الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 07:01

اخوتي لا يحبونني يا ابي/بقلم:غسان عبدالله

كل العرب
نُشر: 04/01/15 10:44,  حُتلن: 08:06

غسان عبدالله:

لم يكن غريبا إن إلتقى اعضاء الكنيست العرب وبصورة عفوية سريعة في الكنيست حول طاولة مستديرة تاركين ومتعالين عن كل الخلافات والمناكفات إن كانت حزبية او شخصية

سقط القناع وتبين أن هناك قنوات تفاوضية تدار في الغرف المظلمة ومن وراء الكواليس ومحاولات ابرام صفقات لاقصاء او استبعاد الممثلين الحقيقيين لشعبنا ضاربين بعرض الحائط كل الاستطلاعات التي اظهرت بشكل واضح ويقين من هو الأحق بقيادة جماهيرنا

كنت دائما اقول بان السياسة هي "فن الممكن" وفي السياسة الغاية تبرر الوسيلة وقد تفقد بعض الاخلاقيات وتتغير السلوكيات ولكن ان تنقلب كل المعادلات والمفاهيم السياسية وكل الموازين والاعتبارات راسا على عقب !! وتأخذ منحا اخر لتصل الى مستوى الفاحشة؟؟

مباشرة وبعد الإعلان عن تقديم موعد الإنتخابات البرلمانية أعلن عن حالة "إستنفار" لدى كافة قيادات الأحزاب العربية وايضا حالة ترقب لدى جماهيرنا الفلسطينية وذلك تحضيرا وجهوزية لخوض معركة الإنتخابات في قائمة واحدة مشتركة وخاصة بعد رفع نسبة الحسم الى 3,25% وتلبية لرغبة الجماهير ولنبض الشارع ومن قناعات بأن الوحدة هي واجب الساعة وواجبوطني وأخلاقي وقد تقلب كل الموازين السياسية في الحلبة البرلمانية وهي استحقاقا منذ عشرات السنين، فلم يكن غريبا إن إلتقى اعضاء الكنيست العرب وبصورة عفوية سريعة في الكنيست حول طاولة مستديرة تاركين ومتعالين عن كل الخلافات والمناكفات إن كانت حزبية او شخصية، ثم تلا ذلك إجتماعات ماروثينية ومكثفة وقد شكلت لهذه المهمة طواقم للمفاوضات وللمباحثات ولتقريب وجهات النظر "وكلها كانت قريبة" وفي نهاية كل إجتماع كنا نستشعر بالدخان الابيض يتصاعد!!

وكل يوم نسمع عن الروح الإيجابية التي تسود المفاوضات وان التفاهمات سيدة الموقف !!
والكل وعبر وسائل الاعلام أدلى بدلوه ليتحفنا بكلمات وطنية واخلاقية وتفاؤلية مجمعين على أن هذه الوحدة المنشودة ليست من أجل الوصول بأكبر عدد من اعضاء الكنيست فحسب وليس هذا هو الهدف الاول بل لها ابعاد اكثر وأعمق من ذلك قد تكون من أجل خلق واقع جديد بين الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة على الساحة وخلق تفاعل إيجابي ومناخ سياسي لمواجهة الصهيونية بيمينها ومركزها ويسارها ومن أجل الوقوف وقفة رجل واحد وقلب واحد في وجه المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد الجماهير العربية في هذه البلاد ولمواجهة القوانين العنصرية التي تشرعنها الكنيست وخاصة قانون يهودية الدولة والذي يعتبر جريمة نكراء وبشعه يرتكبها اليمين المتطرف ضد الديمقراطية الاسرائيلية المزعومة.
وعليه فقد شهدت هذه الإجتماعات التفاوضية تناغما وإنسجاما ولغة مشتركة دون أي خلاف حول ذلك، وكل المؤشرات دلت على أن الوحدة آتية لا ريب بها وان حلم الشارع العربي سيتحقق لا محاله.

وثقتنا بقيادة شعبنا وقيادة الأحزاب كبيرة.
ودارت الايام وتبلورت الأفكار الى أن وصلوا الى مرحلة التفاوض على ترتيب القائمة واصطفاف الكراسي وهنا سقط القناع !!!
وتغيرت كل المفاهيم والايديولوجيات وانقلبت كل المعايير والتفاهمات !!
هنا سقطت ورقة التوت وبانت العورات !!
وانكشفت وجوه كثيرة ليظهروا على حقيقتهم وزيفهم وخداعهم ومراوغتهم واحتيالهم وحقدهم وحقارتهم!!!
واذا بشعاراتهم الوطنية وتشدقاتهم بالوحدة ما هي إلا اكذوبة كبيرة يحاولون بها خداع جماهيرنا العربية المتطعطشة للوحدة الصادقة!! عجيب امرهم هؤلاء وغريبة افعالهم وتصرفاتهم واقوالهم يخدعون انفسهم قبل أن يخدعوا جماهيرنا !!
نعم لقد سقط القناع وكشفت مؤامراتهم الدنيئة وتبين ان همهم الاول هو كيفية اصطفاف الكراسي وليس ما كانوا يتغنون به حول الوحدة وانها واجب وطني واخلاقي !!
سقط القناع وكشفت مؤامراتهم الرخيصة وتبين أن همهم هو المحافظة على مصلحتهم الشخصية وعلى مؤخراتهم ومعاشاتهم والتسلق على اكتاف من يحمل هم جماهيرنا.

سقط القناع وتبين أن هناك قنوات تفاوضية تدار في الغرف المظلمة ومن وراء الكواليس ومحاولات ابرام صفقات لاقصاء او استبعاد الممثلين الحقيقيين لشعبنا ضاربين بعرض الحائط كل الاستطلاعات التي اظهرت بشكل واضح ويقين من هو الأحق بقيادة جماهيرنا وغير ابهين بنبض الشارع ولا بصرخة الشباب من الجليل الاشم والمثلث الصامد ومرج ابن عامر ومرورا بمنطقة الساحل وصولا الى النقب الصابر التي دوت مزلزلة لتخترق غرفهم السوداء معلنة اتقوا الله في وحدة صادقة مشرفة ومنصفة وما الذنب الذي اقترفه يوسف عندما قال لابيه:
يا ابتي اني ارى احد عشر كوكبا والشمس والقمر لي ساجدين ؟؟ .

كل الديانات السماوية لا تقبل الزنى لانه كبيرة من الكبائر ولا تقبلها الفطرة الانسانية ولا البشرية السليمة لانها تعبر عن علاقة غير سليمة وغير شرعية، وكنا سابقا نخجل أن نلفظ هذه الكلمة لما فيها من معان رخيصة ومخالفة لديننا الحنيف وتتنافى مع القيم الاخلاقية والانسانية ولا تمت لقدسية الحياة بأي صلة.
ولكننا اليوم وفي هذا العصر نقولها دون خجل او وجل !!
لان الزنى اصبح يحيط بنا من كل حدب وصوب، صبح ومساء، وانا هنا لا اعني ولا اقصد المفهوم المألوف بل الى مفاهيم اخرى وهي كثيرة !!
وبطل هذه المفاهيم هنا وخاصة في فترة اصطفاف الكراسي هي السياسة.
فاذا مورست السياسة بالشكل غير الصحيح وغير السليم وغير الشرعي تصبح عبارة عن "زنى"، وبالتالي تنجب مولودا غير سليما وغير شرعيا وربما نطلق عليه اسم "العهر السياسي".
ولكي اكون منصفا وعادلا وغير ظالما هناك الكثير من الشرفاء الذين ينصرون دينهم واخلاقهم ووطنهم وقضيتهم ولا يتعاملون مع الفاحشة.
كنت دائما اقول بان السياسة هي "فن الممكن" وفي السياسة الغاية تبرر الوسيلة، وقد تفقد بعض الاخلاقيات وتتغير السلوكيات ولكن ان تنقلب كل المعادلات والمفاهيم السياسية وكل الموازين والاعتبارات راسا على عقب !! وتأخذ منحا اخر لتصل الى مستوى الفاحشة؟؟
هذا ما لم اتصوره ولم اتخيله .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة