الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

خيارات التوافق بين عباس واسرائيل/بقلم:سميح خلف

كل العرب
نُشر: 14/02/15 15:27,  حُتلن: 07:41

سميح خلف في مقاله: 

الخيارات الصعبة للرئيس عباس التي ما فتيء يرددها بين الحين والآخر منذ سنوات تكاد تكون محصورة وضيقة وضعيفة للأسباب سالفة الذكر وعلى راسها التنسيق الأمني وحل السلطة والتي لا يمتلك الرئيس نفسه قرار بشأنها

اوروبا ودول عربية تطالب بإنتخابات تشريعية ورئاسية لتحل اشكاليات السلطة الدستورية ولكن على ما اظن ان الرئيس عباس ليس جادا في تحقيق هذا المطلب وكذلك حماس ولان كلا الطرفين يسعيان لاحداث متغير ذاتي يحقق برنامج ومصالح كل منهما

شهدت الايام الماضية تحرك دبلوماسي فلسطيني يحمل في طياته تهديد لأوروبا ولاسرائيل ومن خلال التصريحات والأقوال المباشرة للرئيس عباس حول ما يسمى "الخيارات الصعبة" إذا ما تمادت اسرائيل وحكومة نتنياهو في حجز الأموال الضريبية وفك شفرة جمود المفاوضات، مع تواصل التصريحات لبعض قادة الجيس والأمن الاسرائيلي وفئات من الساسة الاسرائيليين بوجوب الإفراج عن أموال الضرائب فالبدائل أمام اسرائيل تكاد معدومة لقناعات الكثيرين من قادة اسرائيل وأجهزتها بان الرئيس عباس قد اخلص في إلتزاماته نحو اسرائيل وفي مقدمتها التنسيق الأمني وإصراره على رفض فكرة الإنتفاضة والعمل المسلح او مقاومة شعبية قد تغير موازين المنظور الأمني والديموغرافي المرتبط بين الفلسطينيين والمستوطنات على الأقل، مع قناعاته التامة بأن حل الدولتين ونجاح الفكرة من عدمة يرتبط بمنظور الحل الداخلي بين اسرائيل والفلسطينيين في اطار الأمن والإقتصاد مستبعدا القرارات الدولية التي تشكل جذور الحل الوطني لمخرجات ومؤثرات النكبة.

الخيارات الصعبة للرئيس عباس التي ما فتيء يرددها بين الحين والآخر منذ سنوات تكاد تكون محصورة وضيقة وضعيفة للأسباب سالفة الذكر وعلى راسها التنسيق الأمني وحل السلطة والتي لا يمتلك الرئيس نفسه قرار بشأنها ولان العامل الاقليمي والدولي وقيادات في فتح والأمن لن تسمح له بإتخاذ قرار من هذا النوع بل قد يتعرض عباس للإقصاء من على رأس الهرم السياسي وهذا أعتقد ما يفهمه الرئيس عباس، ناهيك عن اتفاق باريس او قرار بانتفاضة شعبية وهذه ايضا قد تعرض منظومته السياسية والأمنية للتلاشي. وخاصة انه يقود حركة فتح الضعيفة غير المبنية تنظيميا وايديولوجيا ومنقسمة بين تياره الكلاسيكي الذي يعاني من الفشل والإخفاقات وتيار الاصلاحيين والحراك الفتحاوي الساعي للتغيير والتجديد سواء في غزة والضفة او الساحات الخارجية.

ولكن قد يدرك الاوروبيين والاسرائيليين مدى خطورة العامل الاقليمي وما يحدث من متغيرات مفاجئة وفي تسارع تلك المتغيرات التي اتت بها ما يسمى الربيع العربي من نتائج قد تخرج عن تصورات الإدارة الأمريكية والأوروبيين او الانظمة التي شاركت في إحداث تلك الفوضى في عملية تبييض جديدة للأنظمة.

مع إدراك الاوروبيين لهذه المستويات من المفاجأت التي عمت الوطن العربي في العراق وسوريا واليمن وليبيا تلوح اوروبا باخذ إجراءات وعقوبات على الاسرائيليين نتيجة تعنت اسرائيل وتماديها في أخذ إجراءات متعددة تجاه السلطة قد تضعفها.... ممكن قد استفاد الرئيس عباس من مواقف اوروبا فما صرح به لجريدة السق=فير اللبنانية في 14.2.2015 من هناك قوى "إرهابية" تنتظر فشل الحل السياسي وووقف التنسيق الأمني لتبدأ في نشر "الفوضى واشاعة الارهاب" السيد عباس يقصد بذلك داعش والتنظيمات الاسلامية بل حتى القوى العلمانية التي مازالت تعتنق مشروع التحرير والكفاح المسلح، قد يسعى الرئيس عباس تحت هذا النطاق والمفاهيم لتأكيد عداءه للمقاومة والكفاح المسلح والثورة والتحرير من خلال برنامج وطني تحرري ، بل يمكن ان يذهب السيد عباس لتعميق جبهة المواجه والائتلاف مع الاسرائيليين أمام التهديد القائم من قوى علمانية واسلامية وصفها بالإرهاب.

ولكن ماذا عن اسرائيل...؟

لقد مد الرئيس عباس يديه بإستمرار للإسرائيليين وبالمنظور الفلسطيني لا يمكن لأي رئيس فلسطيني أن يقدم للاسرائيليين ما قدمه عباس وما يطالب به للفلسطينيين لا تمثل الحد الأدنى وطنيا، وربما حملة المعارضة لسياسة الليكود واليمين الاسرائيلي من قبل بعض الأحزاب الاسرائلية اليسارية والمعتدلة وكما تدركه اوروبا وامريكا من خطورة المتغيرات التي تحدث اقليميا من داعش وقوى ما تسمى متطرفة قد تضرب عمق الكيان الاسرائيلي في ظل إضعاف السلطة وحصارها وإنسداد لافق الحل السياسي بين السلطة واسرائيل وخاصة الحراك الفلسطيني الداخلي في المخيمات والأزمات المعيشية والفقر والبطالة تلك المظاهر التي أفشلت خطة بلير وبعده كيري من حل إقتصادي أمني في الضفة وغزة.

قد لا يسمح الاسرائيليين في ظل إتهامات لنتنياهو بتهديد مستقبل اسرائيل بسياساته تجاه السلطة من الإستمرار في لعبة إضعاف محمود عباس والسلطة، بقدر ما تحتاجه اسرائيل من توافق ووحدة الهدف في حصار ما يسميهم الاثنيين الارهابيين، وكما هو الحلف وتوحيد المصالح بين بعض الانظمة واسرائيل في مواجهة المتغيرات في البمنطقة التي تفرضها داعش في العراق وسوريا وليبيا وما وصفتها امريكا بالحرب طويلة الامد وحركة الحوثيين في اليمن والصراع مع القاعدة.

اوروبا ودول عربية تطالب بإنتخابات تشريعية ورئاسية لتحل اشكاليات السلطة الدستورية ولكن على ما اظن ان الرئيس عباس ليس جادا في تحقيق هذا المطلب وكذلك حماس، ولان كلا الطرفين يسعيان لاحداث متغير ذاتي يحقق برنامج ومصالح كل منهما. ولكن من المؤكد ان دعوة الامم المتحدة الاخذ في الاعتبار بان الدولة السورية ورئيسها الشرعي بشار عنصر هام في حل معادلة الفوضى في الشرق وحصار انشطة التطرف قد يحمل متغير جاد قد يؤثر ايضا على الجغرافيا السياسية في المنطقة، وبناء تحالفات جديدة بين فصائل الاسلام المعتدل مع القوى العلمانية في مواجهة داعش والتطرف,

اذا امام اسرائيل خيارات محدودة وامام خلريطة تحالفات جديدة في المنطقة قد تجعل اسرائيل والسلطة في خندق واحد امام عملية غليان يمكن ان تجتاح الضفة قد توضع لها حلول مبكرة من الجانب الاسرائيلي والامريكي والاوروبي للحفاظ على سلطة عباس واجهزته الممولة لوجستيا وفنيا من الامريكان والاوروبيين وبعض الانظمة ولان خطر المتغير في المنطقة قد جعل القضية ابلوطنية الفلسطينية في المؤخرة بل تلاشت على الاقل لعقد قادم، واختتم بما قاله بعض الاستراتيجيين الصهاينة"" هل نواجه داعش على الحدود الاردنية العراقية ام نواجهها وننتظرها لنهر الاردن وعندئذ ستكون قوات السلطة هي طليعة المواجهة مع داعش"" اعادة الاحسابات لدى الاسرائيليين وما اعلن عن حالة استنفار عام لقوى الامن الاسرائيلي قبل يوميين من انذار لتوقع هجمات من داعش في سيناء تجاه الارض المحتلة، قد يجعل الاسرائيليين وبشكل عاجل لاعادة حساباتهم مع السلطة ولكن بعد الانتخابات الاسرائيلية في شهر مارس

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة