الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 12:02

أيمن عودة والتحديات الإعلامية المستقبلية /بقلم:خالد خليفة

كل العرب
نُشر: 03/03/15 13:23,  حُتلن: 16:54

 خالد خليفة في مقاله:

أيمن عودة اجتهد الكثير في تلك المناظرة بالمطالبة بالعدل الاجتماعي والقومي واصفا الدولة الاسرائيلية بأنها دولة أساطين المال مناديا بالعدالة الاجتماعية والقومية

إسم خطابه أيضا بالمثالية وبنفس الوقت بالحماس الزائد المفعم بالبراءة السياسية بحيث انه لم ينجر وينزلق إلى المهاترات الغوغائية التي نصبها له ليبرمان وأريه درعي بعض الشيء

من الواجب الآن أن يسعى الى الاستعانة بمستشارين يساعدوه على عرض أفكاره وتبسيطها بهدف الانقضاض بنجاعة فائقة على خصومه السياسيين بحيث أن كل هؤلاء يستعينون بشكل وثيق مع مستشارين 

سوف لن يخسر الكثير أيمن عودة لو دافع عن نفسه بعض الشيء من الهجوم الكاسح الذي شنه عليه وعلى الجماهير العربية افيجدور ليبرمان بحيث أن سياسة المهادنة مع هذا السياسي المفترس لا تفيد كثيرا وخاصة أيمن عودة في إطلالته الأولى

وأخيرا وليس آخرا أخذت القائمة المشتركة زخما من حيث تجنيد الشارع العربي وحشده لمؤسسيها وللتصويت لها في الانتخابات المقبلة. هذا وقد بدأت كوادر الاحزاب المختلفة وممثليها من النواب العرب بطرح البرامج، عقد الاجتماعات اللقاءات والندوات المختلفة في كافة المدن والقرى العربية.
وتبقى المواجهة التلفزيونية الانتخابية والتي بثت حصريا قبل اسبوع على القناة الثانية والتي شارك فيها أيمن عودة الحدث الاهم من حيث الشراسة الاعلامية والعنف الكلامي لرؤساء الاحزاب المختلفة، والتي سلطت الضوء ولأول مرة على مرشح القائمة العربية ورئيسها.
وتساءل الكثيرون عن نجاعة ظهور رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، والذي بدا واضحا وجليا أن هناك انقسام واضح بين معارض ومؤيد لشخص ايمن عودة كما نشر في وسائل الأعلام الإلكترونية العربية، بحيث أن هناك الكثيرين الذين يؤيدون التوجه الجديد لعودة، وآخرين طالبوا بأنه كان من الاجدر أن يكون عودة اكثر حدة وحزما ووضوحا في هذه المناظرة وخاصة مع" غلاة اليمين الفاشي"، وهي نفس التعابير التي ترعرع عليها أيمن عودة في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
وسوف لن يخسر الكثير أيمن عودة لو دافع عن نفسه بعض الشيء من الهجوم الكاسح الذي شنه عليه وعلى الجماهير العربية افيجدور ليبرمان بحيث أن سياسة المهادنة مع هذا السياسي المفترس لا تفيد كثيرا وخاصة أيمن عودة في إطلالته الأولى.

وإذا أردنا أن نقيّم وبقراءة هادئة ظهور أيمن عودة الوليد فيمكننا القول بأن ظهوره بالمجمل كان ايجابيا وجيدا. حاول فيه أن يكون شموليا يتكلم إلى الإسرائيلي الجديد المصاب بالهوس والهستيريا القومية، محاولا إرضاء كافة الأطراف المحاور والمضامين.
كما اتسم خطابه أيضا بالمثالية، وبنفس الوقت بالحماس الزائد المفعم بالبراءة السياسية بحيث انه لم ينجر وينزلق إلى المهاترات الغوغائية التي نصبها له ليبرمان وأريه درعي بعض الشيء.
وكأناس نتعامل بالسياسة ومع السياسيين علينا اعطاء الوقت الكافي لأيمن عودة كي يثبت نفسه وجدارته ويسهب في شرح اهدافه. اما نحن الان فبصدد اسداء النصح له كي يكون اداءه افضل بكثير، لأننا نصبو في نهاية الامر الى ايصال اكبر عدد ممكن من النواب العرب في الكنيست المقبلة.

وبالرجوع للمناظرة التلفزيونية فعلى الرغم من أنه تحدث وحاور بالعبرية الإسرائيليين إلا انه كان من الأفضل أن لا ينسى بأن جمهور الهدف هو جمهوره العربي، بحيث أن أداء جيد وواضح المعالم سوف يساعد على زيادة التصويت في الوسط العربي لكي تصبح القائمة المشتركة الثالثة في البلاد من حيث الحجم والقوى.
واذا كنا قد جزمنا بأن خطاب عودة الجديد هو خطاب مهادن ومسالم، على عكس شراسة الخطاب والحوار الذي انتهجه باقي زملاءه من الاحزاب الاسرائيلية الاخرى واللذين ركزوا وبشكل واضح على برامجهم السياسية القومية والدينية، فكان بالأحرى عليه أن يركز هو ايضا في خطابه وحواره مع الإسرائيليين على القوانين العنصرية التي سنت إبان ادارة حكومة نتانياهو كقانون المواطنة، القومية، وقوانين الاستقصاء الاجتماعي والاقتصادي والتي كانت من نصيب المواطنين العرب وهي العامل المباشر لتكتل ووحدة الاحزاب العربية في قائمة مشتركة واحدة.

وجدير بالذكر أن أيمن عودة اجتهد الكثير في تلك المناظرة بالمطالبة بالعدل الاجتماعي والقومي واصفا الدولة الاسرائيلية بأنها دولة أساطين المال مناديا بالعدالة الاجتماعية والقومية، ومثل هذه الأفكار الطبقية لا تتلاءم ومتطلبات المعركة الانتخابية الحالية ودقة المرحلة بحيث أن اسرائيل هي دولة الرأسمال واستراتجيتها هي التغاضي عن العدل الاجتماعي والاقتصادي. كما أن التغيير الاجتماعي والاقتصادي في اسرائيل قد أجهز عليه منذ زوال الاشتراكيه في أواخر الثمانينات.
ويمكن القول أن أداء أيمن عودة كان أداء متواضع لم يفلح فيه بشرح العديد من مواقفه، ويعزو ذلك ببعض الشيء الى طبيعة كون القناة ألثانية مجندة سياسيا، إضافة إلى العنف الكلامي الذي اتسم به العديد من المشاركين وخاصة ليبرمان، ولكن كان عليه أن يعي بأن تواجده في مثل هذه المواجهة يختلف الكثير عن تواجده في عقر داره وبين مؤيديه كالمكر عسفيا وكفرياسيف.
ومن الأفضل أن لا يتنازل عن رؤيته ألاستراتيجيه بل يعمل جاهدا على إيجاد توازنا مع أهدافه التكتيكية ، ومن الواجب الآن أن يسعى الى الاستعانة بمستشارين يساعدوه على عرض أفكاره وتبسيطها بهدف الانقضاض بنجاعة فائقة على خصومه السياسيين بحيث أن كل هؤلاء يستعينون بشكل وثيق مع مستشارين وإعلاميين مهنيين من الدرجة الأولى.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة