كيري قام بالإتصال هاتفيا بالرئيس عباس لحثه على تهدئة الموقف وعدم التصعيد
إسرائيل تحتجز حتى الآن أكثر من 300 مليون دولار للسلطة من أموال الضرائب عن الشهور الثلاثة الأخيرة
السلطة أصبحت مهددة بالإنهيار في ظل إستمرار هذا الوضع، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني إلى التلويح بإلغاء الإتفاقات مع إسرائيل
قالت مصادر صحفية ان "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لتأجيل أي قرارات حاسمة قد يتخذها المجلس المركزي في جلسته المقررة في 4.3.2015 و 5.3.2015، وذلك لإعطاء فرصة جديدة لإستئناف محتمل للعملية السلمية بعد إنتهاء الإنتخابات الإسرائيلية المقررة نهاية الشهر" وفقا لمصادر فلسطينية.
وقالت ذات المصادر أنّ "كيري قام بالإتصال هاتفيا بالرئيس عباس لحثه على تهدئة الموقف وعدم التصعيد، كما ورفض كيري الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بحجز أموال الضرائب وقطع الكهرباء عن مدن الضفة، وتعهد بالضغط على المسؤولين الإسرائيليين للعدول عن قراراتهم، لكنه في المقابل طلب من عباس عدم اتخاذ "المركزي" لأي قرارات من قبيل إلغاء إتفاقات سياسية أو أمنية أو إقتصادية مع إسرائيل، بهدف تجنب إنهيار كامل في العلاقات. وقال مسؤولون فلسطينيون إن كيري بحث مع عباس حجز الأموال الفلسطينية، كما أوضح مسؤولون أميركيون أنه بحث معه كذلك مشكلة قطع الكهرباء عن المدن الفلسطينية".
ويفترض أن يجتمع "المجلس المركزي" يومي الأربعاء والخميس المقبلين لبحث مستقبل العلاقة مع إسرائيل، خاصة في ظل الجمود الذي يعتري العملية السياسية، وفي ظل احتجاز إسرائيل لأموال الفلسطينيين. ويعد "المركزي" أعلى سلطة تشريعية للفلسطينيين في حال اجتماعه، وقد اتخذ سابقا قرارات مصيرية متعلقة بالتمديد لولاية الرئيس الفلسطيني والمجلس التشريعي.
جدير بالكر أن إسرائيل تحتجز حتى الآن أكثر من 300 مليون دولار للسلطة من أموال الضرائب عن الشهور الثلاثة الأخيرة، بينما قُطعت الأسبوع الماضي الكهرباء عن عدة مدن فلسطينية، وذلك في خطوة تحذيرية قالت إنها ستتبعها خطوات أخرى.
وقد تسبب إحتجاز الأموال في أزمة شديدة للسلطة الفلسطينية، لم تستطع معها دفع رواتب موظفيها، في حين سبب قطع التيار الكهربائي حالة من الإرتباك.
وفي هذا الشأن قال مسؤولون فلسطينيون إن "السلطة أصبحت مهددة بالإنهيار في ظل إستمرار هذا الوضع، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني إلى التلويح بإلغاء الإتفاقات مع إسرائيل، واتخاذ ما وصفه بأنه "خطوات صعبة".
ويريد كيري من عباس عدم إتخاذ أي خطوات في الوقت الحالي حتى إنتهاء الإنتخابات الإسرائيلية المقررة نهاية الشهر الحالي. وبهذا الخصوص قالت جنيفر بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إن كيري ناقش مع عباس "الديناميات الحالية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وأهمية ضمان السلامة المالية للسلطة الفلسطينية"، مضيفة أن كيري شرح لعباس خلال الإتصال جهوده مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، من أجل منع وقوع أزمة في الضفة الغربية، وكذا الخطوات التي سيتم اتخاذها في الأشهر المقبلة.