الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 19:02

هل أجهضت الرياض مشروع ولادة تحالف دمشق – القاهرة- طهران؟/ بقلم: هشام الهبيشان

كل العرب
نُشر: 23/12/14 09:46,  حُتلن: 07:55

هشام الهبيشان في مقاله:

مع الحديث عن تبلور نقاط التقاء سورية- مصرية-ايرانية برز الدور السعودي المعارض من الاساس لفكرة التقارب هذه

من الطبيعي أن نسمع عن نشوء تقارب بالرؤى والآراء بين بعض القوى الفاعلة بالاقليم والهدف هذه المرّة هو تفادي السقوط العميق بجحيم هذه الأزمات التي تمر بها المنطقة بشكل عام

ما يدور هذه الأيّام من حديث وتكهنات حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين دمشق -القاهرة -طهران، ما زال يدور في إطار التحليلات والتكهنات، فالمرحلة المقبلة ستشهد على الاغلب تطورات كبيرة ستعيشها المنطقة ككل

ففي ظل تطورات "خطيرة" ومتلاحقة تعيشها المنطقة ككل وفي ظل واقع سياسي وأمني ساخن يفرض وجوده بقوّة في المنطقة ومن منطلق أنّ السياسة هي من تحرك مصالح قوى الاقليم وبما أنّ السياسة هي لغة المصالح تحرك اغلب قوى الاقليم، وفي ظل غياب شبه كامل للمبادئ الانسانية والسبب هو حالة الفوضى بالاقليم، وبديلها هنا هو السياسة التي تدفع الان وبقوّة كل دول المنطقة للبحث عن حلول "مرحلية" تقيها من أتون نار متسارعة، ومخططات صهيو –أمريكية، قذرة، وهدفها هو أغراق المنطقة ككل بجحيم الفوضى، فلهذا فمن الطبيعي أن نسمع عن نشوء تقارب بالرؤى والآراء بين بعض القوى الفاعلة بالاقليم، والهدف هذه المرّة هو تفادي السقوط العميق بجحيم هذه الأزمات التي تمر بها المنطقة بشكل عام، والهروب من بعض الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الداخلية التي تمر بها بعض الدول في المنطقة، وهذه العوامل بدورها هي من أسست لتبلور معالم تقارب جديد بين كل من دمشق –القاهرة –طهران.


ومع هذا التقارب "المرحلي" الذي بدأت تتضح معالمه حاليآ، فمن الطبيعي أن نرى كنتيجة اولية لهذا التحالف بين الحين والاخر بعض التقارب بالآراء بين العواصم الثلاثة في مجموعة ملفات اقليمية، أمنية وسياسية،والسبب بذلك هو تجاوز مرحلة الخلافات التي تركها النظام الاخواني المصري المعزول بين دمشق والقاهرة تحديدآ، فيما يخص تقاطع المصالح بين الاستراتيجية الإقليمية للنظام المصري الذي يسعى الى الصعود بقوة الى مصاف القوى الفاعلة بالاقليم، والنظامين السوري والايراني الذان يسعيان جاهدين لتجاوز المرحلة الحالية والصعبة التي تمر بها الدولة السورية تحديدآ.

وبالطبع هنا تجدر الاشاره الى أنّ هذا التقارب إن تم فعلآ فسيكون هذا التقارب عنوانًا لمرحلة جديدة لكل أحداث المنطقة وسيخلط أوراق الاقليم ككل من جديد، وسيؤثر بشكل بناء على مسار وضع الحلول لفوضى الاقليم بشكل عام، ولكن هناك محددات لشكل هذا التقارب وطبيعته، فمع الحديث عن تبلور نقاط التقاء سورية- مصرية-ايرانية، برز الدور السعودي المعارض من الاساس لفكرة التقارب هذه.

الضغط السعودي
ومع زيادة الضغط السعودي على النظام المصري بخصوص منع فكرة التقارب مع طهران –دمشق، ومع زيادة حجم الفوضى والارهاب بالدولة المصرية والمنطقة بشكل عام، ومع تكرار حديث بعض صناع القرارالمصريين، عن وجوب تخلي مصر عن المرجعية السعودية، والتوجة السريع نحو طهران ودمشق، وحديثهم عن وجوب وجود دور سوري - أيراني - مصري بالمنطقة ككل للمساعدة بإخماد نار الحروب الطائفية والمذهبية بالمنطقة، تبرز الى الواجهة هنا حقيقة أن النظام المصري "المقيد خليجيآ" قرر تدريجيآ الخروج من تحت عباءة الخليج والسعودية تحديدآ، والتوسع بتحالفاته مع دول الاقليم الفاعلة، فهناك اليوم حقائق جديده وخفايا بدأت تظهر على ارض الواقع وهذه الحقائق والخفايا تقول ان كلا الدولتين المصرية والسورية اصبحتا الان تعيشان بوضع مشترك ونموذج واحد ساخن امنيآ وسياسيآ واقتصاديآ.

الملفات الساخنة
وهذا ما ولد بدوره نوعًا من التقارب بالآراء نوعآ ما بخصوص الملفات الساخنة في الإقليم ككل فهذه الملفات بشكل خاص وضعتا "كلا الدولتين" في خانة التناقض بالفترة الماضية ولكن المرحلة الحالية ونظرًا لصعوبتها وتغير نهج وطريقة وطبيعة ورموز نظام الحكم في مصر وتطور وتلاحق الاحداث بالمنطقة هي من جمعت كلا "النظامين" بأن يكون هناك حالة من التقارب بالآراء والرؤى بين البلدين، ولو "مرحليآ"، لحين اكتمال معالم المشهد الاقليمي.


وبالنهاية، فهناك اليوم حقيقة لا يمكن انكارها وهي أن دمشق –القاهرة –طهران قد دفعن الثمن الأكبر أكثر من غيرهم بسبب فوضى الربيع العربي، على اعتبار أنهن، قد خسرتا الكثير من أوراق القوة لهما بالاقليم، ومع أن المراقبون يعتبرون أن دمشق –القاهرة –طهران يملكن من الأوراق ما يجعلهم قادرين على أنقاذ المنطقة ككل من جحيم الفوضى، الا أن مطمح النظام والدولة السعودية في أن تكون دولة محورية في المنطقة العربية، قد يحد نوعآ ما من التقارب المصري –السوري-الايراني، الا أنّ مسار الأزمة السورية المستمرة الى الآن، ودور مصر الاقليمي المستقبلي، والوضع باليمن، وفرضيات التطورات المتوقعة بالوضع العراقي، هي بمجملها من ستكشف، حسب المراقبين، مدى ثقل كل من سورية ومصر وايران والسعودية بالمرحلة المقبلة.

كاتب وناشط سياسي- الأردن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة