الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 13:01

ليدي- الزهورات لعلاج الجسم والنفس في الشتاء

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 25/12/14 22:04,  حُتلن: 07:22

 اليانسون:

إضافة الى افادته في مرض الانفلولنزا فوائد بذور اليانسون تتمثل في التخلص من الانتفاخ وطرد الريح من الامعاء وإزالة البلغم من القصبة الهوائية وزيادة إفراز العرق وكمية البول وعلاج الأرق

يلجأ غالبية الناس صغاراً وكباراً في فصل الشتاء وما يحمله من عواصف وأمطار وثلوج، الى تناول المشروبات الساخنة التي تقيهم شدة البرد وحدّة المرض. وليس أفضل من ارتشاف كوب ساخن من الزهورات في ليلة شتاء باردة. إنها الوصفة الطبيعية الوحيدة التي لا تحتاج الى استشارة طبية، نظراً لما تحتويه من فوائد صحية مهمة على الصعيدين الجسدي والنفسي. "عشبة تشفي"، عبارة قديمة جداً طالما ردّدها أجدادنا وآباؤنا وآمنوا بها، فكانت الطبيعة مرجعهم الأول والأخير، يستفيدون من أعشابها البرّية المتنوّعة لتكون بديلاً شافياً من الأدوية المصنعة، ولن ننسى أن الأطباء يصفون اليوم اليانسون للوقاية من مرض أنفلولنزا.


صورة توضيحية

أثارت الأعشاب إهتمام الكثير من الباحثين الذين تخصّصوا في دراسة الأعشاب البرية وتحديد منافعها الصحية. وبعدما كانت الزهورات على اختلاف أنواعها وصفة تقليدية شاملة، توجهت اليوم الى التخصصية في العلاج الطبيعي، وذلك على أيدي خبراء الأعشاب الذين استفادوا بدورهم من خيرات الطبيعة ليصنعوا منها أدوية وعلاجات مفيدة للجسم والروح معاً.

ولا ننسى طبعاً أن الكثير من الأعشاب والأزهار الطبية تدخل كعنصر أساسي في صناعة الأدوية، كذلك ينصح بها الكثير من الأطباء واختصاصيي التغذية مع التشديد على ضرورة اعتماد العلم والمعرفة في مجال طب الأعشاب كي لا يتسبّب الاستخدام العشوائي لها بأيّ آثار جانبية. اللافت أيضاً أن مادة الزهورات تحوّلت اليوم الى سلعة تجارية تباع في المتاجر لتكون في متناول الجميع ، خصوصاً سكان المدن الذين يفتقدون وجودها، في حين يطيب لسكان الارياف، وتحديدا الجبال، قطفها مع اطلالة كل ربيع من الحقول والغابات.

هذه العادة متوارثة من الزمن الماضي، عندما كان أجدادنا يصنعون بنفسهم مؤونتهم من الأعشاب الطبية التي تظهر في مواسم محددة من السنة. فبعد جمع الأعشاب يتمّ تنظيفها جيداً بالماء البارد ثمّ تجفف الأوراق والأزهار تحت أشعة الشمس وأخيراً يتمّ حفظها بالطريقة المناسبة ليحصلوا على "الزهورات".
لكن التعريف العلمي لـالزهورات، يدلّ على انها مجموعة من الأعشاب البرية التي تتشابه من حيث الفوائد الصحية العامة ولكنها تتميز ببعض الخصوصية في العلاج. ومن هذه الأعشاب اليانسون، النعناع البري، البابونج، ورق الصعتر، زهرة الخاتمية، زهرة البنفسج، زهرة الجوري، الزوفى، الخزامي، اكليل الجبل، الورد.

اذا اردنا ان نبحث عن فائدة كل نوع نجد ان:

اليانسون: إضافة الى افادته في مرض ألانفلولنزا ، فوائد بذور اليانسون تتمثل في التخلص من الانتفاخ، طرد الريح من الامعاء، إزالة البلغم من القصبة الهوائية، زيادة إفراز العرق وكمية البول وعلاج الأرق. ولا ينبغى غلي بذور اليانسون طويلاً لأنها تفقد فعالية الهضم وتخسر جزءاً من زيوتها العطرية. كذلك يمكن إضافة اليانسون الى بعض المأكولات مثل الكاري والحلوى والفطائر والبسكويت من أجل إعطائها المذاق الطيب والرائحة الحلوة.

البابونج: واحد من أشهر النباتات البطنية على الاطلاق، ومن خصائصه الفريدة أنه يستعمل بخار الأزهار المغلية منه للاستنشاق في حالة التهاب المسالك الهوائية في الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية. يعتبر شاي البابونج مطهراً ومضاداً للالتهاب، كما يساعد على تهدئة الأعصاب وتنظيم عملية الهضم. أما الطريقة المثلى لتحضير شاي البابونج فهي: وضع ملعقة كبيرة من أزهار البابونج في كوب فارغ ويصب فوقها الماء المغلي، ثم يترك المزيج لمدة 10 دقائق ثم يصفّى جيدا ويشرب. ويمكن تناول كوب منه ثلاث مرات في اليوم وذلك قبل وجبات الطعام ويحذر تناول شاي البابونج بعد الأكل مباشرة لأنه قد يسبب ألما في المعدة.

الزعتر: فوائده الطبية تتمثل في شفاء الكثير من الأمراض لاسيما المتصلة بالجهاز التنفسي مثل السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو. يحتوي نبات الزعتر على مواد شديدة تعمل على تقوية الجهاز المناعي، اضافة الى مواد مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية. كذلك يحتوي الصعتر على مواد مقوية للعضلات وتمنع تصلب الشرايين، ويعالج التهابات المسالك البولية ويشفي من مرض المغص الكلوي ويخفض الكوليسترول.

الخاتمية: من انواع النباتات التي تستخدم في مجالات الطب العربي، وهي تكاد تكون زاد كل بيت في فصل الشتاء، خصوصاً ان الاجداد أخبروا عن منافعها الطبية بالتجربة الحسية. هي نوع من الزهورات الشتوية التي تفيد في معالجة الرشح والنزلات الصدرية وتخفيف التهابات اللوزتين والفم وآلام المعدة والامعاء.
الورود: تستخرج منها مواد ذات خصائص منشطة تساعد على تهدئة الاضطرابات الهضمية وتخفيف حالات الكآبة والحزن.

ولعل المشهد الاطرف في الترويج لهذه "الزهورات"، هو في انتقالها من مواد مستهلكة في صفوف طبقة الفلاحين وعامة الشعب الى استهلاك الطبقة المخملية لها تحت اسمها الفرنسي ،Tisane والتباهي بتقديمها والاسترسال في شرح فوائدها وكأنها اكتشاف غرائبي لم يكن متوفراً اينما ينبت العشب بعد ان ترتوي الأرض من المطر.

مقالات متعلقة