الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

ليدي- المفتشة سلوى ناطور من أم الفحم: القراءة هي الحياة

ليدي كل العرب
نُشر: 16/12/14 12:06,  حُتلن: 19:06

سلوى ناطور مفتشة رياض الأطفال والبساتين في وزارة المعارف:

الذي لا يقرأ كالذي ليس فيه روح

الإنترنت مفيد لو أحسنا استعماله والبحث فيه

الأمة الإسلامية حينما نهضت كانت أمة قارئة حقيقية

المجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة

بعض القنوات الفضائية مضيعة للوقت والأخلاق وبعضها مفيد جدّاً

الكتب التي نخلفها وراءنا ونحن ذاهبون إلى الموت إلا الشاهدة التي تحفظ ذكرانا وتشير إلينا

الكتاب هو العلاجُ للروح والشافي لأي وجع ولهذا يستخدمه العلمُ الحديث في علاج كثير من الأمراض

"القراءة هي الحياة، والذي لا يقرأ كالذي ليس فيه روح، والذي يريد أن يكون مبدعاً يجب عليه أن يقرأ" – هذا ما قالته سلوى ناطور مفتشة رياض الاطفال والبساتين في وزارة المعارف، والتي التقتها مجلة ليدي كل العرب على شرف انتهاء فعاليات اسبوع تشجيع القراءة في جيل الطفولة المبكرة، والتي شهدتها مختلف البلدات العربية في المثلث تتويجًا لمختلف مشاريع تشجيع القراءة في المدارس العربية للسنة الدراسية 2013-2014.

هذا، وأكدت المفتشة سلوى ناطور على اهمية توعية وتثقيف الاطفال في مرحلة جيل الطفولة المبكرة، بهدف تعزيز حب القراءة وتنمية مهارات القراءة عندهم. ليدي كل العرب طرحت مجموعة من الاسئلة على السيدة سلوى ناطور حول اهمية القراءة في مجتمعنا..

ليدي: هل للقراءة دور في رجوع الأمة إلى سابق عهدها؟
سلوى: بالتاكيد، وهل بغير القراءة النافعة تعود الأمة إلى سابق عهدها؟ ألم تكن أول كلمة تنزّلت من القرآن الكريم هي (اقرأ) وأين نحن من أمة اقرأ؟ إن الأمة الإسلامية حينما نهضت كانت أمة قارئة حقيقية؟ الأمة التي تقرأ أمة علم، وليس بغير العلم تنهض الأمم. لقد كان للكتاب قيمة في تاريخ هذه الأمة، وكان الكاتب له قيمة. لقد قرأت الأمة القرآن الكريم أولاً، فوعت الرسالة المحمدية خير وعي، وعرفت المطلوب منها لعمارة الأرض، وقرأت حديث المصطفى وسيرته، صلى الله عليه وسلم، ثم قرأت التاريخ، والجغرافيا، والفيزياء والكيمياء والطب والفلك والنبات وغيرها.

ليدي: هل للانترنت والقنوات الفضائية دور إيجابي للقراءة أم سلبي؟
سلوى: باعتقادي الامر منوط حول كيفية النظر والتعامل مع الامر، ان كان القنوات الفضائية او الانترنت، فبعض القنوات الفضائية مضيعة للوقت والأخلاق، وبعضها مفيد جدّاً، وأعتقد أنه أحياناً حتى بعض القنوات التي تركز على الترفيه، يمكن أن تكون مصدراً جيداً للمعلومات، وهناك قنوات فضائية ايجابية جدّاً، فهي مفيدة بما تقدمه من محاضرات وندوات. أما بالنسبة للإنترنت فهو أمر مفيد لو أحسنا استعماله والبحث فيه. وهو مشجع على القراءة وبخاصة أن بعض المواقع تفتح الآفاق أمام الزائر بما تعرض من موضوعات ومؤلفات وغيرها.

ليدي: ما دور واهمية القراءة فى تنمية الشخصية الابداعية والفكرية والأخلاقية؟
سلوى: تعد القراءة من المهارات الأساسية التى تركز عليها النظم الحديثة؛ فهي تمكن المتعلمين من الحصول على المعرفة واكتساب المهارات الأخرى، كما تسهم في صنع الفرد وتدعم ثقته بنفسه وتساعد على تنمية لغته. إن للقراءة أهمية على المستوى الفردي والمجتمعي، حيث تستخدم كوسيلة علاج فعال، ولذلك تعتبر القراءة من أهم المعايير التي تقاس بها المجتمعات تقدمًا أو تخلفًا، فالمجتمع القارئ هو المجتمع المتقدم الذي ينتج الثقافة والمعرفة، ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الإنسانية جمعاء. كما تسهم القراءة في تكوين الشخصية النامية المبدعة المبتكرة، وتشكيل الفكر الناقد للفرد وتنمية ميوله واهتماماته. وتعتبر القراءة من أهم وسائل استثارة قدرات المتعلم وإثراء خبراته، وزيادة معلوماته ومعارفه، وتمكينه من تحصيل المواد الدراسية جميعها.

ليدي: كيف يمكن علاج مشكلة عدم القراءة عند الاطفال والشباب؟
سلوى: بالتأكيد هذا الأمر مسؤولية وامانة على الجميع من اهالي ومسؤولين. لذلك، يجب أن يسعى المسؤولون عن الاطفال والشباب كل في مهامه إلى كل الوسائل الممكنة لتشجيع القراءة، وليكن البدء في الأسرة، فكم من أب أو أم يشجع أبناءه على القراءة ويجعل لهم الجوائز إن قرؤوا. هنالك اهمية كبيرة لتعزيز وتشجيع القراءة لدى الاطفال والشباب، من خلال تشجيعهم على القراءة في المراكز الجماهيرية والمكتبات والمؤسسات العامة، وايضًا في المدارس من خلال تنشيط الفعاليات والمسابقات التي تهدف تطوير حب القراءة والكتاب.

ليدي: هل أدت المكتبات دورها كما يجب؟
سلوى: بصراحة الوضع يبشر بالخير مقارنة في سنوات سابقة، لكن الأمر ليس بكفاية كبيرة. هناك حاجة الى تشجيع الشباب والاطفال وحتى الآباء والامهات لزيارة المكتبات لفترات متقاربة. يجب ان يوضع هذا الامر في سلم اولويات مجتمعنا. هناك اهمية ومسؤولية لكل ابناء مجتمعنا لتعزيز حب القراءة وزيارة المكتبات، الواقع اليوم ليس بكفابة ابدًا يجب تعزيز هذا الامر لتكون المكتبات مليئة بالزوار الذين يبحثون عن القراءة والكتاب. نؤكد انه يجب ان يكون دور ريادي وحقيقي للمكتبات في تشجيع القراءة. اقترح ان تكون في كل مكتبة مثلاً مسابقة أو أكثر لمن يقرأ ويلخص، وترصد الجوائز للقراء. ربما كانت لبعض المكتبات جهود مثل هذه، ولكن هناك ضرورة ملحة لتكثيف مثل هذه المبادرات والمسابقات.

ليدي: هل هناك كتب او موسوعات تنصحين بقراءتها؟
سلوى: هذا أمر اختياري كل حسب ميوله واتجاهاته، فمن الصعب إعطاء أسماء لكتب او موسوعات او حتى مجلات، فهذا المجال واسع وكبير، ومن المفضل والاكثر مهنية ان يختار الإنسان ما يناسب اهتمامه منها، ان كان من الكتب والقصص والكتابات الابداعية، كذلك هنالك الكثير من الموسوعات والمجلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن ان تكون عنوانًا للجميع.

ليدي: كلمة اخيرة تقولينها.
سلوى: الكتاب هو الصاحبُ في هذا الزمان وكل زمانٍ، يصحبنا أينما كنا، معنا لا يفارقنا، ينام في حضننا، في المطبخ، فوق المخدة، على السرير، في المكتب، في مكتبة البيت، في السيارة، في اليد، هو المخلِّصُ من الكآبة والملل والسأم، هو العلاجُ للروح، والشافي لأي وجع. ولهذا يستخدمه العلمُ الحديث في علاج كثير من الأمراض. وإذا كانت أشياءٌ كثيرةٌ مما نقتنيها تَبلى وتتكسَّر، وتُفقدُ، فإن الكتاب وَحْدَهُ الذي يبقي شاهداً، معرفتُهُ حيةٌ، وعطرُهُ باقٍ، هرمٌ خالدٌ يدل على كاتبه ومقتنيه معاً، وما الكتب التي نخلفها وراءنا ونحن ذاهبون إلى الموت إلا الشاهدة التي تحفظ ذكرانا، وتشير إلينا.

مقالات متعلقة