الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 15:02

قائمة وطنية واحدة أم قائمتين؟/ بقلم: توفيق نجار

كل العرب
نُشر: 19/12/14 07:42,  حُتلن: 08:50

توفيق نجار في مقاله:

ردة فعل طبيعية لشعب مضطهد شعَر أنه أمام محاولة إقصاء من قبل مضطهده لكن بالمفاهيم السياسية الأكثر عمقاً السلطة لم تحاول إقصاء الاحزاب الوطنية من البرلمان -فيمكن أن يتحدوا كي يعبروا نسبة الحسم

البديل الأفضل برأيي هو قائمتان مرتبطتان باتفاقية فائض أصوات وبرنامج عمل منهجي يسعى الى تحقيق المشترك الأهم بحيث تحافظ كل منهما على برنامجها الخاص وعلى لجنتها الاعلامية الخاصة

نحن على عتبة انتخابات قد تكون الأصعب منذ عقود، والأخطر على القوى الوطنية الفاعلة في الوسط العربي، لقد سُنَّ قانون رفع نسبة الحسم، وواضح أنه من دواعي مصلحة هذه القوى أن تبحث عن تحالفات في هذه اللحظة السياسية الضاغطة، كي تعبر... وتحافظ على تمثيلها في الكنيست.

لا يخفى عن أحد أن أوساطاً واسعة من الشارع العربي تطالب بقائمة واحدة تجمع بين (الجبهة ومُركبات القائمة العربية الموحدة والتجمع)، أوّلاً هذا مطلب وطني ويجب أن نحترمه، وناتج برأيي عن ردة فعل طبيعية لشعب مضطهد شعَر أنه أمام محاولة إقصاء من قبل مضطهده. لكن بالمفاهيم السياسية الأكثر عمقاً السلطة لم تحاول إقصاء الاحزاب الوطنية من البرلمان -فيمكن أن يتحدوا كي يعبروا نسبة الحسم- انما تهدف الى ما هو أخبث من ذلك، تهدف الى فصل العرب بشكل عامودي عن باقي المواطنين والقضاء على التعددية والتنافس السياسي الذي يظهر بقوّة خلال المعارك الانتخابية.

هل هناك بديل أفضل من قائمة واحدة؟
البديل الأفضل برأيي، هو قائمتان مرتبطتان باتفاقية فائض أصوات وبرنامج عمل منهجي يسعى الى تحقيق المشترك الأهم، بحيث تحافظ كل منهما على برنامجها الخاص وعلى لجنتها الاعلامية الخاصة. بالإضافة الى حملة اعلانات مشتركة تدعوا من خلالها لجنة الرؤساء، لجنة المتابعة والجمعيات الوطنية والطلاب الى التصويت لصالح القائمتين، هذا الوضع يحافظ على مميزات الأحزاب، يقوّي المنافسة، يخلق جو عام يشجع الجمهور على التصويت ويضمن عبور نسبة الحسم كما يتيح مجالا أوسع أمام جذب قوى يهودية ديمقراطية.

لماذا من المفضّل أن تخوض المعركة الانتخابية قائمتان فقط؟
اولا: الحفاظ على التميّز: الجبهة تمثل خطًا فكريًا مختلفًا عن الخط الفكري الذي تمثله الحركة الاسلامية الجنوبية مثلاً، بالاضافة الى مَيل التجمع نحو اصطفاف مُعَيّن مختلف عن الاصطفاف الذي تميل اليه الجبهة في المنطقة عموماً وفي البلاد ايضاً. كما أنه هناك فوارق جمّة بين الاحزاب في نشاطها الاجتماعي ومواقفها من القضايا الطائفية، وطريقة نضالها وكيفيّة ممارستها لطروحاتها. برأيي يجب أن تحافظ هذه الأحزاب على ما يميّزها بقدر الامكان خلال الحملة الانتخابية وهذا يزيد من تسييس المعركة ويخلق جوًا انتخابيًا سياسيًا على حساب جو حمولي وفزعوي ممكن أن يولّده دمج الأحزاب في قائمة واحدة. هذا الحفاظ على التمَّيز يتيح مجالاً أمام أوساط أكبر بأن تختار ما يلائمها من بَين البرنامجين، وبالتالي الى رفع نسبة التصويت، كما يفسح مساحة أفقية أكبر لإحتواء كُل الشارع العربي بمختلف فئاته.

ثانيا: المنافسة.. في حال قائمتين، هناك منافسة اكبر خصوصاً وان الغالبية الساحقة من جمهور الهدف هو الجمهور العربي ذاته بالنسبة لهما، وهذا يحفّز كوادر الاحزاب الكبرى على العمل اكثر واكثر ويرفع نسبة التصويت. ويتيح امكانية بديلة دائمة لمن يريد أن يصوّت لقائمة وطنية لكنه لا يتماثل مع احد الاحزاب.


ثالثا: الاستجابة الى مطلب الشارع.. يجب أن يتم الاتفاق بشكل جَلي على أهميّة التصويت للقائمتين، ومن ثم التسويق لهذا اعلامياً - حتّى يشعر الجمهور في الارتياح. وهذا سيظهر بشكل اهم واكثر جديّة اذا تَمت مباركة الخطوة من قبل اللجان الوحدوية: المتابعة، الرؤساء، الطلاب والجمعيات والحِراكات الوطنية.. والأفضل أن يحدث هذا من خلال مؤتمر صحفي كبير يحضره ممثلون وشخصيات اعتبارية عن كل القرى والمدن.

رابعا: عبور نسبة الحسم.. أيضاً وجود قائمتين يضمن عبور نسبة الحسم، ويحافظ على تمثيل الاحزاب في الكنيست، وأكثر من هذا، أغلب الاستطلاعات تشير الى أن وجود قائمتين يرفع نسبة التصويت لدى العرب ويخفض نسبة العرب الذين يصوّتون لأحزاب صهيونية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.net

مقالات متعلقة