الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 15:02

ب.أسعد غانم: التجمع والاسلامية اكثر المستفيدين من القائمة المشتركة

كل العرب
نُشر: 21/01/15 11:31,  حُتلن: 15:53

ب. أسعد غانم في مقاله:

الجبهة تهدر الصورة الجميلة للتمثيل الشبابي بائتلافها مع قوى واشخاص يصرون على الالتصاق بالكراسي بالرغم من ان انجازاتهم السياسية تعيسة جدا

بالنسبة للتجمع والاسلامية فانهم بالتأكيد اكثر المستفيدين من القائمة المعلنة فقد تفيد كل استطلاعات الرأي بان هذين الحزبين ليست لهم اية فرص لخوض الانتخابات بشكل منفرد

الوحدة هي ليست عملًا يبنى على تجاهل غالبية شعبنا كما انها ليست مسألة تمثيل بالكنيست فقط بل هي بالأساس مسألة تعبير عن وحدة شعبية عريضة في هذه الفترة الصعبة من تطور مجتمعنا

قبول ممكن للحركة العربية للتغيير وللطيبي شخصيا، لما طرح بالأمس هو تراجع واضح عن مواقفه الاخيرة وقبوله لقائمة مبنية على مفتاح الانتخابات الاخيرة وتركيب قائمة من نادٍ مغلق للأحزاب

النقاش حول اقامة القائمة المشتركة يصل الى وقت الحسم، خصوصا على ضوء الاعلان الاخير في اعقاب اللقاء بالأمس بين لجنة الوفاق وممثلي الاحزاب السياسية والتي اعلن عن خريطة طريقها لتقسيم المقاعد.

المعادلة التي يتم تداولها حول حصول تقسيم حزبي لمركبات القائمة يبقى سيد الموقف من حيث الاحزاب السياسية. هذا الموقف لا يتفق ولا باي شكل مع مطلب الجماهير العربية بان تكون هنالك قائمة عربية وحدوية ووطنية، بل يتناقض مع هذا المطلب ويجعل من ترتيب الكراسي سيدا للموقف، بدل اللجوء الى الاستفادة من الفرصة التاريخية وبناء جبهة وطنية عريضة تمثل غالبية قطاعات شعبنا في الداخل.

كلنا نعرف انّ الاحزاب العربية –بما في ذلك الجبهة الديمقراطية، حصلت خلال جولات الانتخابات الاخيرة والتي اجريت منذ عام 2003 على نسبة الاقلية من دعم الناخبين العرب، اذا حصلت مجتمعة على ما يقارب 40% من الاصوات، في حين حصلت الاحزاب اليهودية على حوالي 12% من الاصوات وامتنع الباقون عن التصويت. هذا يعني أنّ غالبية اصحاب حق الاقتراع العرب لم يعتبروا بان الاحزاب تمثلهم، وهذا حصل ويحصل على ضوء نقد واسع لأداء اعضاء الكنيست العرب واخفاقهم، في غالبيتهم، في التعامل مع القضايا الوطنية الجماعية، كما القضايا البلدية وحتى القضايا الشخصية التي من الممكن حلها، وشرعي واخلاقي ان يتم التعامل معها من جهاز سياسي يدعي تمثيل الناس.

طبعا لا يمكن التقليل من انجازات النقد الشعبي على كيفية اجراء الترتيبات لتركيب القائمة، وخصوصا الانجاز التاريخي والسياسي الهام الذي تم في مؤتمر الجبهة الديمقراطية الاخير من حيث تقديم دماء ووجوه جديدة الى الكنيست ومجربه في العمل الاهلي، لكن الجبهة ترمي بإنجازها هذا بغير تبرير منطقي، اذ تستطيع الجبهة ان تصر على تضمين تمثيل لقطاعات اوسع في قائمة وطنية، خصوصا تمثيل نسائي اكبر، تمثيل المدن الساحلية، تمثيل قوى شعبية جرى ويجري تجاهلها، لحسابات حزبية وشخصية ضيقة. كما انها تهدر الصورة الجميلة للتمثيل الشبابي بائتلافها مع قوى واشخاص يصرون على الالتصاق بالكراسي بالرغم من ان انجازاتهم السياسية تعيسة جدا.

بالنسبة للتجمع والاسلامية، فانهم بالتأكيد اكثر المستفيدين من القائمة المعلنة، فقد تفيد كل استطلاعات الرأي بان هذين الحزبين ليست لهم اية فرص لخوض الانتخابات بشكل منفرد، كما ان بعض الاستطلاعات تفيد بان امكانيتهم في عبور نسبة الحسم في حالة خوض الانتخابات في قائمة مشتركة بينهم هي معقولة، لكنها لا تبتعد كثيرًا عن نسبة الحسم الحالية. تنكر هذين الحزبين للمطلب الجماهيري بضم ممثلين عن قطاعات اخرى من شعبنا، يؤكد بان عملية انقاذ انفسهم هي الاساس، وليست مسألة الوحدة الوطنية والمصالح العليا لجماهيرنا، كما يدعي بعض من يعبر عن مواقف هذين الحزبين.

بالنسبة للحركة العربية للتغيير، ود. أحمد طيبي، فالوضع مركب اكثر، فرئيس الحركة والذي تفيد كل استطلاعات الرأي، بما في ذلك تلك التي تجريها الاحزاب المنافسة، تفيد بانه الاكثر شعبية، وبانه عضو الكنيست العربي الوحيد القادر على قيادة قائمة، بديلة لقائمة الاحزاب والتفوق عليها من حيث الدعم الشعبي. وقد اعلن الطيبي خلال الأسابيع الاخيرة في كل اللقاءات الصحفية والخطابات بانه لا يقبل مفتاح نتيجة الانتخابات السابقة لتركيب القائمة الحالية، وعلى انه ملتزم بضرورة ادخال قوى جديدة لتصبح القائمة المقترحة قائمة وطنية جماهيرية وليست قائمة للأحزاب فقط، وزادت هذه المواقف المعلنة من شعبية الطيبي اكثر. إنّ قبولاً ممكنًا للحركة العربية للتغيير وللطيبي شخصيًّا، لما طرح بالأمس هو تراجع واضح عن مواقفه الاخيرة، وقبوله لقائمة مبنية على مفتاح الانتخابات الاخيرة وتركيب قائمة من نادٍ مغلق للأحزاب، يضر بالطيبي والعربية للتغيير اكثر من اي شيء اخر، ويضع الانجاز من حيث الدعم الشعبي للطيبي في مهب الريح.

طبعا، لا يمكن المبالغة في تصوير مواقف الاحزاب، وهي تصر على مصالحها، وتقوم بذلك في كثير من الحالات في شكل يتعارض مع مصالح مجتمعنا وشعبنا، والامثلة على ذلك كثيرة، لكننا كنا نتوقع ان تغير من هذه التصرفات على ضوء اجواء الانفتاح والوحدة، كما وان مواقف لجنة الوفاق في هذا السياق هي غير مقبولة ومستهجنة، الا اذا كانت لجنة الوفاق تعتقد بان ابراز دورها التوافقي والزعاماتي في اي ثمن، هو اهم من مصالح مجتمعنا، وضرورة الاستفادة مما وضع من مسؤولية تاريخية بين ايديها لإنجاز وحدة سياسية وشعبية تستحق ان يذكرها التاريخ، ولو بملاحظة.

إنّني أعي تمامًا لما يدور شعبيًّا من نقاش، فالبعض يعتقد بأنّ اقامة قائمة بإيّ شكل وبأيّ ثمن هو الاهم، وهذا بالضبط يعكس عدم الالتفات الى مصالح مجتمعنا الوطنية والجماعية، فالوحدة هي ليست عملًا يبنى على تجاهل غالبية شعبنا، كما انها ليست مسألة تمثيل بالكنيست فقط، بل هي بالأساس مسألة تعبير عن وحدة شعبية عريضة في هذه الفترة الصعبة من تطور مجتمعنا. كما أنّ هذا العمل يفسد سياسيًا المعنى السياسي التكتيكي لمسألة القائمة المشتركة، فغالبية شعبنا لا زالت خارج التمثيل السياسي، ولن تذهب مرة اخرى لتصوت، وقد يفتح الباب جديًّا الان، لتشكيل قائمة بديلة لا تقل وطنية ولا تمثيلاً ولا التزامًا بقضايا الناس عن قائمة الاحزاب، هذه القائمة البديلة التي يسعى الان لإقامتها ليس لها مكان لو التزمت لجنة الوفاق والاحزاب بإقامة قائمة وحدوية ووطنية، بدل قائمة الاحزاب والنوادي المغلقة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.68
USD
3.97
EUR
4.65
GBP
263275.12
BTC
0.51
CNY