على وجود لهذا الاله الذي يقال له سيزيف والذي يتملّك يسيطر على قوقعة الذات ويمنعها من رؤية رحاب الانسانية بل يترك الذات الى الانطلاق مع الافعوان افعوان الكآبة الذي مسخ التفاؤل وحوَّله الى عتمة ونفخ في الجذع الذي يمور نسغًا حيًا... فصيّّره الى "أرض خراب" الى "خريف" ميت, فهل ترضين بهذه التقدمة, العرض, الفكرة؟!


25/12/2011 الساعة الثانية والثلث عصرًا..

أعود هنا لتساؤلي السابق وهو : هل ترضين ان أُتمّ بحثي في ديوانك الشعري حين يكون البند الثاني من البحث عنوانه: قوقعة الذات
بينما البند الثالث من البحث عنوانه: سيزيف الاله
اما البند الرابع من البحث عنوانه: انطلاقات بروميثيوسيّة
اما البند الخامس من البحث عنوانه: موقع الذات من الشعر العربي الحديث

الحديث وكيف يتم اكتساح قوقعة الذات هذه سواء ان كانت بحق لديك أختي لونا ام لدى شعراء وشاعرات عرب او شعراء وشاعرات من العالم الغربي المعاصر.
اما البند الأول فكما سبق وأخبرتك فيكون هو التساؤل الأول لدي وهو:
هل لديك موجة شعرية لتتبعها القرارة؟ بينما التساؤل الثاني هو:
وهل لديك قوقعة ام لديك فقط صومعة كما أسميتها عنوانًا لديوانك الرائع {صومعة المستحيل}؟
هذا هو ملخص ما أعرض عليك وما كنت أرغب في عمله من بحث أكاديمي يتناول مجمل الأشعار فيه ومحلّله لرموزك الشعرية, وكذلك للصور الشعرية, ومبنى هذه الصورة وكيف بنيتها والرؤية والأداة الشكل في شعرك, نوعية الجمل الشعرية, القوافي, والدلالات الفلسفية او الرؤية والرؤيا لديك وهل تحلمين بشعرك بعالم مثالي آخر مع استخراج عدد القصائد التي تسيطر عليها روح التفاؤل ممزوجة بروح الكآبة والحزن إن وجدت وكيف كنت تهربين من الألم والحزن الى نشر الأمل والايحاء بالرغبة الجمة لديك في الامتزاج بهموم او بقضايا المجتمع والأرض والانسان ان وجدت وبذلك نكون او أكون قد غطيت تساؤلات كثيرة قدّمتها لك وأطلب من الله جلّ جلاله ان يوفّقني بعملي هذا كما أطلب من الله ان يوفّقك أنت بجميع ما تقومين به من أعمال خيّرة كما عهدتك وعرفتك هنا في البلاد ولعلنا نرى في شعرك الجديد بعيدًا عن مدينة الناصرة وأهلها الطيّبين ذلك الحنين الى الوطن بأهله وناسه وثقافته وأرضه وسماءه وديانته أنبياءه ورسله وعماله وعلماءه وبناته وأبناءه كافة أجمعين...
اما لعل أجمل ما أنهي به كلامي هذا هو ان أتمنى لك من جديد ولعائلتك ولأهلك الطيّبين أجمل وأحلى وأرق وأعذب الأمنيات بعام جديد وحياة جديدة وأحلام وآمال وإنتاج علمي وأدبي لديك جديد وكما بدأت ديوانك بإهداء رائع جميل لكتابك لجدّتك الغالية سهام وأتبعته بقصيدة أخرى أهديتها لوالدتك شعرت معها بمدى حبّك ووفاءك لعائلتك وعكست بذلك صفاء ذهنك ودقة استيعابك لأهمية التواصل الايجابي البنّاء ما بين الانسان الفرد وعائلته وكذلك أصدقاؤه وأبناء شعبه وكذلك دولته ومدينته عندها أدركت معنى او مفهوم ان يكون لنا في مجتمعنا أشخاص مؤمنين بالله ومقتنعين بضرورة الحفاظ على القيم الاخلاقية الحسنة لبناء مجتمع صالح معافى من الخلل والأمراض والتشوّهات.
ولعل ما أورده الباحث خليل الهنداوي من تعريف للشعر من أجمل وأفصح ما يمكن ان يعبّر عن موقفنا العصري من الكتابة وخاصة كتابة الشعر.
فانظري ما يقول: في إحدى "دندنات" الأخ خليل هنداوي في مجلة "الرسالة" الغرّاء, قدّم لنا وجبة غنية بالقيم الفكرية والموضوعية, والمعطيات الانسانية حين اقتبس لنا من أحد الشعراء في مؤتمر الكتاب الرومانيين قوله في تعريف الشعر ورسالته بالكلمات التالية:
"سمعت هذه الكلمة الرائعة لأحد الشعراء في مؤتمر الكتاب الرومانيين تدل على فهم أصيل حديث لرسالة الشعر.
ولا شك أنّ الشعر نفسه يبقى خالدًا متى اجتمعت فيه أسباب الحياة. ولكن رسالته تتغيّر تبعًا للعوامل والظروف التي ينشأ فيها".
والآن فهذا هو التعريف الذي إقتبسه الاستاذ هنداوي من كاتبنا الروماني:


25/12/2011 الأحد الساعة الثالثة والنصف الا خمس دقائق عصرًا

تعريف الشعر الذي اقتبسه الاخ الاستاذ خليل هنداوي من كاتبنا الروماني:
"الشعر هو عمل خُلُقي ... انه لقوي, ومبني, بقدر ما يخرج عن الانسان ليتصل بالانسان.
ومعنى "الخلقية " في الشعر يفرض عليه ان يبدِّل معاني الحياة ويطوّر غاية الوجود.

و "خلقية" الشعر تحمله من عالمه الضيّق الى عالم الانسانية الواسع ... ان الشعر هو فن دفع القلب نحو التسامي, بل هو وقود الحب, وحمّى الثورة, ورعشات الخوف, والاحساس بضروب الجمال, ورقّة السلام.

ان الشعر , ليس, فقط, بشجرة مجرّدة , منتصبة في مكان خيالي, حيث تنفخ الروح فيه مع المصادفات , بل هو مرتبط بالانسان وأعمال الانسان.

وبدون هؤلاء البسطاء السذج لن يكون له هذه القوة من التعبير. الشعر هو قوة مندفعة فيهم في ذلك النصيب الأسمى المرتبط بنصيب الحرية. وهو دمعة السلم, وعدة الحرب ضد الحرب ومن يثير الحرب. هو يجعل الأموات يخلدون دائمًا في قلوب الشعراء, ويدعو الشعراء الى اتمام رسالتهم".

وفي شقاء الشعوب يقول الشعر كلمته: يدخل بقوة الى الأطلال ويأمر الشمس ان تفتح نافذة, ويدفىء الأطفال المقرورين, ويأمر بالحصاد ان يعمر موائد الفقراء ويخلق رجالاً مؤمنين, قادرين على الاشتغال من أجل الخير العام. ولكن متى نغدو شعراء؟

ان الشاهد الحقيقي على ذلك هو/او على هذا السؤال هو الشعب نفسه. هذا الشعب, على اختلافه, ليست عيونه في جيوبه. انه بريء .. انه يحس.. ويعرف مدى العاطفة بعاطفة. انه يحب ان يتأثر, ويتحرك, ويستجيب الى ذلك بدموعه . انه كالطفل على حضن امه الأرض.

أما أولئك الذين همّهم أن يرصفوا ألفاظًا بينما الكائنات تذوب وتبكي, والذين يريدون ان يصعد الشعب الى منصّاتهم فنجيبهم أنّ النزول الى الشعب هو في الحقيقة, إرتفاع الى أعمق أعماق النفس الانسانية".

ثم يقول الاخ الاستاذ خليل الهنداوي رأيه في هذا التعريف:
أشهد اني لم أرَ أطيب من هذا التعريف للشعر موضوعية وبيانًا, وأشهد من جهة أخرى, ان كاتبنا الروماني - ولعله شاعر, فهذا بيان الشاعر قد ألمّ بشمولية خصبة وكونية رهيفة, بكل مقوّمات الشعر الحق, الشعر الحياة, الشعر الأرض, الشعر الانسان... أو فلنقل الشعر الشعر!

أجل! فان أولئك الذين يرصفون الألفاظ ويموسقونها بتلك الموسيقى المصطنعة الميتة التي تقشّرت من اللحاء, من السطوح, بينما موسيقى الحياة تتصاعد, بسمفونيتها الخلاّقة, وتخلق الشعر والشعراء الصاعدين... ان اولئك ليسوا الا عالة على الشعر والفن, وليسوا في عميق التمحيص ومحصّلة النقاش, الاّ خونة لرسالة الفكر والأدب, والاّ (يهوذا) الكلمة والحرف, اي حرف.

صدق الكاتب الروماني اذ قال ان الشعر هو عمل خلقي, هو عمل خلقي منذ وجد الشعر والشاعرون - الشاعرون حقًا – وهو عمل خلقي منذ تنفّس الحرف عطاءه, والحنجرة غناءها.

ولا بد ان نذكر بالمناسبة, قول الفنان الناقد روبرت مورتويل في المعنى نفسه: "ان الفنان الذي لا يملك وعيًا أخلاقيًا ليس الاّ مزخرفًا".

25/12/2011 الأحد الساعة التاسعة الا ربع عشاء حتى الساعة التاسعة والنصف عشاء ...

وبهذه الأسس وبهذه المقدمة النيّرة ندخل الى دراستنا النقدية المقارنة, كما هي الحال مع دراسة ديوان الشاعرة العراقية نازك الملائكة وديوانها "قرارة موجة" , لكن مع اهتمام موضوعي بالتكنيك الشعري والفتوحات والسبق الفني, ان كانت شاعرتنا النصراوية الفلسطينية لونا جابر خوري قد فتحت سبقًا كما فعلت الشاعرة العراقية نازك الملائكة.
وأعتقد ان دراسة تتناول الموضوع والمضمون والشكل لأيما ديوان هي دراسة تفي هدفها.
وهنا فان البرنامج الذي اثبتناه في فاتحة الدراسة سيرافقنا استطرادًا وتحديدًا, في عموم الدراسة هذه.

والآن مرة أخرى أية قرارة ؟
يقول الاستاذ سيد قطب: "كلّما فاض الشعور فطغى على الوعي وانطلق يستمد من الرواسب النفسية ويستوحي من الظلال الشعورية , كان يجري في ميدانه الأصيل, وينشىء أجمل آثاره, وذلك مع عدم إغفال مقوّمات الشعر الأخرى من عمق وسعة إتصال بالحياة ونفاذ الى الأسرار الكونية الخالدة" (8)

وجدير بالذكر ان فيض الشعور الذي يهش له سيد قطب ويبشّ, هو احد مقوّمات الشعر وليس كله .. وهذا ما إعترف به قطب أيضًا.

ومن هنا فان حبلاً قويًا متينًا يجذبنا , برشاقة الى أحد أهم أسس تجربة الشعر "النازكي" – نسبة الى نازك شاعرتنا.

وهذا الحبل هو ان شاعرتنا , "عاشقة الليل" و "الشظايا والرماد" لم تمت شعرًا, ولم تلق السلاح في حومة الجهاد, بل ان الينبوع الخفي ظل يتدفق, فيض شعور, وانطلاقة نفس, وهاجس خيال, وبقي يعيش بهاته الانطلاقة وهذا الفيض وهذا الهاجس حتى توصل ظاهرًا الى قرارة.

فما هي هذه القرارة ؟

هذه القرارة ليست بالقرارة الحقيقية التي ينتهي اليها الشعر الكبير والشاعر الكبير, هذه القرارة مجرّد وقفة قصيرة وصغيرة في الميدان للاستراحة, ولكنها ليست كل الوقفة ولا كل المحطة.

ان القرارة الحقة هي القرارة التي تحدّث عنها كاتبنا الروماني الذي أثبتنا حديثه في مستهل الدراسة وهي ان يخرج الشعر – والفكر ايضًا – عن الانسان ليتصل بالانسان. فهل خرجت هنا "قرارة الموجة" من قرارة الانسان العراقي.

ليتصل بالانسان العراقي والانسان العربي, فردًا ومجتمعًا؟! وسؤال آخر أطرحه أنا هو هل خرجت هنا "قرارة الموجة" من قرارة الانسانة العربية الفلسطينية لتتصل بالانسان الفلسطيني والانسان العربي, فردًا ومجتمعًا وهي ايضًا المواطنة الاسرائيلية ...

لدى الشاعرة الفلسطينية لونا جابر خوري هذا التساؤل بحاجة للاجابة عليه من خلال دراستي لشعرها "صومعة المستحيل" ومع ذلك تستطيع ايضًا الأخت لونا جابر خوري ان ترى من خلال قراءتها لروايتي الجديدة التي ستصدر قريبًا انها حقًا نجحت في ان تتصل معي! والى لقاء قريب جدًا أختي لونا...

26/12/2011 الاثنين الساعة الثامنة والنصف صباحًا ...

وان شاء الله سنلتقي قريبًا أختي الشاعرة لونا فان لم يكن لقاءً حيًا فانه سيكون لقاء عبر الكلمات والتراسل في حال صدور روايتي الأولى قريبًا باذن الله وكذلك الدراسة النقدية التي حدثت عنها في سياق رسالتي هذه وأيضًا الجزء الثاني من روايتي الأولى مع طبعة اولى لما كتبت من قصائد شعرية منذ حوالي احد عشر عامًا او حتى اثني عشر عامًا...

فأنت ترين اليوم صعوبة الموارد المالية في أيامنا هذه فأنا لا أملك مقدرة اليوم للتواصل معك عبر الانترنت ولكن ا يزال لدي هذه الأوراق وهذا القلم وما أبقى لي ربي وربك بل رب البشرية جمعاء من مقدرة على التواصل مع البيئة حولي بوسائلي التقليدية القديمة التي عهدتها منذ صغري فهذه المقالة ومقالات وكتب ودراسات أخرى حملتها ما يربو على السبعة وعشرين عامًا منذ درست لدى أستاذنا في الشعر العربي الحديث الدكتور فهد ابو خضرة حين قمت بعمل وظيفتي البحثية الأولى في الشعر الحديث وكنت آنذاك في السنة الثانية من تعليمي للحصول على اللقب الأول في موضوع اللغة العربية وآدابها وموضوع التاريخ العام, بالطبع أنا أتحدث عن الأعوام 1984 – 1985م من القرن الماضي, أما ما حصلت عليه من ثقافة في مجال دراستي للقب الثاني M.A في موضوع الأدب العبري والمقارن خلال الأعوام 1988 – 1993م وإنهائي لهذه الدراسة الأكاديمية ما عدا إتمام بحثي "התיזה" والتي خصصتها لدراسة وتحليل الصورة الشعرية العريضة في شعر الشاعر الفلسطيني الكبير طيّب الذكر رحمه الله الشاعر محمود درويش فأتممت جزءًا كبيرًا من عملي البحثي ولكن توقفت عدد سنوات كبير منذ عام 1993م آخر سنة تعليمية لي للحصول على اللقب الثاني في موضوع الأدب العبري والمقارن" لذا فانا بحاجة الى تحديد تواصلي مع البيئة حولي مع الجامعة , ان كنت , أريد ذلك وكذلك معك أنت.

26/12/2011 الاثنين الساعة العشرة الا ربع صباحًا

التواصل معي ولو أدبيًا, كتابيًا قدر استطاعتك فقد علمت منذ سنتين من والدتك الطيبة انك أنجبت ولدًا, طفلاً مبروك ألف مبروك لك ولزوجك وعائلتك الطيبة.

وعلمت أنك سعيدة جدًا بحياتك في كندا... وفّقك الله أنت وعائلتك الكريمة الطيّبة...

وعندما تصدر روايتي الأولى أو ديواني الشعري الثاني او دراستي النقدية او روايتي الثانية .. أو دراستي النقدية لديوانك الشعري "صومعة المستحيل" , سأرسلهم لك باذن الله ....
وستجدين أنك قد عضدتني بروحك ونفسك الرقيقة الطيبة في إهداءك الجميل لكتابك لجدتك سهام وكذلك لأمك وأبيك الطيّبين, لذا وجدت نفسي أبحث عن تلك الروح , النفس التي كتبت هذه الكلمات اللطيفة الرائعة, وقلت لنفسي أنها لن تغضب حين تجد تشابهًا ولو بعض التشابه في كلمات إهدائي لروايتي التي أهديتها ... لروح أمي وروح أبي رحمهما الله وأمدّ في أعمار وأعمار جميع محبّينا ... ومحبّيك أهلك وأبناء عائلتك كافة .. وعائلاتنا جميعًا بل أهل مدينتنا ... وأهل سكان المعمورة , الكون كافة على وجه الأرض فالانسان هو مخلوق عزيز جدًا -- على خالقه الله ...
أعزّه الله وأكرمه على كافة مخلوقاته الأخرى على الأرض وفي السماء حتى الملائكة أمرها الله ان تسجد له.

26/12/2011 الاثنين الساعة العاشرة وخمس دقائق صباحًا ...
26/12/2011 الاثنين الساعة الحادية عشرة الا خمس دقائق ضحى ...

فسجدت له الا إبليس أبى واستكبر ...
وعمل مقارنة ما بينه وبين أبينا آدم عليه السلام ...

فقال لله جلّ جلاله : ( أأسجد لمن خلقته من طين ... وأنت خلقتني من نار)!
فطرده الله من جنته واتخذ نفسه عدوًا للانسان يُغريه بالايقاع به بالخطايا...

وهكذا كان في قصة الانسان مع الله والشيطان والخطيئة والخير وعمل الخير والصراع بينهما على الأرض ...!

فهل لنا ان ننسى هذا التاريخ الأولي الأزلي ...!

هذه قصة روايتي الأولى التي كتبت والتي وجد لديك ايحاءات قوية كما ستجدين في دراستي لديوانك كيفية تعاملي مع الرموز الشعرية التي استعملت في شعرك وهكذا أكون قد كوّنت لنفسي ولنفسك لغة حوار لنتبادل خلالها حالة التطور لدينا في مجتمعنا لمفاهيمنا الأولية عبر تعاقب الأجيال وهل نملك نحن عدد مثقفين او أشخاص مسؤولين ذوي ضمير يحفظون رسالات الآباء والأجداد وكذلك يحفظون ما أخذوا من نعمة توارثوها أبًا عن جد وهل نحن فقط نملك لغتنا وأرضنا وسماءنا ميراث من الآباء والأجداد بل أين منا تاريخنا وحضارتنا وإنسانيتنا الحقة التي نحملها في دماءنا؟ الأدب بكل أنواعه المختلفة من قصة ورواية ومن شعر وحتى نقد أدبي او فلسفي أو علمي يحمل منطق ما في طياته اذ لا يمكن تجاهل كل ذلك ....

26/12/2011 الاثنين الساعة الثانية الا خمس دقائق ظهرًا

وهنا لا أريد ان أطيل أكثر في الحديث اليك رغم المتعة في ذلك ... لكن سأتوقف هنا وأنا أعلم انني أقف أمام صومعة انسانة طاهرة القلب والنفس فنحن نعرف من اللغة ان كلمة "صومعة" ترتبط بحياة انسان متعبّد زاهد بعيد عن الاختلاط العشوائي والهجين محافظ على سلوكياته وأخلاقه وانضباطه لذا حين كان ربطك لهذا التعبير الحسي , الصومعة بتعبير آخر مجرّد غير حسي بل ذي أبعاد مجرّدة كنت تقصدين من خلق هذا التعبير المجازي الجديد عندك ولديك نوع من الدهشة والذهول والانبهار في نفس قارئك وقد نجحت بهذا لذا أعتبر أن تخصيص أوقات متواصلة خلال ثلاثة أيام منذ يوم الجمعة الأخير بعد التحدّث مع أمك أيضًا يوم الخميس ظهرًا هو عمل رغم استحالة تصوّره لدى البعض مع ترك وانقطاع ثم عودة اليه الى ان وصلت الى هنا أقول لك رغم ما فيه من مسار إبداعي لكن يجب ايقافه هنا كي ندخل في فعل آخر هو محاولة اختراق مكنونات لآلىء شعرك واسمحي لي بهذا التعبير فلا يمكنني تجاهل ذلك البريق الذي يطل من بين كلماتك كأشعة شمس شتائية في عزّ البرد في كانون اول تبعث الدفء ولا تؤذي الجسد . البشرة , بشرة الوجه والجلد.

والى هنا أستودعك الله وأتمنى لك أيامًا جميلة هادئة تقضينها مستمتعة بأيام العيد في مدينة المسيح المقدسة مدينة الناصرة.
كل عام وأنت وزوجك وأهلك وعائلتك بألف خير ... وأتمنى سنة 2012 قادمة مليئة بالصحة والعافية والعطاء والمحبة والوفاء والتطور والانبعاث الجديد بعد الانتهاء من عمل ثقافي او علمي واحد الانتقال بسرعة ان امكن الى آخر , وآخر وآخر، وهكذا ....

________________________

قائمة المراجع العربية:
المرجع (1): نازك الملائكة في ديوانها "قرارة موجة" دراسة نقدية مقارنة للكاتب, خليل هنداوي, نشرتها مجلة "الرسالة" البيروتية في عددها الثاني عشر "15 كانون الأول" عام 1957م.

المرجع: (2و3) : من قصيدة نازك الملائكة بعنوان "الرحيل" صفحة 149 من ديوانها "قرارة موجة".

المرجع (4): قصيدة نازك الملائكة "الخيبة" من ديوانها "قرارة موجة" صفحة 153

المرجع (5): قصيدة نازك الملائكة "أغنية" صفحة 13.

المرجع (6): قصيدة "لحن النسيان" من ديوان "قرارة موجة" صفحة 132.

المرجع (7) : يقول الدكتور احسان عباس في كتابه "البياتي" والشعر العراقي الحديث" عن نازك:
"والجبريه هي داء الشعر العراقي الحديث, ومن وحي هذه الجبرية تلوّن هذا الشعر
"المقصود شعر نازك بالخوف. ويكفي ان تقرأ قصيدة "الافعوان" لترى كيف يصبح الخوف من القوى الخفية معطلاً لحركه الانسان وتفكيره".

المرجع (8) : مقالة: الوعي في الشعر , صفحة 629 , العدد الثامن, المجلد الثاني, مجلة الكاتب المصري, مايو 1946.
نازك الملائكة في ديوانها "قرارة الموجة" صفحة 115 – 116.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة