الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

وحدة كراسي أم وحدة موقف /بقلم:المحامي أحمد دراوشة

كل العرب
نُشر: 30/12/14 07:23,  حُتلن: 13:11

 المحامي أحمد دراوشة في مقاله:

اذا كان هدفكم الكرسي خذوه ولكن لا تفرقونا لأجله، فالوطن اغلى من الجميع وابتعدوا عن صفقات الغرف المظلمة ولا تتفقوا على التآمر على اخيكم يوسف ( احمد الطيبي)

 قررت أن أصوت لدكتور احمد الطيبي وذلك لأدائه المتألق والمخلص للجماهير العربية وقضاياهم، رأيت فيه الوجه المعبر عن نبض الشارع العربي واقرب اعضاء الكنيست للمواطنين 

المفاوضات بغالبيتها لا يتم خلالها النقاش حول نجاعة هذه القائمة او تفضيلها عن الدخول في قائمتين، انما يكون جل الحديث والنقاش حول ترتيب المقاعد وحصة كل حزب منها

مع بزوغ شمس كل يوم جديد تطل علينا قيادات وأحزاب بتصريحات داعمة لتشكيل قائمة عربية واحدة تجمع كل أطياف الوسط العربي.

من يستمع الى هذه التصريحات، ومن ينظر الى المنشورات الوحدوية الداعمة للوحدة، التي تغرق شبكات التواصل الاجتماعي والتي يمتزج لمعانها الذهبي بأشعة الشمس مبهرة لعيون الناظرين يدور في باله، وبشكل مباشر التساؤل التالي: لماذا لم يتم الاتفاق على تشكيل هذه القائمة؟ وهو تسائل منطقي , فإذا كانت كل الكتل العربية تطالب بالوحدة، فمن يقف ضدها؟.

للإجابة على التساؤل ما علينا سوى انتظار المساء، فمع غياب الشمس يختفي ذلك اللمعان الذهبي فيسهل العمل في الظلام.

تبدأ الاجتماعات والمفاوضات بين ممثلي الاحزاب العربية حول مسألة دخول الانتخابات في قائمة عربية واحدة موحده تلبية لمطلب الناخبين العرب.
وفي حقيقة الامر، إن هذه المفاوضات بغالبيتها لا يتم خلالها النقاش حول نجاعة هذه القائمة او تفضيلها عن الدخول في قائمتين، انما يكون جل الحديث والنقاش حول ترتيب المقاعد وحصة كل حزب منها، وكأن الصوت العربي اصبح كعكة تقسم بين الأحزاب، في ظل تغييب شبه كامل للمفاوضات ومجرياتها ومطالب كل حزب. وإن في هذا استخفاف كبير لعقول الناخبين مما يؤدي الى نفور المصوتين وانخفاض نسبة التصويت لدى المواطنين العرب وهو المفتاح الاساس.

وهنا أوجه كلامي الى القيادات العربية وأحزابها عندما يطلب منكم الشارع العربي الدخول موحدين الى المعركة الانتخابية، عليكم تلبية هذا المطلب لما فيه منفعة ومصلحة للجماهير العربية، وهذا هو سبب دخولكم الى الكنيست.

ومع هذا فإن المواطن العربي يشعر ان الاحزاب تقوم بتقسيم الكعكة فيما بينها وكأن تلبيتهم لمطلب الوحدة هو منحة تقدم للجمهور العربي. وهنا يتجلى الفهم الخاطئ لإرادة الشارع.

على الصعيد الشخصي، لقد كنت ناشطا في أحد الاحزاب العربية الموجودة على الساحة السياسية في البلاد ولكنني ومن خلال مراقبتي للعمل البرلماني لأعضاء الكنيست العرب وخدمتهم للجماهير العربية قررت أن أصوت لدكتور احمد الطيبي وذلك لأدائه المتألق والمخلص للجماهير العربية وقضاياهم، رأيت فيه الوجه المعبر عن نبض الشارع العربي واقرب اعضاء الكنيست للمواطنين .

في الأونة الاخيرة ومع اعلان حل الكنيست وبدأ المعارك الانتخابية رأيت العجاب العجاب، استطلاعات الرأي قاطبة تظهر تأييد جارف لدكتور احمد الطيبي، مقابلات عشوائيه في الشوارع العربية تظهر مدى محبة الناس ودعمهم لطيبي، وهذا لم يرق لإخوته الذين يضعونه في خانة " العدو السياسي " .

وهنا احاول جاهدا ان أربط بين تناقضات عديدة، على مدار الاسابيع الاخيرة يقوم نشطاء أحد الأحزاب بالتهجم على الدكتور احمد الطيبي ووصفه بأوصاف بلغ اقلها ما لم يوصف في نتنياهو وزمرته ! حتى وصل الامر الى أن يصرح قيادي في أحد الأحزاب بأن الحزب يسعى لتشكيل اكبر تحالف بين الجبهة والتجمع والحركة الاسلامية ( الشق الجنوبي ) وكل هذا بهدف كبح جماح احمد الطيبي !! تصريحات كهذه تصدر من قيادي في حزب تدل على انحراف البوصلة وتوجيهها لمن يقف معنا في نفس الخندق . متناسيا ان حزبه بدأ المعركة الانتخابية بشعار الوحدة بين الاحزاب العربية في وجه الفاشية . فهل نستنتج ان الطيبي هو العنصري الفاشي في نظركم ؟؟

جدير بالذكر أن مطلب الجماهير العربية بالوحدة هو مطلب قديم وليس وليد اليوم، كما ان حكومات اليمين لم تصعد اليوم الى الحكم انما هي حكومة في سلسلة من الحكومات اليمينية المتطرفة ولكن الجديد في هذه الانتخابات هو رفع نسبة الحسم مما يعني عدم عبور نسبة الحسم بشكل مؤكد لبعض الأحزاب . فهل يجوز اتهامكم برفع شعار الوحدة من اجل عبور نسبة الحسم ؟ مع ربطها بتصريحات عضو كنيست من نفس الحزب يصرح باستعداد حزبه " لبلع الضفادع " في سبيل الوحدة ( في اشارة واضحة لاعضاء كنيست عرب ) ؟؟

فاذا كنتم فعلا ترفعون شعار الوحدة تلبية لمطلب الشارع، لماذا تتجاهلون مطلب الشارع بوضع الدكتور الطيبي في رأس القائمة وادخال شخصيات قياديه من الوسط العربي في القائمة المشتركة ؟
وفي هذا لن اجيب انا، فقد صرح الطيبي مباشرة بعد نتائج الاستطلاعات " مكانتي لا يحددها مكاني "، وهذا رد كافي يبين مدى الحرص على المصلحة العامة للجماهير العربية ووحدة الصف.

الوحدة ليست شعارا فارغ المضمون ولا كعكة تقسم ولا كراسي توزع، الوحدة وحدة موقف، وحدة صف، اذا كان الهدف هو زيادة التمثيل العربي اذا فلتستمعوا الى رأي الشارع ولتعملوا بناء على موقفه، او املكوا الجرأة الكافية ولتخرجوا لناخبين وتصارحوهم بنواياكم الحقيقة .

ايها " القادة" الكرام عند المشاركة في المظاهرات ، يتم الاعتداء على المتظاهرين، كلنا نشم رائحة الغاز المسيل لدموع  فهي لا تفرق بين ابن هذا الحزب او ذاك، الخيل والكلاب لا تفرق بين ابناء ألأحزاب، والاعتقالات تطال كل من تتناوله الايدي، فلا يعنيهم انتمائنا الحزبي انما انتمائنا لأرضنا، شعبنا ووطننا.

من المفترض أن يتعلم الشبيبة من القادة وتجربتهم، ولكننا اليوم ندعوكم لأن تتعلموا من شبابنا ونضالهم الوحدوي، او من زملائكم في القيادة الذين يشرفوننا في ادائهم.

اذا كان هدفكم الكرسي خذوه ولكن لا تفرقونا لأجله، فالوطن اغلى من الجميع . وابتعدوا عن صفقات الغرف المظلمة ولا تتفقوا على التآمر على اخيكم يوسف ( احمد الطيبي).. لكي لا تراودنا قصيدة محمود درويش " انا يوسف يا ابي ".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة