الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 21:02

رئاسة وحكومة وفصائل تدمر شعبها/بقلم:سميح خلف

كل العرب
نُشر: 08/03/15 21:32,  حُتلن: 08:18

سميح خلف في مقاله:

يفتقد الإنسان الغزي لكل التكنلوجيا واستخدامها سواء في الشتاء والصيف وتصبح مشكلة الغاز والكهرباء هي المشكلة البديلة عن قضية التحرير والتحرر والمطالبة بالإصلاح والتصحيح  ويصبح هم المواطن الغزي هي تلك المشكلة يصحوا على مشكلة الغاز وينام على مشكلة الكهرباء ولا حلول

بالشكل المباشر أصيب الإنسان الغزي بجميع الأمراض الفتاكة من ضغط الدم إلى الشرايين إلى السكر وتلك الأمراض المزمنة إلى أمراض البروستاتا تلك الأمراض والمرضى الذين تعج بهم المستشفيات والعيادات الخاصة

كل شيء مصاب من المصانع الصغيرة إلى تجار الجملة إلى تجار التجزئة إلى المنازل والأجهزة المنزلية كلها تحت وقع التخريب فنمطية الكهرباء لدينا نمطية غريبة وعجيبة ومهندسون بارعون ! في التوزيع وضبط الجودة وتنظيم القدرة 

اخترت عنوان مقالي هذا لمدلول المعنى المباشر لمعنى التخريب بكل أصنافه وأشكاله ، لن نتحدث هنا عن التخريب السياسي الذي لحق بالقضية الفلسطينية ولا التخريب الوطني ولا التخريب الجهوي ولا التخريب عبر وسائل الترامادول وغير الترامادول ، فما لحق بالشعب الفلسطيني تخريب شامل تقنيا وثقافيا ومعنويا ، برنامج وطني متهاوي، انقسام يدب في أوصال ما تبقى من أرض الوطن ، علاقات اجتماعية تبنى على مدى الانتماء لهذا الفصيل أو ذاك ، هل هناك تخريب أكثر من ذلك ؟ ليس أيضا على قطع الرواتب والتقارير الكيدية وصفقات التحويلات العلاجية وغيره وغيره وغيره من قضايا كثر تصب في عمق الأزمة الفلسطينية ، لن نتحدث عن حالة التوهان السياسي والطريق المسدود التي أوصلتنا إليه تلك القيادة وقادة الفصائل أيضا الذين اصبحوا يصبون في ماعون من معه المخلاة ، لم يعد هؤلاء يصبوا في ماعون التحرير ونظرية التحرير التي انشأت الفصائل بناء على تلك النظرية ، إنها قضية حركة التحرر الوطني الفلسطيني بكل أركانها وأعمتدتها وقواعدها ، تخريب تخريب تخريب ، وكيف لنا العلاج إذا كانت الحالة تمس الحالة المعيشية للمواطن الفلسطيني الآن ، قضية الراتب وما أدراك ما الصحة وما أدراك مع التعليم وقضية التعليم وما أدراك ما التعليم ، والتكافل الاجتماعي ، كلها قضايا متراكبة ومتراكمة ولا علاج .

لن نتحدث عن كل هذه الظواهر ، ولكن سنتحدث الآن أيضا عن حيثيات من أساسيات العيش الكريم التي يفقدها المواطن الغزي والتي تضاف إلى المشاكل والمظاهر المركبة السابقة الذكر ، الغاز أصبح نص أنبوبة ، الكهرباء وفي لحظاتها السعيدة 8 ساعات تشغيل ، وفي لحظاتها السيئة 16 ساعة قطع و4 ساعات تشغيل ، يفتقد الإنسان الغزي لكل التكنلوجيا واستخدامها سواء في الشتاء والصيف ، وتصبح مشكلة الغاز والكهرباء هي المشكلة البديلة عن قضية التحرير والتحرر والمطالبة بالإصلاح والتصحيح ، ويصبح هم المواطن الغزي هي تلك المشكلة ، يصحوا على مشكلة الغاز وينام على مشكلة الكهرباء ولا حلول ، وكأن في القرن الواحد والعشرين عجز العالم وعجزت قيادة هذا الشعب المنتفخة من حل مشكلة ضئيلة هي مشكلة الغاز والكهرباء ل2 مليون مواطن فلسطيني ، فكيف لهم أن يتناولوا قضايا أعمق من ذلك وقضايا استراتيجية ومرحلية مثل قضية التحرير والاستقلال وقضية تنمية الإنسان الفلسطيني ، بل بالعكس هناك التخريب ثم التخريب ثم التخريب لكل شئ في عقلية الإنسان الفلسطيني ، في سلوكه وممارساته وفي رغيف الخبز وفي جرعة الماء وربما يلحق ذلك كمية الهواء ، هذا هو حال الإنسان الغزي .

بالشكل المباشر أصيب الإنسان الغزي بجميع الأمراض الفتاكة من ضغط الدم إلى الشرايين إلى السكر وتلك الأمراض المزمنة إلى أمراض البروستاتا ، تلك الأمراض والمرضى الذين تعج بهم المستشفيات والعيادات الخاصة ، والمشكلة هنا في العلاج ، فأصبح العلاج المتداول في مراكز الصحة والوكالة هو علاج مضروب أو قربت انتهاء مدته ، يقول الأطباء أن هذا الدواء ذو كفاءة ضئيلة وعليك شراء الدواء من الصيدليات الخاصة ، وما أدراك ما الصيدليات الخاصة ، أسعار باهظة وفقر مدقع وبطالة ، كيف للإنسان الغزي أن يحصل على أي نوع من حقوقه الإنسانية ، هذا هو الحال ، حال المواطن الغزي .

يضاف إلى ذلك التخريب الاقتصادي والإنتاجي ، فكل شيء مصاب من المصانع الصغيرة إلى تجار الجملة إلى تجار التجزئة إلى المنازل والأجهزة المنزلية ، كلها تحت وقع التخريب ، فنمطية الكهرباء لدينا نمطية غريبة وعجيبة ، ومهندسون بارعون ! في التوزيع وضبط الجودة وتنظيم القدرة .

من أين يتلقاها الإنسان الغزي ؟ وهم يعيشون في برج عاجي ، رئاسة وسلطة وفصائل ، وكل يبحث عن رعيته وما يساق لها ، والواقع العام أن هناك تخريب تخريب تخريب في جميع المجالات الوطنية والإنسانية والثقافية فأصبحت قضية التحرر كما يراد لها في قبر تدفن فيه آهات الغزيين حيث لا يسمعها أحد ولو سمعوها تجاهلوا تلك الأصوات التي تزهق أرواحها يوميا بالجملة وليس بالتقطيع .

أما آن لهذا الغثيان أن ينتهي ؟

أما آن لهؤلاء أن يقروا بفشلهم أن تقاعسهم أو خذلانهم لهذا الشعب ؟

أما آن لكم أن ترحلوا ؟!

فلترحلوا ..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة